"عيناك كمجرة تهت بها وانقطعت كليا عن ارضها"

2.6K 138 18
                                    

اختبئت خلف حائط مهترئ وسط ضجيج المدافع تحرك عينيها بقلق باحثةً عن الشخص المطلوب

توقفت عربة لتمسك بطرف فستانها الطويل مهرولةً اليها

وانطلقت فور دخولها لتتنهد براحة
لكن انقبض قلبها من جديد عندما دوى المكان صوت البارود مصاحباً صراخ الناس

ضغطت بأناملها على اذنها متجنبة سماع الاصوات خارجاً منتظرتةً وصولها ..

بعد ٧ ساعات
هدوء كامل ونسيم بارد كان هذا اول استيقاظها عندما اعلمها صاحب العربة بوصلهم الى اسكتلندا

اعطته عملات من الفضة داخل قماش صغير كستنائي اللون كملابسها لتخرج من العربة فور لمحها لتلك العجوز تتحدث مع شخصاً ما

ذرفت الدموع من سوداويتاها لتقفز في حضن الجدة

" افتقدتك يا بنيتي "
قالتها الجدة عندما تعرفت على صاحبة الحضن

لتتعالى شهقات حفيدتها قائلة

"لقد تركت امي .. انا لا اعرف ماذا حصل لها الان"

حضنتها الجدة بينما الدموع ملأت وجهها ذو التجاعيد لكبر سنها

" لا تقلقي بنيتي عليكي الراحة الان "

"جدتي كيف ارتاح وامي لربما الان في السماء "

ربتت الجدة على ظهرها لتهدئها بكلماتها المبحوحة اثر البكاء
" مينا ان كانت امك في السماء لتحطمت عند رؤيتك بهذه الحالة "

تباطأت شهقاتها لتتوقف عن البكاء عند سماعها لصوت جدتها الهادء واكتفت بأحتضانها
لكنها عدلت وضعيتها فور لمحها لشخص ما يراقب الموقف

دققت بملامحه الملائكية وشعره الكستنائي لتمرر نظرها لبنديقتاه ثم شفاهه

"هل هو بشري"
همست بصوت مبحوح

ليقاطعها صوت الجدة

" هذا كيم تايهيونغ يمكنك اعتباره ك شقيقك"

انتفضت لتنظر الى الجدة

"ماذا!! هو اخي ؟"

قهقهة الجدة على حفيدتها

"لم اقصد هذا لكني ربيته على يدي "

اعادت النظر الى الاخر الذي هو متفاجئا نوعا ما
لتبتسم وتستقيم على قدميها مادتاً يدها للاخر
" اهلا كيم تايهيونغ انا جيون مينا "

بادلها الابتسامة شابكا يده بخاصتها

"تشرفتُ بكِ جيون مينا"

"انا اسحب كلامي عن كونكما شقيقين
مارأيكم بزوجين؟"
قالت الجدة مقهقهة

اكتسبت مينا حمرة خفيفة على وجنتيها
ليبتسم الاخر على لطافتها لكن ابتسامته تلاشت عندما ذكرته ملامحها بشخص ما
عيون سوداء
شعر غرابي
واخيرا ابتسامة ارنبية

لاحظت مينا تغير ملامحه وارادت سؤاله عن السبب لكن قاطعتها الجدة وهي تفتح باب المنزل قائلة

"فالتدخلو الجو يصبح باردا ومينا يتوجب عليكي اخذ قسطاً من الراحة"

اومأت مينا لتتبع الجدة وخلفها تايهيونغ

ذهبت الجدة الى المطبخ بعدما امرت مينا بالراحة
وهذه كانت فرصة لتتعرف مينا على صاحب العين البندقية

لكن ليس كما توقعت فالجو الان بينهما مشحون بالتوتر لذا واخيراً تشجعت لتقول

"اذا ما اكلتك المفضلة"
تبا لك مينا هناك الكثير من الاسألة لما هذا السؤال الغبي
عاتبت نفسها
ليجيبها الاخر بصوته الهادء والمخنوق نوعاً ما
"الزلابية الكورية"

هي لوهلة تذكرت شخصاً ما لكنها فقط ابتسمت بهدوء

"اذا ماذا عنكي؟"
تسائل تاي بينما يوجه نظره الى سوادوية الاخرى

"الزلابية ايضاً"

اومأ الاخر بهدوء لتأتي الجدة بعد عدة دقائق ومعها الطعام

"زلابية !!"
نطقاها الاثنين بذات الوقت ليبدأو بالضحك

"ماذا ! اوليست تلك اكلتكم المفضلة ؟"
قالت الجدة بينما تنظر للأخران

شرح تايهيونغ الموقف لتشاركهم الجدة مقهقة

ليبدأو الاكل بهدوء مع صوت ارتطام الملاعق بالصحون

وبعدها يعلن كل واحد عن شبعه

استقام الجميع وبدأو بتنظيف الطاولة

"جدتي انا ذاهبة للحديقة"
قالت مينا بصوت مرتفع لعله يصل لجدتها بينما ترتدي حذائها

"انتظري لن تذهبي وحدك نحن في المساء! "
قالت الجدة عندما وصلها صوت حفيدتها بينما تنظف الصحون

لتكمل الجدة حديثها
"فالتأخذي تايهيونغ معك"

"حسناً"
قالتها بينما تمسك برسغ تايهيونغ خارجةً من المنزل بحماس فهي اشتاقت لأسكتلندا بالرغم من الحروب التي تجري بينها وبين موطنها

"يمكنني المشي لاداعي لمسك رسغي هكذا "

التفتت مينا ليداها التي تمسك تايهيونغ بشدة
لتسحبها بسرعة
"اسفة فعلتها بلا وعي"
قالتها وقد اكتسبت الحمرة وجنتيها

"لا بأس .. لقد وصلنا"

فور رؤيتها للحديقة حتى ارتمت على العشب مسترجعة ذكرياتها هنا
ليفعل تايهيونع المثل

"اردت سؤالك "

همهم تايهيونغ اشارة لتكمل

"عندما تعرفنا.."

ارادت الاكمال لكنه قاطعها
"تشبهين شخص اعرفه"

"اوه" اطلقتها مينا بعد معرفتها سبب تغير ملامح تايهيونغ

"شعر اسود ، عيون سوداء، ابتسامة ارنبية "
قالها بينما يتأمل القمر تاركاً الهواء يداعب شعره
مما كان منظر النعيم لعيون الاخرى .

"ما اسمه ؟"

.
.
.

" جيون جونغكوك "

لُِعٍنة مآرٍس _١٩٦٥_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن