الفصل الثالث

199 18 12
                                    

انتهى فريد من سرد قصته ثم اشاح بنظره الى زيتونتها التي اتسعت بصدمة وقد امتلأت بالدموع تأثرا فهمست بعدها بصوت متحشرج : ربنا يرحمه...

ابتسم بخفة ثم نظر الى كوب القهوة خاصتها الذي وضعته بجانبها على المقعد ولا يعلم لما انتابه الفضول لتذوقه لذلك التقطه سريعا يرتشف منه القليل لكن سرعان ما اغمض عينيه باشمئزاز شديد وهو يهتف بتجهم : يا بنتي ايه الي بتشربيه ده انتي بتسمي دي قهوة ....دي فاضلها تروح المصنع يحولوها بمبون بطعم القهوة من كتر السكر الي فيها

ضحكت بخفة وهي تخفي فمها بكفها الصغير لينظر لها بغيظ وهو يعاود الاشمئزاز كلما تذكر مذاق تلك شبيهة القهوة

قطع عليهم رنين هاتفها فوجدته ذلك الوليد لتجيبه ببرود قائلة : خير

اجابها وليد بجمود وحقد : جهزي نفسك اخر الاسبوع هندخل مخدرات من غير ماحد يحس عشان الواطي فريد ده يتقبض عليه والمستشفى تتنيل تتقفل

اتسعت عيناها بذعر واضح جعلته يعتدل واقفا ينظر لها بترقب فاغلقت مكالمتها تنظر اليه وهي تقص عليه محتوى تلك المكالمة لتحتد رماديتاه بغضب يتنفس بعمض ناظرا اليها قائلا بجدية : بصي هنعمل ايه ....

❤❤❤❤❤❤❤❤

بعد ان انهت حديثها مع فريد صعدت سريعا الى حيث والدها الذي استيقظ للتو تطمئن عليه وقد كانت حالته قد اصبحت افضل بكثير من ذي قبل ، واثناء ضحكاتهم سويا سمعوا طرقات على الباب يتبعها دخوله بجسده الذي يكاد يسد فوهة الباب وهو يقول بود : الحمدلله على سلامة حضرتك يا عمو

سعل أحمد بخفة وهو يجوبه بصوت واهن وابتسامة خفيفة : الله يسلمك يابني ربنا يجازيك كل خير يارب بس قولي انا هخرج امتا

ابتسم فريد بهدوء قائلا : قريب انشاء الله بس نتأكد إن حالتك استقرت

اومأ احمد قائلا : انشاء الله

اومأ فريد بابتسامة ثم نظر الى تلك التي تفرك اصابعها بتوتر بالغ نظر خاطفة ليختلج قلبه فجأة نابضا بعنف فعقد حاجبيه باستغراب وهو يضع يده على صدره يحاول تنظيم نبضابه وانفاسه معا ليستأذن مهرولا الى مكتبه ثم دخل اليه سريعا يستند على الباب من الداخل هامسا لنفسه بتشتت : هو ايه اللي بيحصلي ده (انا هموت ولا ايه😂😂)

نفض رأسه سريعا متجها الى مكتبه وهو يحاول اشغال تفكيره عن تلك الطفلة

❤❤❤❤❤❤❤❤

وتمر الايام وذلك الوليد لازال يخطط للانتقام وعاد يكلم وجدان وقد اتفق معها بأن يقوم بإدخال المواد المخدرة في مساء تلك الليله عن طريق إرسال بعض الرجال وهم سيتولوا مهمة ادخالها فسيظنهم الناس مجرد مرضى وهي فقط مهمتها تعطيل كاميرات المراقبة ، وفي تمام الساعة التاسعة مساءاً رن هاتفها لتجيبه سريعا فيأتيها صوته الجامد قائلا : ها الكاميرات اتعطلت

كانت هي لحظتها في غرفة المراقبة فعلا ولكن فريد معها ايضا لتجيبه كاذبة : ايوا عطلتها كلو جاهز

ليغلق وليد سريعا ويأمر رجاله بالدخول واحدا تلو الاخر اما فريد فظل يراقب ممرات المستشفى الخالية اللا من بعض الاطباء فهو قد حاول قدر الامكان ان يجعل المكان خاليا وعندما رآهم بدأوا بالدخول اتصل سريعا بالنقيب (محمد) الذي اتفق معه مسبقا والذي حاوط المستشفى برجاله من الخارج ومن داخل المستشفى ايضا يختبئون في اماكن متفرقة ومخفية عن الانظار ، اما رجال وليد فقد دخلوا بتروي ثم اخذو بتوزيع الممنوعات في اماكن متفرقة وكلما دخلوا مكان يقوم فريد من فوره بإخبار النقيب محمد بذلك الى ان دخل وليد يمشي ببطء وثقة وعندما رآه فريد عبر الكاميرات صاح سريعا وهو يتوجه لباب الغرفة بعد ان اعطى اشارة بالمداهمة : وجدان اوعي تتحركي من مكانك خليكي هنا

صاحت هي بفزع قائلة برجاء : لا فريد ارجوك متنزلش

اللعنة...!! أيجب ان تقول اسمه بتلك الطريقة وبدون القاب الان...ربااااه لماذا يشعر ان نبضات قلبه تكاد تصم اذانه من شدتها...حدجها بنظرات مبهمة ثم نفض رأسه يقول سريعا بتحذير : اوعي تنزلي ياوجد فاهمة؟

ثم خرج سريعا يغلق الباب خلفه يتنفس بعمق تاركا اياها خلفه لا تعلم سبب خوفها المفرط ذاك عليه....لكن لا....لن تتركه يواجه وحيدا لذلك...فتحت الباب بحذر تتسلل الى الخارج بهدوء.

اما في الاسفل ما ان داهمت قوات الشرطة المكان حتى قبضوا عليهم جميعهم واثنان منهم امسك وليد بغتة الذي اخذ يتلفت حوله بفزع وهو يصرخ بحقد : بتضحكي عليااااا يا بنت ال...... اقسم بالله مانا ساااايبك...سيبوووووني

لكنه تسمر فجأة يلتقط انفاسه بلهث عندما وجد فريد يقترب منه ببرود واضعا كفاه في جيبه قائلا بتشدق ساخر : نورت المستشفى وليد باشا

اخذ وليد يقاوم بعنف للإفلات من بين ايدي الضابطين المكبلين له يريد الهجوم على ذلك الفريد وهو يصرخ به : هقتللللك ....هقتلللك يافريد وهنتقم لابويااا الي قتلو ابوك زمااان

انتفض فريد غاضبا وهم بالاقتراب منه لكن يد النقيب محمد منعته سريعا ليزمجر فريد بعصبية قائلا : اخررررس يا واطي ابوك هو القاااتل

وهنا استطاع اخيرا وليد تحرير نفسه ليخرج سريعا من جيبه سلاحا ابيضا (مطوى) وركض تجاه فريد باغيا طعنه لكن فجأة اخترق اسماعهم صوت صرخة انثوية يتبعها شهقة الم عنيفة وجسد صغير يهوى بين ذراعي فريد المنصدم ...مهلا...أهل تلقت الطعنة بدلا منه

كانت وجدان تقف بعيدا عنهم تراقبهم بذعر الى ان اخرج وليد سلاحه محاولا قتل ذلك الفريد ودون وعي منها صرخت بخوف وهي تركض تجاهه لتتلقى الطعنة بدلا منه .

القت رجال الشرطة القبض على وليد سريعا وفريد جثى على ركبتيه يتلقاها بين ذراعيه صائحا باسمها بذعر جلي ولم يسمع سوى همهماتها وهي تهمس كأنه توصيه بشيء ما : با....با

لكن تلك الدائرة السوداء ابتلعتها على الفور وجسدها الصغير يسترخي بين يديه مغشيا عليها ليصرخ هو سريعا بالاطباء الذين هرعوا اليه لكنه حملها بخفة راكضا بها الى غرفة العمليات ونبضات قلبه تهدر خوفا لا يعلم سببه.

................يتبع

نوفيلا وجداني (بقلمي سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن