نورُ الله !

64 7 42
                                    


- لماذا تقولين هكذا يا رنا ما خطبكِ ، بماذا آذيتكِ ؟!
أجابت رنا وهي تُحدِّق بعينيَّ زينب بحدِّه :
ألا تخبرينني عن تلك الفتاة التي أخذت كُل وقتكِ حتى أصبحتِ بعيده عني ؟!

- قالت زينب بعد أن شقَّت ثغرها إبتسامه  : تقصدين هدى ، لا أعرف إنكِ غيوره لهذهِ الدرجه! إذا كان الأمر كذلك فصدقيني هدى بنت جميله ومؤدبه عندما تتعرفين عليها ستكتشفين ذلك بنفسكِ
- لا أُريد التعرف عليها
- ولماذا ، لماذا لا نكون صديقات نحن الثلاثه
رغم إنني تعرفتُ عليها حديثاً إلا إنها غيّرتني كثيراً وأخرجتني من جو الحزن بڪلامها الحنون

- إنزعجت رنا أكثر وقالت : لهذهِ الدرجه أصبحتِ تحبينها وتقولين عنها هكذا ! إذن إبقي بجانبها كما تريدين!
قالت زينب بألم : ماذا تقصدين يا رنا !!
- كما فهمتِ ، أنا أصلاً لم أعد وحيده بعد اليوم وجدتُ صديقه تحبني وأحبها تسأل عني وأسأل عنها !

تعجبت زينب وقالت والدموع تنهمر : وأنا..  من قال أنني لا أحبكِ، وإذا عن السؤال من منا الواجب عليها أن تسأل عن الأخرى أنا أم أنتِ أجيبيني !

خفضت رنا رأسها ولم تنطق بكلمه !
- لماذا سكتي أجيبيني! تريدينني إن أسأل عنكِ وانا بحاجه إلا من يسأل عني مرَّت عليَّ أيام لا يعلمها سوى الله

- أعرف ذلك يا زينب لكن ماذا عساي أن أفعل هذا قضاء الله
- أجابت زينب والدموع تجري :وأنا راضيه بقضاءه الحمد لله على كل حال

-ضمِّت زينب الى صدرها وقالت لها : أنا اعتذر ان كنتُ آذيتكِ بكلامي يا حبيبتي وأعتذر لانني كُنتُ بعيده عنكِ
أردفت زينب بعد أن مسحت دموع عينيها وهي تغادر :
- لا بأس أستأذنكِ الآن

خرجت زينب من الغرفه وهي مكسورة الخاطر لكنها حاولت أن تخفي ذلك على رنا وحتى على أُمها
لكنها شعرت بذلك !
- زينب حبيبتي تعالي إنهُ البث المباشر لقناة كربلاء موعدنا مع حبيب قلبكِ الحُسين ( عليه السلام) الساعه الثانيه ظهراً
حيث ڪانت زينب تتلهف لبث قناة ڪربلاء لتشاهد ضريح الحُسين "عليه السلام" وأداء المراسيم العباديه ونداء العقيده ، تقوم ثلَّه من الخدم بقراءة
"نــداءُ العقيدةِ في الخافقين"
"حُــسينٌ ..حُــسينٌ ..حُــسينٌ ..حُــسين"

لعلَّ ذلك يُخفف من ألم الإشتياق لزينب!

نظرت زينب الى التلفاز وسقطت أرضاً وبدأت تبكي وتبكي !
دنت منها أمها وقالت : زينب يا حبيبتي ما بكِ ؟

- لم أعد أحتمل يا أُمي كل ذلك ضاق صدري أشعر بالاختناق أرجوكِ  أُريد الذهاب الى الحُسين "عليه السلام" أُريد أبثُ لهُ أوجاعي !

لم يتبقى إلا القليل لأربعينية والدك ِ وسنذهب لڪربلاء وسيطمأن قلبڪِ فأنا لا أريد سوى ذلك يا قُرّة عيني، قلبي يتقطع وأنا أراكِ هكذا !

الأب الحنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن