𝟕 | 𝐋𝐚𝐬𝐭 𝐁𝐫𝐞𝐚𝐭𝐡

306 23 45
                                    

فُتح الباب الذي ادخل نسيم الهواء العليل المتجمد، كان القمر ظاهراً، وهنا كان يقف شخصان الاول متجمد من الصدمة والاخر من البرد.
:"ياه، ايزايا".
نطق الاشقر ملقياً التحية وكأنه امر طبيعي.

مرت عدة دقائق حتى استوعب الغرابي ان ما امامه ليس بحلماً، انه واقع.
جهز خنجره وتراجع قليلا معتقداً بأنه جاء للقتال.
:"اوه..لاتخف لست هنا لازعاجك او لتزعجني".
قالها بينما قد دخل الى شقة ايزايا جالساً على الاريكة بينما ايزايا مازال واقفاً محاولاً استيعاب الموقف.

:" اسمع، هناك ما أريد الحديث معك بشأنه، انه امرٌ عنك..".
قال شيزو بينما قد شابك اصابعه الحمراء بسبب البرد.

:"هاها! وما الذي قد يريده مني وحش غير قتلي؟ انطق ما لديك".
قال ايزايا بينما يلوح بخنجره ضاحكاً محاولاً استفزاز شيزو.

:"بدون اي مقدمات سادخل في صلب الموضوع، اردت ان نبني صفحة جديدة لنا، فإن لم يتنازل أحدنا لن نستطيع بناء شيء ".

:" ولما تريد هذا..".
عقد الغرابي حاجبيه وتلاشت ابتسامته مخفضاً خنجره.

:" انت لست كما تعتقد".
اجاب الاشقر بهدوء.

:"تكلم بوضوح".
جلس الغرابي امامه مستمعاً له.

:"انت لست سعيد، انا اعلم، انا اعرف شعورك، كنت مثلك، كنت لا املك احد غير اخي وكل شيء ينهار...".
توقف قليلاً ليعود مكملاً

:" اعلم انه بارد، ليس الجو، بل قلبك، رأيت حزنك لكن لم يكن هناك ما بوسعي فعله، لقد كنت عدوي والآن اريدك صديقي".
قالها بينما عيناه اللامعة التقت بالاعين القرمزية.

كان ايزايا يرتجف مع كل كلمة يقولها، فكل شيء كان له معنى عميق لديه، تخلص من هذا الشعور أخيراً ليعود شيزو ويذكره به؟.
كان قلبه ينبض بعنف وعقله في حيرة ، كان كل شيء مشوش في تفكيره، هل انا وحيد؟ هل انا حزين؟....

:"اريد ان اجعلك ترى العالم بمنظورٍ آخر، اريد ان تشعر بدفئ الاصدقاء الذين ستحظى بهم، ستعيش بسعادة".
اكمل شيزو املاً ان يوافق الاخر.

كان ايزايا منزلاً رأسه بينما شعره كان يغطي عن ملامحه، بدأت بضع قطرات مالحة تنزل الى اسفل، صُدم شيزو، هل يبكي!؟!.

:"اـ ايزايا، لم اقصد جعلك تبكي..هل انت بخير؟ ".
نهض شيزو بقلق متقدماً لايزايا.

سرعان ما تحولت تلك الشهقات الى ضحك عالي حتى رفع الغرابي رأسه ودموع الضحك نزلت بالفعل.
:"لا اصدق ما تقول!! هاهاهاها لم اكلن اعلم ان وحش مثلك سيمكنه صنع نكات كهذه!".
قالها بين ضحكاته التي بدأت تعلوا بينما الاخر تجمد مصدوماً.

:" اني سعيد! وسألعب كما اشاء ايضا! لن اتغير ولن يتغير شيء، حزين؟ انا؟ ما هذا بحق السماء!؟".

بدأت اعصاب الاشقر بالثوران كالبركان، اصبح كالثور الهائج، سيقتل ايزايا الذي بذل جهده كي لا يحزنه ولكن ماذا؟ انها مجرد تمثيلية بالنسبة للبرغوث النتن!.

حمل الاريكة التي كان جالساً عليها ليرميها على الغرابي الذي تفادها، بدأت معركة مخربةً للشقة الباردة تلك.
تطرقت معركتهم لتصبح خارجاً بعد خراب المكان.
كان ايزايا يركض ضاحكاً لعودة الوحش الي طبيعته، الوحوش لا تمتلك مشاعر، هذا رأي ايزايا بالامر.
بينما الاخر كان مليء بالحقد بالفعل من كلام ايزايا الذي اغاضه، ان بكل تأكيد سيقتله هذه المرة!!!.
بعض البيوت المظلمة بدأت بفتح اضوائها ونوافذها لرؤية الضجة وسببها في الخارج.
كانت الغيوم الرمادية تقترب من القمر الابيض، الثلج الذي تركض عليه قدمان عاريتان متجمدة كانت تبطئ بفعل البرد.
اطلق ايزايا :"تسك".
توجه الى احدى الاماكن القريبة من الحدائق العامة، كانت توجد هناك بحيرة قريبة متجمدة، تَعود الاطفال على التزلج عليها.
بدأت معركتهم الجديدة هناك.
بعد عدة ضربات من الاشقر الهائج استطاع اصابة قدم ايزايا، كان مجرد ورم لكنه سيبطئه، اما شيزو حالته يرثى لها من خدوش ودماء تنزل منه ملونتاً قميصه الابيض الى اللون الاحمر الداكن، لكن كل ذلك لن يؤثر به.

قرر ايزايا التراجع والانسحاب لأنه وبكل تأكيد لن يستطيع اكمال مجاراة القتال بحال قدمه هذه المتجمدة والمتورمة.
حالما اراد ان يدير ظهره ويهرب صرخ شيزو حاملاً احدى سلات المهملات المعدنية :"لن أسمح لك!!".
رماها لكنها لم تصبه، بل اصابت الجليد الرقيق الذي تحته.
انكسر الجليد الشفاف للبحيرة المتلألأة تحت ضوء القمر الذي اراد الاختباء خلف الغيوم.
استطاع ايزايا عدم الوقوع فيها لكن حالما انزلقت قدمه بفعل طرطشة الماء التي قفزت على الجليد.
وقع في الاسفل مصدوماً، في ذلك الماء المتجمد، اراد الخروج لكنه لم يجد تلك الفتحة حالما جذبه الماء بعيداً وهو حابساً لانفاسه.
امسك بخنجره محاولا كسر الجليد لكن لافائدة، يداه اصبحت ضعيفتان جداً.
بعد دقيقتين علم انه لا فائدة، استسلم وارخى جسده الذي بدأ يغوص في الأعماق التي اسودت في البحيرة، خرجت اخر فقاعات اكسجين من فمه البارد بينما شعره الذي انتشر كما لو انه يطير.
نظر الى الاعلى لآخر مره من تحت ذلك الجليد، نظر الى الواقف في الأعلى كما لو انه ارتاح بتخلصه منه، غير عينيه التي بدأت بالانغلاق تدريجياً إلى اخر اشعة للقمر قبل اختفائه خلف الغيوم.

"هذه... هي.. نهايتي إذاً...".
أُغمضت تلك العينين التي انعكس عليها الظلام متمنياً ان ينام هذه المره فترة أطول....

____________________

احس البارت بيض ومب حلو ؛-:!!!.
بليزن عطوني رأيكم اذا جد مب حلو عشان احذفه واعدل!.

𝔅𝔞𝔡 𝔩𝔦𝔣𝔢. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن