الفصل الرابع والاخير

187 19 5
                                    

ظل ينهش الارضا ذهابا وايابا وذلك القلق يتفاقم داخله بإسهاب ثم جلس على اقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه يدعو الله ان ينجيها فهي بسبب قصر قامتها قد اتت تلك الطعنة قريبة من موضع قلبها ، وبعد ساعتان من الانتظار خرج الطبيب الجراح ليركض اليه فريد يسأله عن حالتها بلهفة فأجابه الطبيب قائلا بهدوء : الحمدلله فريد بيه الطعنة كانت تحت القلب بالظبط والمشكلة انها فقدت دم كتير بس الحمد لله لحقناها ، دلوقتي مقدرش اقولك حاجة عن حالتها لازم تفضل تحت المراقبة 24 ساعة واحنا علينا ندعيلها.....ثم تنحنح الطبيب بارتباك يقول : بس فريد بيه صراحة مش هكدب عليك على الارجح ان هي 70% يمكن تدخل في غيبوبة

اتسعت عيناه بصدمة وتسمر مكانه لايعلم بماذا يصف مشاعره التي تتقاتل داخله الان لكن الشيء الذي هو متأكد منه انه يتقطع قلقا عليها...

اومأ برأسه للطبيب الذي انسحب بهدوء تاركا اياه يتجه الى اقرب كرسي يهبط عليه جالسا بوهن لقد كانت صدمة عليه لدرجه انه نسي ان يسأله ان كان باستطاعته ان يراها الآن.

مر يومان ووجدان حقا قد دخلت في غيبوبة لا احد يعلم متى ستستيقظ منها اما فريد فلم يستطيع ان يهرب من اسئلة والدها الذي حاصره بها فذلك العجوز لم تكن شيبته هبائاً لذلك اخبره فريد بكل ماحدث وقد تفاجئ برده الهادئ عندما ظل يحتسب ربه وهو يدعو لها وظل طوال اليومان الماضيان فقط ممسكا بالقرآن يقرأ على نية شفاء ابنته.

في غرفة وجدان كان جالسا على كرسي امام سريرها فقط يدعو خالقه فدلف الطبيب بهدوء يطمئن عليها لتنفرج اساريره وهو يقول : فريد بيه الانسة وجدا تقريبا بتستجيب للادوية ومؤشراتها الحيوية شغالة كويس واضح ان قلقها على بباها خلاها متمسكة بالواقع وانشاء الله قربت تفوق

ابتسم يتنهد بارتياح وهو يشكر ربه كثيرا ثم شكر الطبيب الذي خرج بهدوء كما دخل ، وبعد ساعة تقريبا استمع فريد لهمهمات خفيفة صادرة منها فهب واقفا يقترب منها يحاول استماعها فتهمس قائلة بصوت يكاد يسمع : با...با ....فرييد....بابا

استقام واقفا لا يعلم ماذا يفعل من فرط ارتباكه وفرحته فعاد يقول بصوت عالي قليلا : وجد...وجدان انتي سمعاني ....وجدان لو سمعاني حركي إيدك

رمشت قليلا بعيناها وهي تقبض كفها بحركة تكاد تذكر فرفع رماديتاه سريعا الى زيتونتاها التي بدأت بالوضوح فرمشت عدة مرت بانزعاج اثر الضوء وعندما استعادت وعيها كاملا ووجدته يحدق بها برماديتاه المتسعة وهو بهذا القرب المهلك منها قطبت جبينها تقول بصوتها التي تحاول ايجاده والذي حمل بعض المرح : لا بقولك ايه احنا في الوضع ده نكتب الكتاب

ازدادت عيناه بصدمة اكتر ثم ابتعد عنها سريعا يضحك بصخب واضعا يده على بطنه وهو يعيد رأسه الى الوراء فابتسمت بخفوت وخجل شديد وهي تتلصص على ضحكته الجذابة تلك ثم قال بعد ان التقط انفاسه : الحمدلله على السلامة

نوفيلا وجداني (بقلمي سارا محمد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن