أفقتُ على رائحة القَهوة وهِي تحتلُ أركانَ حجرتيِ الصغيرةّ , فركتُ جبينيِ بِـ إنزعاجٍ و إعتدلتُ مُلتقطاً ساعةَ جيبي
- تباً , انها السادسةَ صباحاً
نهضتُ بـ خطى كَسوله نحو الأسفل حيثُ قابلني بينما يرتشفُ مِن قهوته السوداء
- ليله جيدة إليوس؟
بِـ سخرية تحدث وهو يَرمقني بـ نظرات مُتفحصة , لم انمَ جيداً إذ حظيتُ بـ ذكريات مُزعجة أرقتّ مَضجعي
- اجل الى حد ما , لولا شخيرُ احدهم
رفعَ حاجبه العريضّ و إتجه نحو طاولةِ الطعام دون ان ينطقَ بِـ كلمة تبعته بهدوء بينما ابعثرُ شعري بـ انزعاج
- ويليام , انت تعلمُ انني استفيق عِندما اشمُ رائحتها فـ لماذا اعددتها باكراً؟
- علينا التَحرك بـ سرعة , أرسلتَ الرِفاق لـ الاستطلاع وانتظر عودتهم!
إلتقطتُ قدح القهوة بـِ عجل ناقراً الطاولة بـ اصابعي الوضعُ يزداد صُعوبة وإن لم نتحرك عاجلاً سـ ينتهي امرنا فِي قبضة الحكومة , خطوات عجله تقتربّ وضعتُ يدي على مسدسي لكن ويليام نفى بِـ رأسه:
- انه مارتن! , بربك اليوس! اضبط اعصابكَ قليلاً.
دخل مارتنّ والذي كان في مُقتبل عُمره لاهثاً بينما يَمد بـ رسالة ناحيتيّ , حدقتُ بـ الظرف ذلك الخط الناعِم انا اعرفُ صاحبته!
- ارمها في الموقد ويل ، لا اريد قراءتها!
- مُجدداً؟!
هتف ضجراً بينما يُعيد شعره الذهبي بـ قوة نحو الخلف , عُدت بـ بصري ناحيةَ مارتن لـ اجد زرقاوتاه تَراقبانني بـ فضول
- انه خط فتاة من هي؟
- زوجتي!
بـ ضجر نطقتّ بينما أُشعل سيجارتي مُتجاهلاً صدمته , تركتُ المنزل مُنذ سبع اعوام ولا اخطط لـ العودة , و رغم إرسالي عدة رسائل تُعطيها خِيار الانفصال إلا انها تمسكتّ بـ رأيها وقررت إنتظاري
- إحلق ذِقنك و رتب مظهرك إليوس , تبدو كـ مُشرد
بِـ جدية تحدث ويليام وهو يُقدم لي المرآة كان شعريّ البُندقي طويلاً يلامس كتفيّ و ذقني الكثيف و المُبعثر قد حجب عُنقي , نظرت له مَدهوشاً لـ يستدير نحو مارتن وقد لاحظتُ ان جسده يَهتزُ إثر ضِحكاتِه التي يُجاهد
لـ يكتمها