الفصل الثاني

102 18 151
                                    

توجهنا نَحو البلدة حيثُ قابلني العُمدة بـ نظرات مُلؤها السعادة والتَرحيب إنحنى يُعانق نوح لـ يُظهر الأصغر احجاره مُقدماً اياها كـ هدية

- لي؟ شكراً لك صغيري

ثُم نظر ناحيتنا موزعاً بصره بيننا , تقدمتُ مُمسكاً بـ دفه الحديث

- اعذرني , اريد نُزلاً يمكنني العيشُ به انا و رفيقي حتى نُغادر

همهم لـ برهه ثم اشار لـ احد الرِجال طالباً مُنه ارشادنا تبعهُ ويليام بينما تَفحصتُ قائمة المطلوبين والمفقودين بـ دقة شديدة

- هل تبحث عن سِعر محدد؟ , تزداد المُكافأة كلما كان الهدفُ اصعب!

- اريد اخذ إجازة لكن طبيعتي غلبتني

ضحكتُ مجاملاً و عُدت ادراجي لا شيء مُريب , بل المِسكين لا يعلم ان صاحب اعلى جائزة يَبحث بين المطلوبين

- هل وجدت شيئاً؟

- كلا!! لم يصل الحرس الى هنا

همستُ بينما أُشعل سيجارتي الحياة تزداد صعوبة وخطورة لا يمكنني الإستمرار في الهرب ، كما ان الإستسلام غير مُتاح فـ الامر كما لو انني اضع رأسي في المِشنقه طواعية

- مارتن!! ، لقد تم إعتقالهُ بـ تهمه السرقة!

هتف فرانك بـ عجل بينما يُشير الى مكتب العُمدة , تبادلنا نظرات القلق لا يُمكننا المُخاطرة كما ان ترك رفيقنا خِيار غير مُتاح.

عُدت الى النُزل و التوتر قد بلغَ مِني مبلغاً منعني مِن الجُلوس او التَفكير بـ شكل سليم , خرج ويل يتقصى الأخبار بينما بدأ فرانك بـ ترتيب الثِياب.

- يُمكننا التسلل ليلاً وإخراجه دون إثارة المَشكلات لكن عليكما مُغادرة البلدة حينها

بـ حدة تحدث ويليام وهو يُراجع الخريطة , إستلقيتُ لـ ارتاح فيومي كان طويلاً ومتعباً وارجو ان لا تراودني أحلام مُزعجة.

كان إنتظار الليل طويلاً و مُزعجاً وقد توجب علي مُجالسة العُمدة والذي لم يستطع إخفاء سعادتهِ بـ قدومنا حاولتُ عبثاً إيجاد دليل يُساعدني لكن الحَرس الملكي لم يصل الى هذه
المنطقة بعد

- هذه الحُدود مِنطقة خِلاف بين دولة إرتا و ديل , لذا هي لا تتبع اياً منهما

- هل سمعتَ شيئاً عن رجل مطلوب بـ مكافأة مُجزية؟

فكر العُمدة لـ برهه ثم نفى بـ رأسه , شعرتُ براحة لا مثيل لها يمكننا البقاء هنا والإستقرار لـ بعض الوقت حتى نجمع شتاتَ انفسنا.

بعد ذلك إتجهتُ و رفيقاي لـ تنفيذ مُهمتنا الأساسية وهي تحرير مارتن توقفتُ خارجاً أُراقب الطريق فِي حين تسللا الى الداخل

- سيدي؟ , هل انت تسرق العُمدة؟

اهذا وقت الشقي اللعين قضمتُ شفتيّ بـ عنف وإنحنيت ناحيته هامساً :

- ان فتحتَ فمك بـ كلمة سـ اقتص لِسانك اتفهم؟ وان علمت انك أخبرتَهم بما رأيت سـ اقتل عائلتك جميعها!

إختفت الالوان مِن وجهه المُزعج والذي كرهتُ رؤيته وحل مكانها شحوبٌ شديد بل انه بدا كـ الموتى.

.....

عِندما تأكدت نَجاح رفيقاي أمسكتُ بـ معصمه وإبتعدتُ بـ سرعة حاول مُجاراتي وقد سمعتُ خطواته المُتعثرة بضع مرات شيء ما داخلي يمنعني مِن تقبله

- هذا منزلي

اشار بـ يده وقد لاحظتُ ان قبضته تُحكم على بِنطالي بـ قوة , طرقت الباب بِضع طرقات لـ تخترق شتائمه طبله أُذني

- ما الذي تُريده؟!!

بـ تهجم تحدث بينما يَنقر صدري بـ إصبعه الغليظ مِن الواضح لي انه تحت تأثير الكحول

- اعيد لك ابنك , وجدته فِي الخارج يلعب

وشددتُ على اخر جمله لـ ينتفض الصغير ويرمقنيّ بـ نظرات راجية , علا صوت ضِحكات والده بينما يترنح

- ابني؟؟ , قلت انه ابني ؟ كلا لولا شقيقتي الغبية ما اخذته تحت جناحي

- اعذرني , لست مُهتم بـ قصة حياتك! 

إستدرت مُغادراً بينما يُكمل سرد حياتهِ الشخصية والتي لا تهمني ولم تكن كذلك حتى نطق بـ إسم زوجتي!

- تباً لكِ روشان ولـ زوجكِ الوغد الذي ترك هذا الطِفل البغيض خلفه و غادر!

لم يكن إسمها مُتداول في البِلاد بل انه يُعتبر اسم اجنبي هنا ولم تكن لـ تحصل عليه لولا جدتها الأجنبية إستدرتُ ناحيتهُ بـ عجل

- هل تقصد ان هذا ابن روشان ما إسم والده؟

- إلياس رِيدكول

شعرتُ ان الارض لا تسعني لـ شدة الصدمة اذاً اهذا سبب الشعور الغريب الذي أحمله تجاه الطِفل؟ , بلا شك هو لم يكذب فـ اسمي الحقيقي هو إلياس رِيدكول.

إليُوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن