3 تَنمُر

4.8K 327 75
                                    

تعيش الأغنام طول حياتها خائفة من الذئاب ثم
يأكلهم الراعي، فكن حذراً ممن تمنحهم الثقة وتظنهم أصدقائك وهم أعدائك....

* * *


كان الملك ماكسميان يجلس على عرشه بهدوء ظاهري... ولكن كان له حضوراً مهيميناً... ويقف وزراءه أعوانه أمامه يتصببون عرقاً فهم هكذا من ساعتين...

ولكن هل يجرءون على الشكوى... ؟!

إنه وكما يُطلق عليه وحش الشمال الذي لا يرحم... فمن يقلل الإحترام في حضرته يستغني عن رقبته.. سواء أكان صغيراً أو كبيراً لكل شخصٍ عقاب وكما يقول هو يتلذذ بعقابهم...

نظر إليهم واحداً واحداً يتذكرهم جيداً... يتذكر من هو صديقه ومن عدوه... يتذكر من الذي ساعده ومن غدر به...
فلا تخدعك مظاهرهم المهندمة التى يظهر عليها الوقار فهدوء المقابر لا يعني أن الجميع فى الجنة...

وعندها وقعت عينيه عليهم...

إنهم هؤلاء الخمسة..... الخمسة الذين شاركوا فى تلك المذبحة وأرادوا قتله.... فكما نعلم جميعاً الحيوان يصبح خطراً عندما يجوع أما الإنسان يصبح خطراً عندما يشبع.... ولكن يالا سخرية القدر هذه المرة سيتسلى بهم قبل أن يفكروا فى التحرك ضده فكما يقال سيُسقى كل ساقٍ بما سَقى.....

وعندما انتهى من النظر إليهم قال :

" سأذهب أنا والملكة فى رحلة لمدة أسبوع لا أريد مشاكل في غيابي وإذا أردتم المشورة اسألوا الوزير كيان في غيابى فهوا المسئول في هذه الفترة.... "

وعندما انتهى من رمي قنبلته الموقوتة أصبحت وجوهمم جميعاً الشاحبة....

' فلا أحد كان يتخيل أن وحش الشمال سيأخذ إجازة... وليس هذا فقط بل سيذهب في رحلة... ولكن ليس بمفرده بل مع الملكة... المرأه التى لا يطيقها وتزوجها لإرضاء الشعب... بالإضافة الى أنه لم يعين رئيس الوزراء ليكون هو المسئول فى غيابه.. بل عيّن الوزير كيان... الوزير الكسول الذى لا ينجز شئ...فهو ينام في كل مكان يجدوه فيه... ماعدا قاعة العرش فعندها لن يكون على قيد الحياة كى يفكر حتى في النوم '

فالآن هم متأكدون... إما أن ملكهم تم استبداله... أو
أنهم ماتوا.. وهم الآن فى حلم....

ففتح أحد الوزراء فمه وقال :

"ولكن يا مولاي شئون الممكلة كثيرة فكيف ستتركنا بين يدي وزير صغير السن يجب أن تتراجع عن قرار.........."

لم يستطع ذلك المعاون أن يكمل كلامه لأن الهواء البارد الذي أصبح يحاوطه جعل الدم يتجمد في عروقه....

"هل اعترضت على كلامي الآن.... ؟"

قالها ماكسميان بتلك النبرة التي تنذرك بالخطر القادم فنزل الوزير على قدميه راكعاً وقال بصوت يملأه الجزع :

" كلا يا مولاي.. كلاماتك كالسيف على رقابنا..هذا العبد يستحق الموت "

" جيد ظننت أنى لم أسمع جيداً..."

قالها بنفس تلك النبرة ثم استرسل :

" أنتهى الإجتماع "

ثم اسقام وغادر القاعة وهم ينحنون له برؤسهم....

..................

كانت ديانا فى غرفتها عندما أتتها خادمة وأخبرتها بما قرره الملك فلم تتمالك أعصابها فأمسكت الخادمة من شعرها وقالت صارخة :

"أجننتي.... كيف يذهبون في رحلة..؟! أتريدين مني تصديقك هذا الكلام "

"هذه الخادمة لا تعرف شئ مولاتي.... لقد نقلت لكي الأخبار فقط ولا أعم شيء...." أخبرتها

فتركت شعرها وقالت :

" أين هى... ؟ "

علمت الخادمة أنها تقصد الملكة فأجابتها :

"إنها في حديقة القصر مولاتي.... ولكن..... "

لم تكد تكمل الخادمة كلامها وتخبرها أن الملك ذاهب إليها إلا وقد إندفعت ديانا ذاهبة إلى إيفيت..

.............

كانت إيفيت تجلس بحديقة القصر.... تنظر إلى الورود هنا وهناك.... تمسك هذه الوردة تارة وتنظر إلى تلك تارة أخرى......

عندما وصلت ديانا وشاهدتها صرت على أسنانها و تقدمت منها.... فلاحظت إيفيت توقف مجموعة من الأقدام أمامها فرفعت رأسها فوجدت ديانا وخدمها أمامها فعلمت في نفسها أن الموضوع لن يسري على خير....

فقالت إيفيت بلامبالاه :

" ماذا الآن.. ؟ "

" ماذا تظنين أنك فاعلة.. ؟ كيف تجرؤين على محاولة أخذه بعيداً..؟ من تظنين نفسك...؟ أتردين الإختلاء به في رحلة وحدكم كي تتحكمي فيه ويصير دائماً عبداً لكي... ؟! أنت مجرد حثالة من الشعب... فقيرة التقطها من قارعة الطريق.... حتى خادمتي أفضل منكي.... " قالتها ديانا بإزدراء

لم تعلم إيفيت ماذا فعلت حتى تغضب ديانا عليها هكذا... ولا تعلم عن أي رحلة تتحدث.... ولكن ذلك الكلام حقا قد جرحها فأحست بثقل فى قلبها وإغرورقت عينها بالدموع...

فنظرت إليها خادمات ديانا بشماته وكأنهم يقولون

' كيف تجرؤين على الوقوف أمامها أنت لا شئ
مقابل سيدتنا '

عندما شاهدتها ديانا في تلك الحاله إبتسمت وقالت :

"أنت الآن تعلمين ما هى مكانتك هنا لذلك إلذميها ولا تتدعيني أتخلص منكي كما فعلت مع من سبقوكي.."

فنزلت دموع إيفيت وهى تنظر بألم أمامها... ولكن تلك النظرة لم تكن لديانا.... بل كانت لمن خلفها لم تعد تتحمل هذه الإهانة... وعندما وجدته يفتح يداه لها لم تفكر لمرتين وجرت مسرعة الى أحضانه فحاوط خصرها وضمها إليه دافناً وجهه فى عنقها....

**

عندما وجدت ديانا أن إيفيت لا تنظر إليها بل تنظر خلفها كانت ستيتدير ولكن لم تكد تفعل إلا وقد شاهدت إيفيت تتخطاها... فتسمرت مكانها لعدة دقائق وكأنها تعلم من يوجد خلفها...

استدارت فشاهدت ما جعل قلبها يتوقف من الخوف كان ماكسميان يحاوط إيفيت بكلتا يديه وكأنه درعها الحامي.... وعندما رفعت بصرها إلى عيناه فوجدته ينظر إليها بنية كبيرة للقتل... وفي عينيه تعطشاً كبيراً للدماء وكانت عيناه تخبرها

' أنت الآن ميتة.. فقد أذيت المحظور '

مَلكتِي   ||   "My Queen"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن