12

13 1 0
                                    

ضيّعتني
وضاع كل عمري بصدودك
وجيت اگلك وين شوگك
وين يمدلل عهودك


"قبل يومين من الكارثة"

كان كلا منهم يخفي شيئا ما .. شيئا لا يرغب بأن يخبره لأحد ..شيئا يشعره بالخوف..

الخوف الذي يجعل من طارق يخفي خيانة محمد لميرنا خوفا على مشاعر صديقته وخوفا على ان تزداد الامور سوءا بينهما خصوصا بعد ان وعده محمد أنه سيجد حلا للتخلص من مروة وحملها الذي حدث بالخطأ او هذا ما ظنه ..
الخوف الذي يجعل سند القوي المتباهي ان يخفي سرا عن الجميع سرا ان كشفه احد سيبدو ضعيفا ويغدو وغدا لا يفكر الا بنفسه الا ان اريام علمت بالامر وتحكمت بزمام الامور عندما اخبرها بأنه سيجد حلا .
هذا الخوف ذاته الذي يتربص داخل سارة كالسكين في البلعوم ..غصة اخرى لا يستطيع احد الأصدقاء البوح بها، الخوف ذاته الذي يجعل من سارة دمية بين يدي وائل لسبب مجهول لا يعلمه سواها
هو ذات الخوف الذي كان يسكن فؤاد ميرنا منذ زمن، منذ سنين طويلة وان الكابوس الذي تراه كل يوم  في منامها قد تحقق وظنها بأنها ستصلح كل شيء كان ظنا خائبا
فالوقت قد اعطى للجميع فرصة للبوح بسرّه او تصحيح خطأه الا انهم تفادو هذه الفرصة الذهبية ولم يعد هناك تصحيح اخطاء انها ساحة حرب الان ، وحان وقت الحساب.

....
-تأذيتي حبيبتي؟ محمد سأل ميرنا
كانت تقف مصدومه بلا حراك كتمثال ...
سارة وهي تمسك بها من يدها
-ميرنا انتي بخير ؟
-هاا؟ اي اسفه منتبهت
اجابت بعد ان افاقت لنفسها وكان الجميع ينظر لها..
اخذ ميار هاتفه ومفاتيح سيارته وابتسم بتصنع ..
- اني اجي بوقت ثاني يمكن الانسه تعبانه انتو اخذو راحتكم
علي: لا يمعود صدك تحجي حتى كهوتك ماشربتها استريح
حنين كانت تشتط غضبا من ميرنا ومحمد في هذا الوقت .
ميار: ولا يهمك رح نلتقي هواي انشالله
وخرج دون ان ينبس بشيء اخر كيف له ان يكون بهذا البرود..؟!!
بعد ان بقوا وحدهم صعدت ميرنا لغرفتها واغلقت الباب اما طارق فخرج مسرعا مع علي لمشفى المدينة.
اريام وهي تخلع كعبها العالي
: اوف شون يوم متعب
سارة: ايي بس مانتهى على خير
اريام: خطية تيتو بالي يمه الله يكومها بالسلامة.
- اي والله ، اذا صار لأمه شي  لا سمح الله طارق مارح يسامح نفسه
-يمعودة لتفاولين انشالله ماكو شي
- البنات وين لعد؟
- والله مادري شنو سالفتهم حنين ضاجت من راح ميار بسرعه هيج وحبست نفسها بالغرفه
- اي عزا شفتيها شون ردت على محمد كأنها عيرّته بميرنا؟!
- اي انتبهت ومحمد ضاج منها حيل زين ما ضربها وضرب ميار وياها
- يمعودة الله يستر الليلة شلون تخلص على خير
تأففت وتمددت على الاريكة بينما الاخرى تقف ذاهبة الا انها استدارت مجددا بملامح مستفسرة : لعد امج شوكت توصل؟
سارة: خابرتني وصلت بالطريق
اريام: ها بالسلامة انشالله لعد شكد عيب هسه بس انتي تستقبليها رح اضل وياج
سارة: لا يمعودة ساعه ب 1 بالليل روحي ارتاحي وراج دوام بعدين هي تعرفكم مارح تعتب او شي الصبح نتشاوف عود
ابتسمت برضا وتقدمت لتقبل رأسها
: الله يوفقج ويستر عليج ويعديها على خير لخاطرج يعمري
قالتها بحنان أم وصديقه واخت .
ابتسمت سارة : تصبحين على خير
اريام: وانتي من اهله
...
يجلس على الكرسي البارد في مكان اشبه بالخالي الا من الممرضين  منتظرا خبرا من احدهم ليطمأنه عن والدته ،يحرك ساقه بتوتر يرفعها ويخفضها بسرعه هائله كدقات قلبه الذي يكاد ينفجر من الخوف الي يعتريه.
جلس علي بجانبه بعد ان احضر قنينة ماء وكوب قهوة.
-اشرب شي صارلك فوك الساعتين على هلكعدة
-ماريد شي علي
-اهدا تيتو مابيها شي انشالله رح تطلع منها بسلامة.
....
اقتربت منها لتتأكد ان كانت نائمة ام لا
جلست على حافه السرير
:ميمي نمتي؟
كانت الاخرى تغمض عينيها تلف نفسها بغطاء السرير كاليراعه من شدة البرد او الخوف
: عود ردت اسولف وياج ضايجة هواي ومختنكه ...
انتظرت لبرهة لكنها لم تحصل على جواب واضح أنها استغرقت في النوم منذ وقت طويل.
لكن ميرنا لم تكن نائمه كانت تبكي خلسة بلا صوت بهدوء والم داخلي كما اعتادت ان تفعل دوما.
...
سارة: حبيبتي الحمدلله على السلامة
ام سارة: يا عمري لهسه كاعده تنتضريني
سارة : شلون لعد
احتضنتها بقوة كما تفعل دوما لتشعر بالامان
سارة: تفضلي البنات نايمات كانت ليلة طويلة فتعبو ونامو
ام سارة: ولايهمج خليهم نايمين
....
بزغت اولى خطوط الفجر شرعت السماء يوما جديدا الا انها تبدو حزينة فالبرد زاد اضعافا ..
هذا العام كان مختلفا جدا حتى في شتائه . انتقلت العصافير من الطيران لأشجارها لأعشاشها لتدفأ ريشها ، والديك لم يصدر صوتا هذا الصباح ربما مريض وربما هو حزين ايضا. يوم اخر يوم جديد لكنه لا يحمل اي نبذه امل .
.....
خرج وهو يمسح جبينه بمنديل ونظر لطارق نظرة خاطفة غير مبالية وسأله
:انته ابنها
وقف مرتعشا على قدميه يخاف ان يسمع ذاك الخبر
: احنه عملنا العملية بس مقدرش اقولك انها تعدت الخطر دلوقتي اخدناها ع العناية المركزة خليك بتدعيلها

GASHTMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن