ياله من قرار قاس اتخذه والد زينب، ان تتزوج ابنته شاب يعمل لديه، لم يستطع كل المديح الذي كاله لمقداد ان يقنع زينب، مدح أخالقه وإيمانه، مدح كفاحه واجتهاده، مدحامانته وإخالصه، ولكن لماذا ترضى به ؟؟هناك شباب غيرهمؤمنين مجتهدين مخلصين، الخيارات أمامها فلماذا تختار
مقداد ؟؟عندما طرحت هذا السؤال، همس والدها
بحنان :(لأني أعلم جيدا انه دون جميع الرجال، هو وحده، منيستحقك) . حاولت بكل ما استطاعته من جهد ان تغير رأيالوالد، لجأت لعمتها القريبة لقلبها، والتي لم يكن لها نصيبمن الزواج فالتفتت لتربية ابنة اخيها الحبيبة بعد وفاة امها،فاجأتها العمه بابتسامه فخورة (مقداد! والنعم بمقداد ، لو كانلدي ابنة لما ترددت بتزويجها له!) ، تفاجأت زينب بكلام عمتها ، و غلقت الأبواب بوجهها ، في النهاية احتضنهاوالدها بحب وقال :(بنيتي ، الزواج لابد فيه من قبولالطرفين ، إن كنت لا ترغبين بهذا الرجل ، فأنت حرة ،ولكن قلبي سيحمل حزنا عظيما ، انا لا اغصبك ولا اجبرك، ولكن لن تستطيعي ان تمنعي قلبي من الحزن على ضياع
أحلامي لك)، استسلمت زينب لكلمات والدها الحنون ، كانتمحبته بقلبها تفوق رغباتها ، لم تكن لتحتمل ان يجتاح قلبهذا الأب لفحة حزن او كمد ، وهكذا قضي الأمر ، وتمتحديد موعد عقد القران ، زينب بنت الأسرة العريقة ، ومقداد الشاب المكافح الذي يمدحه الجميع ويرفضه قلبزينب ،ماذا حدث في عقد القرآن ، هل استطاعت زينب انتخفي مشاعر الرفض ؟؟
يوم عقد القران، الكل يحلق بسماء الفرح والسرور، إلا زينب، حزينة، ساهمه، تفكر بما ينتظرها، رفعت رأسهاونظرت الى مقداد، وجهه الاسمر ، ملامحه الحاده، لحيةسوداء تحيط بشفتيه اللتين رسمتا ابتسامة خجولة، انقبضقلبها، وكادت ان تهتف(لا أريده) لولا ان شاهدت فرحةوالدها وسعادته في هذا اليوم، تذكرت امها الراحلة، كم هي
بحاجة لها اليوم، هل كانت سترضى بحال وحيدتها؟ اقتربت من زينب العروس عمتها وضمتها بحب ، اما أخوالها فقدضموها بين أجنحتهم فرحا بوحيدة شقيقتهم الراحلة ، الكلفرح بالزواج الميمون ، الكل يمتدح خيار الأب ، الكل يباركلها ،إلا هي قلبها منقبض وروحها تحتضر ، وفجأة بدأت الجموع المتحلقة حولها تنحسر ، ومن بعيد لاح مقداد، الذي
بدأت اسرته تفسح له المجال ليقترب من عروسه ، دنا منزينب وابتسامه خجولة مرتسمه على شفتيه ، كم تمقته ،احنت رأسها وهي تخفي غضبها في قلبها ، اقترب اكثروبهدوء رسم قبله على رأسها ، لم ترفع رأسها مخفية دموعالغيظ عن الجميع ، هتفت عمتها( يا لخجل صغيرتي!) ،
رددت زينب بقلبها الثائر (يا الهي متى تنتهي هذه المسرحيةالسخيفة!) ، اول خروج لها مع مقداد ، افترضت ان تعودلتجد خبر طالقها منه يسبقها ، ولكن بالطبع هذا لم يحدث ،كان يحاول ان يالطفها بالمطعم ، يتحدث عن نفسه ، عنعمله ، وهي صامته متجهمه ، في النهاية رفعت وجهها
وهمست :(مقداد!) ،ابتسم ونظر لها ، استجمعت شجاعتهاوهمست (انا تزوجتك لأجل خاطر ابي) تالشت ابتسامتهوارتسمت نظرة بلهاء على وجهه الاسمر ، نظرت بعينيهوقالت (لأجل ابي فقط ، فقط) ، ثم هبت واقفه وهتفت:(اريدان أعود للمنزل) ، بهدوء قام من مكانه ، حاسب المطعم ،
عند باب السيارة سبقها فتح لها الباب ، رسم ابتسامة علىشفتيه وهمس (تفضلي) نظرت له بغيض ، في الطريق التزم كل منهما الصمت ، لا تعلم عواقب ما قالته ، ولكن كان يجب ان تخبره بحقيقة مشاعرها ، لا تستطيع ان تمثل عليه ،كانت دائما صريحه صادقه ، وصلوا المنزل ، نزلت مسرعة لتفاجأ به يلحقها ، نظرت له بتحد وهتفت (يمكنك الانصراف) ، ابتسم وهو ينظر بعينيها (فقط اطمئن عليك ، سأرحل بعد ان تدخلي المنزل)، دخلت المنزل وصفقت
الباب خلفها ...
يتبع...
أنت تقرأ
خطوات الأجنحة
Romanceلماذا أصر الحاج ابراهيم على تزويج وحيدته(زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين . من وحي اسرار الزيارة الحسينية المليونية .. اقدم...