لم تعد القضية قضية شوق انا حقا احتاجه

1K 95 33
                                    


"انت تمزح تايهيونغ نحن نمشي منذ ساعة تقريبا لماذا لم تنتبه طوال الطريق!"

اردفت بصوت عالي ليرد ذو العيون البندقية بهدوء مستفزاً الاخرى التي على وشك فقدان اعصابها

"كما الحال معكِ"

"كنت افكر ولم انتبه"
قالتها بغضب مكتفةً يديها

"وانا ايضا"
رد بنفس نبرته الهادئة جاعلاً من الاخرى تزفر بغضب
"تايهيونغ ، من اين جلبت برودة الاعصاب هذه"

"من جونغكو..."
اراد ان يكمل لتقاطعه مينا مهسهسةً بغضب

"اجل من هذا العقيد الذي لا اعرف لما انت مرتبط به هكذا!"

"اسمعي مينا .. اثنين لا تغلطي عليهما ،اسكتلندا وجونغكوك"

تنهدت لتردف بأكثر نبرة هادئة تملكها
"ما رأيك ان تحدثني عن قصة هذا العقيد معك؟ "

رفع احد حاجبيه بأستغراب واراد النفي لكنه استسلم امام عيون الاخرى ليقرر روي فضولها

عندما اومأ هي اشارت له بجلوس على الحِفة التي هي تطل على القرية ..
ليجلس بجانبها

"أنا لا أمَلك حتى صورة له، هو فَقط موجود في ذاكرتي"
ابتلع ريقة ليكمل

"كنت دائماً حريصاً على إبقاء مسافة أمان بيني وبين اﻵخرين ..
والمرّة الوحيدة الّتي سمحتُ ﻷحدهم باﻹقتراب مني كان هو ذو الشعر الغرابي وانا للان مازلت أدفع ثمنها بطريقة هادئة ومؤذية جداً ،
كان علي ان اعرف ان سيذهب ليتركني هنا وحيداً"

احست بلمعة عينيه وكأنه يحارب لعدم ذروف كريستاله من بندقيتاه

"لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة ، كل أنسان تصادفه هو إما اختبار ، عقوبة ، أو هدية من السماء "

قالت مينا ليبتسم تاي محدقاً بغروب الشمس

"بعدما رحل .. لم أعد أُحصي عدد الأيام التّي تعدو مهرولةً على غير هدى،مواقيتها، تواريخها، أو حتّى اسمائها.
لم أعد أفرق بين ساعات الليل والنّهار، خريفُ قلبي وربيع الأرض، أو بين شتاء السماء وحمرتها
كلّ ذلك لم يعد ذو أهمية..كلّ شيء اختلف..
عندما وجدته بين الجثث وفتح جفنيه محدقا بي
لتأخذني عينيه في متاهات لا استطيع الخروج منها،وعندما ساعدته بدأت بالتعلق فيه كل يوم اكثر واكثر غير مدرك بالنهاية المحتمة ..
اقسمت نسيانه ليلاً ليظهر في منامي انا لا اعلم بأي حب ابلتيت به "

انهى كلامه لكن هذه المرة خنته دموعه لتذرف من بندقيتاه

"عانقيني وأقتلي الحُزن المرير بِدآخلي"
فور ماقالها الخر هي عانقة واضعتاً اياه بين يديها

"س نعِيش فرحاً رغماً عن ما كان يُحزننا ، و سنجزى بِ حلو الصبر اقدارآ ستُرضينا
وإن كنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال أمر ما فاتركهُ ، لا تكن سجيناً للأشياء التي لا تستطيع تغييرها ."

--------------------------------------------
لو تلاحظو الرواية متعلقة برواية ١٩٦٥
كانت من الروايات العظمة اللي قريتها بحياتي
وانا مابوصل لطريقة سرد كاتبة ١٩٦٥
فهي مبدعةة ! ❤

لُِعٍنة مآرٍس _١٩٦٥_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن