الفصل الثاني

10.8K 275 2
                                    

الفصل الثاني من نوفيلا:حطمتني قسوته
بقلم/رولا هاني.

-عايزة إية يا "صفاء"!؟

قالها "جواد" و علي وجهه علامات جامدة يخفي من خلالها فضوله لما ستقوله ، ردت عليه الخادمة بنبرتها المنخفضة و هي تدير رأسها يمينًا و يسارًا خشية من أن يراها أحد:

-إنتَ يا باشا أمرتني إني أتابعها أول بأول و أجي أعرفك كل أخبارها.

تأفف بحنقٍ ثم أمرها بنفاذ صبر و قسمات وجهه تتشنج بعصبية:

-ما تخلصي يا "صفاء" إنتِ هتنقطيني بالكلام!

إنتفضت بذعرٍ ثم همست بإيجازٍ:

-حاضر يا "جواد" بيه ، انا كنت عايزة بس أقولك علي أخر حاجة لاحظتها و كانت غريبة.

رمقها بنظراتٍ مستفهمة ليحثها علي إكمال حديثها فهتفت هي بنبرة خافتة و هي تتابع تعابير وجهه ببنيتيها:

-سمعتها كانت بتتكلم مع واحد و علي حسب ما سمعت كان إسمه "صابر".

ما الذي حدث!؟..تشعر و كأنها تري أمامها وحش ستنال من بطشه بلا شك!؟..لما تحول و أصبح علي وشك الإنفجار من شدة الغضب هكذا!؟..لاحظت تشنج فكه الشديد و وجهه الذي إحتقن بالدماء و فجأة إنتفضت برعبٍ عندما وجدته يقول بقتامة:

-كانوا بيقولوا إية؟

إزدردت ريقها بصعوبة بالغة ، ثم لعقت شفتيها قبل أن تجيبه بترقبٍ:

-مفهمتش كل حاجة ، بس اللي عرفته إنها هتقابله بكرة في النادي الساعة أربعة.

تلاحقت أنفاسه بصورة مخيفة و هو علي وشك صفع تلك الحمقاء التي تتحدث أمامه!؟..ماذا أهل تأججت نيران الغيرة بصدره!؟..و لكن لا لن يعود و لا يجب أن يعود و لكن غضبه سيطر عليه و كاد أن يصل به الي طريق الجنون ، و بالطبع إمتلئ عقله بالأفكار الشيطانية حول إبنة عمه "هبة" لذا أمر الخادمة "صفاء" و علامات وجهه مبهمة غير مفهومة و لكنها تخفي الكثير و الكثير من الشر:

-طب إمشي إنتِ دلوقت.

اومأت له و هي تتراجع بخطواتها الراكضة لتتواري عن أنظاره ، بينما تنهد هو بعمقٍ ليحاول تهدئة غضبه الذي أجج النيران بصدره ليصبح مشتعل بصورة تؤلمه ، و لكنه لم يستطع بل همس بنبرة تشبه فحيح الأفعي:

-خلينا نشوف مين "صابر" دة.
____________________________________________
صباح يوم جديد.

فتحت جفنيها بصعوبة لتتنهد بفتورٍ و هي تري زوجة عمها "فتحية" تفتح الستائر ليتسلل ضوء الشمس للغرفة ، نهضت جالسة علي الفراش لتري إبتسامة "فتحية" البسيطة و هي تقول:

-يلا يا حبيبتي عشان تفطري قبل ما تروحي الجامعة.

اومأت لها و هي تمسح بيدها علي خصلاتها المشعثة أثرًا للنوم ، ثم نهضت من علي الفراش و هي تتنهد بقنوطٍ و فجأة تذكرت جفائه معها فأخذت الدموع تتراقص بعينيها ثم همست بتهدجٍ و هي لا تستطيع إخفاء إهتمامها به:

حطمتني قسوتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن