أغانى الجليد و النار

46 2 0
                                    

سألَته: «أتعرف (آخِر العمالقة)؟»، ودون أن تنتظر جوابًا قالت: «غناؤها يتطلَّب صوتًا أعمق من صوتي»، ثم إنها شرعَت في الغناء: «أوووووه، أنا آخِر العمالقة، وشعبي اختفى من الأرض»
.سمعَ تورموند الكلمات فابتسمَ ابتسامةً واسعةً، ورفعَ عقيرته وسط الثُّلوج: «آخِر عمالقة الجبال العظام، الذين سادوا العالم وأنا في المهد»
.انضمَّ رايك ذو الحربة الطَّويلة إليهما مغنِّيًا: «أوه، سرقَ الضِّئال غاباتي، سرقوا الأنهار والوديان»
.ردَّت عليه إيجريت وتورموند بصوتين جهوريَّين: «وشيَّدوا جِدارًا عظيمًا في سُهولي، وصادوا كلَّ السَّمك من الغُدران»
.أضافَ توريج ودورموند ابنا تورموند صوتيهما العميقيْن إلى الأغنيَّة، ثم ابنته موندا والبقيَّة، وبدأ آخَرون يقرعون تروسهم الجِلديَّة بالحراب صانعين نغمةً خشنةً، إلى أن هيمنَ الغناء على المجموعة كلِّها.
في أبهاء من الحجر نيرانهم العظيمة موقدة
في أبهاء من الحجر يَدُقُّون الحراب القاطعات
بينما أمشي وحيدًا في الجبال
ولا صديق لي إلَّا العبرات
يُطارِدونني ليلًا بالمشاعل
ويُطارِدونني بالكلاب إذا أتى النَّهار
فلن يعرف الضِّئال أبدًا معنى الشُّموخ
ما دامَ العمالقة يمشون في النُّور
أووووووه، أنا آخر العمالقة
فاحفظوا كلمات أغنيتي
فلمَّا أرحلُ سيذوي الغناء
وطويلًا طويلًا سيسود الهدوء
كانت الدُّموع تجري على وجنتَيْ إيجريت حين انتهَت الأغنيَّة.
قال چون: «لماذا تبكين؟ إنها مجرَّد أغنيَّة. هناك المئات من العمالقة، لقد رأيتهم لتوِّي»
.ردَّت مغضبةً: «أوه، مئات. لستَ تعلم شيئًا يا چون سنو... ».

- عاصفة السيوف

أغنية الجليد و النار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن