الفصل الرابع (قبل الأخير)

9.6K 242 4
                                    

الفصل الرابع (قبل الأخير) من نوفيلا:حطمتني قسوته
بقلم/رولا هاني

هبطت دموعها مجددًا و هي تهمس بنبرة شبه مسموعة بين أحضانه:

-لما إنتَ مشيت و سيبتني حسيت إني رجعت من تاني لوحدي ، و أنا أكتر أكرهها الوحدة يا "جواد".

أبعد رأسها عن صدره قليلًا ليرمقها بتمعن ليحثها علي إكمال حديثها فهتفت هي بمرارة و دموعها تغمر كلا وجنتيها:

-عرفت لية كنت ببوس إيدك عشان متسيبنيش!

دفنت رأسها بين أحضانه مجددًا لتهمس بحرقة و هي تحاول السيطرة علي شهقاتها المتتالية:

-حسيت إني رجعت يتيمة من تاني ، إنتَ الوحيد اللي كنت جمبي لما أبويا و أمي ماتوا و جيت فجأة و قولتلي أنا ماشي عشان شغل!

و فجأة أصبحت نبرة صوتها أعلي و أشبه للصراخ ، و أخذت تضرب صدره بكلا قبضتيها و كأنها تلومه عما فعله بتلك الطريقة:

-إزاي هُنت عليك و سيبتني ، إنتَ كنت عارف إني مش هعرف أعيش من غيرك عشان كدة سيبتني.

ثم خارت قواها لتهتف بنبرة مبحوحة و هي تذرف دموعًا حارة تجعل قلبها ينفطر ألمًا:

-وقتها أنا كنت بدور عليك في كل حتة في وشوش الناس بدور عليك لغاية ما قابلته.

إمتقع وجهه بتلك الصورة القاسية فسألها بقتامة و بداخله معركة عنيفة بسبب غيرته التي تأججت نيرانها بصدره:

-هو مين؟

همست بنبرة مُهتزة من التوتر الذي لاحقها بتلك اللحظة و لكن يجب أن يعلم كل شئ عنها ، يجب أن يعرف ما الذي مرت به صغيرته:

-"صابر" ، عرفته من أربع سنين كنت وقتها عندي ستاشر سنة و خايفة و مش فاهمة أي حاجة ، كنت بدور عليك يا "جواد" صحيح "صابر" مكانش إنتَ بس علي الأقل كنت بحس بإن في حد جمبي ، حد يحبني!

عقد حاجبيه بعصبية ليسألها متهكمًا بإنفعالٍ:

-و هو كان بيحبك!

هزت رأسها نافية فشعر بها ، ثم صاحت و هناك إبتسامة مريرة ترتسم علي ثغرها رويدًا رويدًا:

-كنت مصدقاه و واثقة فيه لغاية ما في مرة لقيته طالب ياخدني معاه البيت انا كنت مترددة بس مش عايزة أزعله.

ثم أخذت تقص عليه ما حدث يومها و هو يستمع إليها و وجهه محتقن بالدماء بالإضافة الي قبضته التي تكورت بعنفٍ من شدة الإهتياج!

(عودة للوقت السابق)

-بس هنا يا عم "حكيم" أقف هنا.

أمرت السائق الخاص بها و نبرتها متعلثمة بسبب إرتباكها مما تفعله ، توقف السائق أمام ذلك المنزل فتنهدت هي بعمقٍ و هي تهدأ نفسها ، ثم فتحت باب السيارة الخلفي لتخرج منه قائلة:

حطمتني قسوتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن