part 1

140 12 4
                                    

استيقظتُ ووقفت أمامَ المِرآه لأجد ذلك الفتى الطويل وقد تناثرت خصلات شعره الناعمه الفحميه في كلّ اتجاه..
حدقت به بعينان سوداوتين شبه مغلقتين..
انتبهت الى ما كان حول عنقي، قلاده؟ سوداء مخيطه بعنايه.
لم ارتدِ أيه قلاده في حياتي اصلاً.
امسكت فرشاه اسناني وافغرت شفتاي المصبوغتان باللون الاحمر واخذت بتنظيف اسناني بسرعه.
خرجت من الحمام، قفزتُ مِن بين اغراضي التي ترامت على الأرضِ هنا وهُناك.
خلعتُ قميصي لتظهر جميع الندوب التي تلائمت مع السنواتِ. قد تظهر كعلامات، لا تؤلم الآن إن لمستها لكن مجرد رؤيتها يبعث تلك الابر لتنغرز في قلبي اكثر.
هناك شخص ما يخفف من عمق تلك الابر، صديقي ليوناردو. لكنني اؤمن بان فتاة تستطيع نزعها تماما مني، لست واثقا ان كانت تبادلني تلك المشاعر أصلاً.
هبطت الى الاسفل.
لا يزال الجميع ُنائماً، أمي وآندي.
ارتديت حذائي ماركه "ڤانز" إنه يتناسق مع سروالي العريض ذا الطرازِ الثمانيني، ومع التي شيرت الضخم الاسود خاصتي.
خرجتُ من المنزل، تنفست الهواء الرطب. نظرت الى المنزل الذي يقع على يساري، إلى النافذه في الطابق العلوي، الستائر مغلقه.. لا شك بأنها تغط في النوم الان.
اتجهت الى الرصيف بمحاذاة اليمين، اكملت السير الى أن وصلت منزلا يشبه باقي المنازل في حينا هذا لكنه كان مطليا بالاصفر الباهت.
هناك رأيتهم،ثلاثه أولاد في مثل عمري، مارك وليو وراي.
- هل تأخرت؟ قلت وقد اطلت على وجهي ابتسامه.
- ليس حقا! اجابني ليو.
- ما الذي سنفعله اليوم إذا؟. قال مارك.
- سيكون يوماً عاديا مثل غيره من ايام الصيف. اجاب راي.
- يا رجل ليس حقا سنذهب الى المدينه.
- حقا؟ مع من؟
- يمكننا اخذ سيارة احد امهاتنا.
- لا نريد التورط باعمال شغب كالمرات السابقه.
- مع انها كانت ممتعه.
- حسنا لن نستطيع الارتباط ببعضنا البعض طوال الوقت ما الذي تخططون لفعله لوحدكم؟ قال راي.
- ساتدرب لأصبح بمستواكم على لوح التزلج.
- مارك أنت بمستوانا حقا. قال راي.
- لا لست كذلك. اجاب.
- بلى! هتف ليو.
- ما الذي ستفعله انت؟ ساله راي.
- ساعبث مع الجميع، اعتقد، ساعيد هندسه ديكور غرفتي وساعمل في متجر الصلصال القريب. قال ليو.
- ألن تحاول التقرب إلى سالي؟ تدخلت.
حدق بي بنظرة كمن فصح اعظم كنز له.
- اوه يا الهي انظرا الآن من يعتقد اننا لم نعرف بشان سالي سوى بهذه اللحظه! قال مارك.
- هيه ماذا؟ هل اخبرتهم من قبل؟ قال ليو لي بحنق.
- لا لم يفعل الأمر واضح فحسب.. أنت وسالي وتوم وايمي،اثنان من الاصدقاء المقربين معجبان بفتاتين مقربتين ايضا ولا يريدان الاعتراف بمشاعرهما ههههه يا للمهزلة. قال راي.
احمر وجهي ووجه ليو معا.
- وما شأن ايمي الان؟ لقد كان موصوعنا عن ليو فحسب! قلت.
- هااه! اتريد الان تغيير موضوع ايمي وانت؟ الامر واضح على اية حال لكنك لا تريد تصديقه. قال ليو.
- انهما تبادلانكما المشاعر يا اذكياء. قال مارك.
- بالفعل.
- ما الذي ستفعله بالعطلة يا راي؟ قلت محاولا تغيير الموضوع.
- اووه ساقرا واتدرب على عده تعاويذ صعبه، ساتطوع في مكتبه البلده ماذا عنك؟
- انا.. سأفعل ما افعله عاده، سارسم او افكر فقط. قلت.
- اعتقد انني سارغم توم على رسمي. قال مارك.
- لا بل انا سافعل، وجهي وسيم اكثر منك. اجابه ليو محاولا افتعال شجار سخيف.
- احيانا احتار من هو الاحمق ومن هو الذي يتظاهر بالتحامق بينهما لي راي بينما يراقب شجارهما.
قهقهت.
- لا عليك كلاهما يتنافسان على منصب الغبي ولن يفوزا ابدا. اجبته.
༄༄༄
اتفقنا على السير قُدماً إلى أي مكانٍ تأخذنا إليهِ أقدامُنا.
وصلنا عند الرمال. غطسنا تحت رائحه البحر المالحه.
لا يزال كما هو، شاطئ نظيف ولا أحد بالجوار سوى بعض الأطفال يجمعون الصدف.
داعب النسيم شعري قليلا.
رفعت رأسي نحوَ السْماءِ الزرقاء.
حجبتُ بكفي نور الشمس القاسي عن عيناي.
"غبطه"
" انت ممتنٌ الآن لوجودك مع أصدقاء، أليس كذلك؟"
نعم أنا كذلك..
لست وحيدا الآن.
اعتقد انني لبثت اتغير، أعني أنظروا يمكنني الابتسام!
ذهبنا إلى المقعد الذي لطالما اعتدنا الجلوس عليه، لقد كان فارغا على الدوام، لكنه الآن ليس كذلك.
من ذلك الرجلُ الذي يبدو غريب الأطوار ويحتل هو وجرائده مكاننا؟
نظرت اليه كما لو انني استشعرت شيئا غريبا به. لا بد انه لاحظ ما أفعله لانه بدا بالنظر إلي بحدة.
- هل من شيء تريده؟ قال لي بصوته الخشن.
حاولت النظر الى وجهه لكنني لم افلح. بقيت عيناي معلقتان على عنقه او على الأرض.
فتحت فمي لكن صوتي لم يخرج.
أعدت الكرة مره ثانيه.
- لا آسف لازعاجك. اجبت بصوت منخفض ومرتجف.
لم أكن شخصا محظوظا لكوني انطوائيا، أعاني من الرهاب الاجتماعي، لم اولد به.. لقد سببه لي شخص ما.. أكثرُ مِن شخصٍ في الحقيقه..
لقد أخذوا قطعا مِني في الماضي.. أخذوا قطعا كثيره لدرجه أنني فقدت نفسي، فقدت نفسي لكنني لا زلت اتذكر ما فعلوه بي.
نهض ذلك الرجل.
أمسك أحد جرائده التي بدت مهترئه، رماها على الأرض، عند قدماي ورحل.
- لحسن الحظ أنه رحل. قال ليو بجديه وقد هبط ليلتقط تلك الجريده عن قدماي.
بينما هو بالاسفل، نظر إلى تعابير وجهي.
- لا يزال الأمر على حاله؟ سالني بصوت منخفض.
- أعتقد..
- ألم تتغير بعد؟
- بلى، أو أنني اعتقدت ذلك.
- بربك! أنظر لك مستواك يتحسن. هتف محاولا ابهاجي.
" أنت لا تريد تخييب أمل صديقك؟ أليس كذلك؟ عليك بالابتهاج لا يجب عليك أن تكون كئيبا كالعاده، ألست تخاف حد اللعنه من أن يكرهونك؟"
" - لن يكرهوني حتى لو كنتُ كئيباً.." اجبت صوتي الداخلي، لست أكذب.. لكنني لا زلت أخشى ذلك..

لا فائدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن