|ساحرة الليل آكلة البشر تخاف من النجوم الذهبية، فأعطوها واحدة لتنقذوا أنفسكم 🌟|
لم تعد كارلا تعرف هل تهرب أم تنتظر أن يتركها تذهب في حال سبيلها. لقد حررها النمر سابقا مرتين في المنزل الذي قابلت فيه نيكولا - الجبان الصاخب- والحرباء لم يحاول إيذاءها بأي طريقة، فقط قام بإرعابها وتضليلها عن طريقها بطرق دموية.
لكن هذا هو الثعبان، الذي توعد باغتصابها، هل يعقل أن يتركها تهرب منه ببساطة؟
تقدم خطوة نحوها وهي تراجعت خطوة. تقدم مجددا وتراجعت هي، مبقية على المسافة بينهما.
"هل سنستمر بلعبة الفأر والقط، أم ستخلعين ثيابك كالقطة المطيعة؟" خرج كلامه هسهسة وتقدم خطوة أخرى.
ارتجفت شفتها السفلى وتصلبت من الخوف، فلم تتراجع خطوة للوراء.
لا يبدو أنه سيتركها تذهب. هذا سيء.
"إبدأي الركض يا حلوتي، فأنا سأمسكك."
استدارت وانطلقت هاربة منه، مترجية فخذها المصاب ألا يعطلها عن مهمتها. ركض خلفها وبدأ قلبها يقرع بخوف، فزادت سرعتها إلى أكثر ما تستطيع. الأمر الآن سيعتمد على سرعته وعلى قدرته في المناورة، لذا عليها أن تستخدم الحيلة لتهرب منه، فهي ليست سريعة جدا.
اتجهت لليمين نحو الأراجيح بسرعة ودون سابق إنذار، مما سبب تعثره من محاولته للالتفاف بسرعة وراءها. ركضت خلف الأراجيح المهتزة مع الرياح، وحاول هو أن يقطع الطريق ويمر بينهم كي يصل لها أسرع، لكنها ضربته بكرسي أرجوحة على معدته، فسقط على ركبتيه مهسهسا بألم.
ركضت بسرعة متجهة خارج الحديقة، وبعد لحظات سمعت خطوات الثعبان السريعة تلحق بها وتقترب منها مع كل ثانية. وصلت للبوابة الحديدية المفتوخة واقترب منها أكثر حتى كاد يمسكها، فأمسكت البوابة وصدمته بها بخشونة، جاعلة إياه يسقط على ظهره ويصرخ ممسكا وجهه بألم.
لم تنتظر حتى ينهض ويطاردها مجددا، بل ركضت مبتعدة عنه بأسرع ما يسمح لها فخذها المصاب. ركضت بين البيوت المهجورة والتفت حول الحديقة متجهة شرقا، ثم اندفعت داخل بيت بلاستيكي قد غطى الغبار جدرانه وسقفه الشفافين، وقررت الاختباء فيه ريثما يرحل الثعبان عن المنطقة حولها.
انخفضت على الأرض ولهثت بتعب، ثم أمسكت قلبها لتهدئ نبضاته الجنونية، وعندما استعادت أنفاسها نوعا ما، أصغت السمع لما يحدث خلف جدار البيت البلاستيكي. سمعت صوت الرياح تهب بقوة في الخارج، ونعيب البومة المزعجة التي كانت تلاحقها، وخشخشة الأوراق اليابسة.
اقتربت من الجدار زحفا على ركبتيها ومسحت عنه الغبار بكفها لكي ترى موقع الثعبان بالنسبة لها، فقابلها وجهه الملتصق بالزجاج
أنت تقرأ
59:59 ✔
Horrorالعد التنازلي بدأ، وساعة واحدة هي المدة التي أعطيت لكارلا لكي تستغلها لإنقاذ نفسها. ------ اصطدمت قدمها بشيء وكادت تسقط لكنها فردت ذراعيها بسرعة واستعادت توازنها. أشعلت كاشف هاتفها فالمكان حولها مظلم ووجهت الضوء للأرض. علقت صرخة في حلقها وسقط هاتفها...