ابن الشيطان5

250 15 0
                                    

مضى الليل و سيهون مع تشانيول يحدثه عن بيكهيون ليجعله يعطف عليه و يحاول تحريره فيكشف أمره ليستحل سيهون مكانة تشانيول العظيمة لكن سيهون ظل يثرثر و يشرب حتى نام ثملا بينما تلك الكأسين الفارغة على الأرض ملقاة و بجوارها تلك الزجاجة التي باتت فارغة أيضا

سحب تشانيول غطائه و غطى جسد سيهون ليكمل سيهون نومه العميق و قد نهض هو ليخرج من غرفته ثم تقدم ليقف بالقرب من السياج و أخذ ينظر إلى الأسفل… ، إلى تلك الساحة التي لا يمشي بها سوى الهدوء فتذكر كلام سيهون معه اليوم ليبدأ بالتفكير مع نفسه

تشانيول : حقا ، ربما يكون ذلك الفتى جائع الآن ، إنه ليس مثلنا نحن مصاصي الدماء ، إنه يشعر بالبرد و بالجوع و ليس بالتعطش للدماء ، أظنه لن يتحمل كل هذا ، مالذي يجدر بي إطعامه له ؟

خرج تشانيول من القصر في آخر الليل مجازفا و متجها نحو مدينة البشر و قد حط في أحد شوارع تلك المدينة لتبدأ خطواته الهادئة بالتتابع حتى مر بمخبز كتب عليه "ألذ خبز لكل الناس" و قد كان لا يعم المدينة سوى الظلام و الهدوء ، إنه وقت سكون الناس ما قبل طلوع الفجر

نظر تشانيول إلى تلك اللوحة ثم اقترب من زجاج المخبز ببطء و بضربة واحدة منه فتت الزجاج فانطلق إنذار من ذلك المحل ، دخل تشانيول و حمل سلة و قد وضع بها كعك و بسكويت و خبز و بعض من المعجنات ليخرج من ذلك المحل بهدوء و ذلك الإنذار لايزال يصفر بصوت عالٍ جدا

كان أهل المحال في تلك المدينة قد استعدوا ليقضو على ذلك اللص الذي لطالما كان يقتحم المحال و يسرق منها لكن ما فاجئهم أنه لم يكن اللص الذي اقتحم المحل هذه المرة… بل كان شخص طويل القامة ، عريض المنكبين و على وجهه نظرة باردة تحكي معاناته بصمت ، كان تشانيول يقف بين فتات الزجاج و ذلك الضوء الأحمر ينطلق مع الإنذار من خلفه و قد التفت نحو أولئك الناس ببطء و تلك العبائة التي تُسدل من أكتافه إلى ما تحت ركبتيه بالكاد تتحرك لحركته الهادئة و لم يكن مرتديا لمعطفه الذي سيظهر عليه عظمة أكبر لأنه كان قد لف به جسد بيكهيون المتضرر

صرخ أحد الرجل بفزع قائلا "يا للهول ! إنه ليس بشرا !" سرعان ما حلق تشانيول بسرعة كبيرة عائدا إلى المُستعمرة غير مبال بمن رأوه

وصل تشانيول إلى المستعمرة و قد دخل لكنه لم يصعد إلى غرفته بل اتجه نحو زنزانة بيكهيون التي كان الظلام شبه دامس بها لو لا تلك النافذة الصغيرة التي كانت تُرحب بنور القمر الخافت كل ليلة

وصل تشانيول إلى تلك الزنزانة و أخرج مفتاحها الذي كان قد أخذه من سيهون بعد نومه ثملا و قد أدخله ببطء في القفل و أداره بهدوء ليفتحه لكنه أخذ يصدر صوتا فاستيقظ بيكهيون بخوف و التفت ليرى تشانيول يحاول الدخول إليه سرعان ما نهض بذعر محاولا الهرب لكن بلا جدوى و قد أخذ فقط يركض من زاوية إلى أخرى لينتهي به المطاف عاجزا و هو يجلس على الأرض

S̷o̷n̷  O̷f̷  L̷U̷C̷I̷F̷E̷R̷ // إكسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن