وجدتــهُ ولن يترُڪَني !

116 6 25
                                    

نعم ، فهي بعمرها وڪانت صديقه لها حتى أوقعتها في مشڪله وأبتعدت عنها

-الآن عرفت لماذا رؤى تريدني أن أبتعد عنها !
-أرأيتِ ؟
حسناً ، نحن لانملك شيء سوى أن ندعوا لها بالهدايه ..والآن دعينا نذهب لتناول الغداء

بعد ان اكملت رنا الغداء بقيت تفكر بأمر ياسمين وقررت أن تقترب منها أكثر لتحاول إصلاحها وتُبيّن لها سوء تصرفاتها لكنها توقفت قليلاً و قالت لنفسها : سوء تصرفاتها!!
يا للعجب وهل أنا رأيتها بعيني لأقول هكذا أنا لا أصدق كُل ذلك إلا بعد أن أتأکد بنفسي

وهڪذا إقتربت رنا من ياسمين شيئاً  فــشيئا حتى تتأكد من كلام أمها وأختها لكنها للأسف لم تظهر لها ياسمين كل هذا بل أظهرت لها بأنها مسكينه ومظلومه وإن الطالبات هنّ من يعادينَّها

أما زينب فــأقتربت من هدى في هذه الفترة وجاء اليوم الذي تسأل بهِ عن حياة هدى
- زينب: كل هذه الفتره وأنا لا أعرف عنكِ شيئاً ألا يمكنكِ أن تحدثينني عن حياتكِ ؟
- حياتي ..! لا أُريد أن أُزيد همك يا حبيبتي
- لماذا تقولين هكذا ؟! حتى وإن كانت حزينه أُريد ان اسمع
- في الحقيقه أنا يتيمة الأبوين توفيت أُمي بمرض العجز الكلوي وأنا بعمر العشر سنوات وبعدها إستشهد والدي بسنتين
- بقيت الدموع تسقط من عيون زينب وقالت بحزن: والدكِ شهيد ؟
- نعم ..نال ما كان يريده منذ أن فتحتُ عيني على الحياة وانا أرى والدي يتمنى الشهاده وحصل عليها!
- ولم يُفكر بكم .. من سيبقى لكم بعده ؟!
- بلا،  لكنه كان دائماً يقول لي بأنني عندما أكبر سأفتخر بهِ وسأشكره كثيراً لانه علمني امور كثيره على الرغم ان السنوات التي عشتها معه قليله إلا إنني لن أنسى كل كلمه منه وكل وصيه حتى إنه عندما ذهب إلى ساحات القتال في آخر مره رأيته بها قال لي : يا بنيتي عندما أستشهد لا تقولي إنكِ يتيمة ولا تقولي ليس لي أب "صاحب الزمان" سيكون ابوكِ لاتتردي بطلب شيء منه كلما إحتجتِ شيئاً وكلما ضاقت بكِ الدنيا تذكريه واندبيه وتوسلي بهِ وصدقيني حاشاه أن يردكِ !
لم افهم من كلامه شيئا حينها لانني كنتُ صغيره لكنه طلب مني طلب وهو أن ابحث دوماً عنِ الامام في كل مكان وايضاً اعطاني بعض الكُتب التي تتحدث عنهُ وامرني بقرائتها
- وهل فهمتِ كلامه الآن؟
-لو لم أفهم كلامه لما كنتُ واقفه الآن أمامكِ اتحدث بكل قوة لأنني بالفعل عندما قرأت تلك الكتب وبدأتُ أبحث عن الامام وجدتهُ ولن يتركني في أحلك الظروف مررتُ بأيام صعبه جداً لكن بفضل الله وبفضل صاحب الزمان تخطيتها ولا زلتُ أُواجه كُل الصعاب بمجرد أن أُناديه تنجلي كُل همومي
- دمعت عينا زينب وشعرت بصغر ألمها أمام ألم هدى وقالت لها : وهل عندك أخوه أكبر منكِ؟

- لا أنا الاخت الكبيره عندي أختان تدرسان في الابتدائيه واخٌ واحد عمرهُ سبعة عشر سنه
- وكيف إستطعتم العيش يمفردكم.. من لأخوتكِ الصغار عندما ماتوا أهلڪم !!
- في البدايه عشنا في بيت خالي وكانت زوجته  هي من ترعانا لكن بعد فتره لا تطول عن السنه سافر خالي ليعيش في لبنان وتركنا في بيت عمي وتولت جدتي رعايتنا لكنها تمرضت بعد فترة وفارقت الحياة وانا توكلتُ برعاية اخوتي

الأب الحنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن