فتيات مَهْدَويات"

57 8 20
                                    

عادت زينب الى البيت وهي مطمأنه ومرتاحه فليس بأمرٍ غريب ، هذا شعور كُل من يعود من زيارة سيد الشهداء وباقي الأئمه ( صلوات الله عليهم ) خصوصاً أنها كانت متلهفه لتلك الزياره ! 

بقيت زينب قريبه من هدى ، شعرت إن تلك الفتاة قادره على إقتلاع أوجاعها بمجرد أن تتحدث معها وخلال وقت الاستراحه قالت زينب : لا أعرف كيف جمعني الله بكِ ياهدى ، وكيف لي أن أشكر الله لوجودكِ في حياتي اصبحتِ روح أخرى لي كُلَّما رأيتك عادت لي الحياة ! 

أجابت هدى بإبتسامتها الهادئه التي لا تفارق وجهها : أنا الواجب عليّ أن أشكر الله لأنه رزقني بكِ باحبيبة قلبي 

 نظرت زينب الى الطالبات اللواتي أمامهنَّ ومن بينهنَّ كانت رنا برفقة ياسمين 

قالت هدى : هل رنا تعرف تلك الفتاة أراها تمشي معها دوماً ؟

-نعم إنها بنت خالها 
قالت هدى وهي متعجبه : حقاً؟

-نعم ، وهل أنتِ تعرفينها ؟ 

صمتت هدى لبُرهه من الزمن ثم قالت : 

-لا ، فقط كانت بنفس الشعبه معي 

إقتربنَّ رنا وياسمين من هدى وزينب ، ألقت رنا تحية السلام أما ياسمين فكانت منزعجه من وجود هدى حتى إنها لم تلقِ التحيه ! 

إستغربنَّ كل من زينب ورنا من الأمر ومن نظرات ياسمين الحادَّه لهدى ! 

حاولت ياسمين  أن تنصرف وتصطحب معها رنا خشية أن ينكشف أمرها أمام رنا وزينب ! 

وبعد أن أبتعدن قليلا قالت زينب : مابها ياسمين لم تلقِ التحيه عليكِ ؟! 

-تلعثمت هدى ولا تعرف كيف تجيب ! 

حاولت أن تجعل الامور طيبه وقالت : يبدو إنها  نسيت لا بأس كُلُّنا معرّضون للنسيان 

-ربما كذلك 

ثم تذكرت زينب وقالت : 
صح ..! 

-ماذا ؟! 

- إبتسمت وقالت : لم أسألكِ لماذا إنتقلتي للشعبه التي أنا فيها ؟ 

قالت هدى بإبتسامه شقَّت مُحيَّاها : ومالذي ذكّركِ يا أختاه ، وهل تريدينني أن أقول لكِ بأنني كنت أشتاق لرؤيتك وأنا ضعيفه جداً أمام شوقي لكِ ف لذلك إنتقلت ! 

-هدى ...أجيبيني أنا لا أمزح معكِ ! 

ضحكت هدى وقالت : تزدادين جمالا كُلَّما تعصبتي ! 

زادت الشراره في قلب زينب وقالت : 
يا الله أبرد ماعندكِ أحرّ ماعندي ! 

-حسناً حسناً لا تنفجري عليَّ ..لكن أعذركِ ليس هنالك سبب لإنتقالي وهل مللتِ مني ياعزيزتي ؟ إن كان الأمر كذلك فسأعود حالاً ..! 

-ماهذا الكلام !! أنا فقط كنتُ أسأل عن الصدفه التي جمعتني بكِ لا أكثر ! 

خفضت هدى رأسها وقالت : لا أعتقد إنها صدفه ، بل تدبير إلهي كان مخطط لهُ من قبل الباري عزَّ وجلّ ! 

الأب الحنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن