الفصل الثالث

9.8K 265 3
                                    

الفصل الثالث من نوفيلا:حطمتني قسوته
بقلم/رولا هاني

إقترب منها و هو يرمقها بتسلية خاصة عندما لاحظ علامات الرعب الملحوظة علي قسمات وجهها المنكمشة بذعرٍ ، ثم همس بتهكمٍ و هو يتوعدها:

-واضح فعلًا إنك مخرجتيش من الجامعة ولا روحتي ف أي حتة.

جحظت عيناه بتلك الصورة التي تصيبها بالإرتعادٍ ليهمس مجددًا بنبرة تشبه فحيح الأفعي و هو يقبض علي ذراعها ليقربها منه:

-كُنتي مع مين يا "هبة"؟..و إياكي تكدبي عشان دة هيضرك.

ظلت تنظر له بقلة حيلة و هي لا تجد شئ مناسب لتقوله فهزها هو بعنفٍ لتتأوه بقوة و دموعها تهبط برعبٍ خاصة عندما صرخ بإنفعالٍ:

-إنطقي.

ردت عليه بتعلثمٍ كاذبة و لم تنتبه لتعابير وجهه التي ظهر عليها الإهتياج بسبب توترها:

-ك...ك..كنت مع...ص..صاحبتي.

رفع حاجبه بسخرية ليسألها بإستهزاء:

-صاحبتك!

اومأت له لتجد إبتسامته تتسع رويدًا رويدًا فظنت إنه صدقها و بسذاجتها لم تلاحظ كم الخبث الذي كان بائن علي ملامح إبتسامته الماكرة المرعبة!

تنهد بعمقٍ لتلفح أنفاسه الحارة وجهها ، ثم أرخي قبضته عن ذراعها قائلًا بمرواغة:

-طب مش عايزة تعرفي إية المفاجأة اللي أنا عاملهالك.

أشرقت ملامح وجهها لتصيح بفرحة مثل الأطفال:

-بجد يا "جواد" ، بجد عاملي مفاجأة!

اومأ لها و ملامحه قاتمة و لكن تلك المسكينة لم تلاحظ ذلك بل ذهبت خلفه راكضة و الحماس يسيطر عليها!
____________________________________________
-"جواد" و "هبة" إتأخروا أوي!

قالها "محمد" و هو يرمق زوجته "فتحية" بإستفهامٍ فردت عليه بثقة و هي تبتسم برقة:

-عشان هما الأتنين خارجين سوا إنهاردة.

عقد حاجبيه بإستنكارٍ ليصيح بتعجبٍ:

-إية دة إزاي!؟

أخذت تقص عليه ما حدث منذ ساعتين عندما هاتفت "جواد"!

(عودة للوقت السابق)

إلتقطت الهاتف الموضوع علي الكومود لتهاتف "جواد" و بعد عدة محاولات رد عليها فوبخته قائلة:

-إية يا "جواد" لازم يعني أرن عليك ميت مرة عشان ترد!

أتاها صوته و هو يقول بأسفٍ:

-معلش يا أُمي التليفون كان بعيد عني ، خير!؟

ردت عليه بدون مقدمات بترقبٍ:

-بتعامل بنت عمك وحش لية يا "جواد".

طال الصمت لعدة دقائق و هي تنتظر رده و بالفعل وجدته يقول بهدوء مصطنع:

حطمتني قسوتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن