سمع بيكهيون همس تشانيول الصادق فلم يرد عليه و اكتفى بشده بقوة نحوه ليخبره بصمت "أنا أصدقك" ، لحظات و ابتعد تشانيول عن بيكهيون فلقد كان عليه الخروج لأن الفجر قد بدأ بالظهور فغادر تشانيول تلك الزنزانة و أقفل بابها خلفه و قد كان يشعر بشعور قاتل كجسد ابتعد عن نَفسه و ذهب تاركا بيكهيون لوحده فأخذ تشانيول يمشي مبتعدا بينما بيكهيون ينظر إليه ليراه لآخر لحظة حتى اختفى من أمام أنظاره فجلس بيكهيون بحزن منتظرا ليلة جديدة تجمعه بتشانيول لأنه كان قد شعر بعطف تشانيول تجاهه و بلمساته اللطيفة على جسده و لم يكف عن التفكير بتشانيول و بطريقة معاملته الحنونة له و لم يكن يتحدث حرفيا إلا عندما يرى تشانيول و مع أن تشانيول هو من أحضره و كان مشاركا في حبسه في هذه الزنزانة إلا أن عناق صغيرا و كلمات حنونة منه أنست بيكهيون كل مافعله به
ظل بيكهيون يفكر و يعيد كل ما مر به فتذكر نظرات سيهون له أول ما حُبس بهذه الزنزانة عندما كان عاريا و كيف أسرع تشانيول ليغطيه بمعطفه الأسود فشد ذراعيه على نفسه ممسكا بمعطف تشانيول الذي لُف به و أنزل رأسه ببطء ليشتم ذلك المعطف الذي كانت به رائحة الدماء كما رائحة أي مصاص دماء آخر فشد ذراعيه بقوة أكبر لأنه أدرك أن هذه رائحة تشانيول وحده ، هذه الرائحة المختلفة و التي على الرغم من أنها رائحة دماء إلا أنه كان بها عبير مميز استطاع بيكهيون وحده تميزه ، ظل بيكهيون يفكر بتشانيول و في كل موقف لطيف يمر به تُرسم ابتسامة سعيدة و مطمئنة على شفتيه بينما تشانيول كان مرتاحا لتوليه مسؤولية بيكهيون لكن ارتياحه ذلك لم يكن بقدر حزنه الذي يشعر به و هو يسمع ترجيات بيكهيون و كلماته التي خالطتها نغمات الحزن و ظلت تتردد في رأسه ، دخل تشانيول إلى غرفته و أقفل ذلك الباب و لم يتحرك من مكانه بل ظل واقفا لدقائق و لم يبعد يده عن الباب بعد إقفاله و كأنه أراد الخروج و العودة لبيكهيون أو ما شابه ، امتلأت عيناه بالدموع و اخترقه حزن شديد فاستدار متكئا على ذلك الباب و أخذ يجلس ببطء كما شخصا اجتاحته المصائب لتجعله ييأس و ينهار ، جلس تشانيول على الأرض و رفع يديه واضعا كفيه على رأسه و سالت تلك الدموع من عينيه لأول مرة و بدأ يبكي بلا توقف و هو يتذكر ما جمعه ببيكهيون و أول مرة التقى ببيكهيون و لم يرحمه عندما كان يترجى و يبكي و هو يصرخ بتلك الحرقة المرعوبة بل اخذه معه ليجلبه إلى ذلك القصر و الذي بعد زمن ليس ببعيد سيفقد بيكهيون حياته به
دار تشانيول بأفكاره حول نفسه فتذكر كل موقف كان بيكهيون يلجأ له به و كيف حكى له بيكهيون كل شيء عنه و كأنه كان أحد أولئك الأشخاص المهمين في حياته فبدأ بلوم نفسه على ما فعل و لم يكن بيده و أخذ يقارن ماضيه الذي كان به وحيدا مجردا من المشاعر و محبوسا بحاضره الذي بعد ما جُرد من مشاعره عادت له بسبب بيكهيون و قد كانت جميع تلك المشاعر من غضب و حزن و فرح تتحرك داخله لتوقظ به العاطفة و التي ستتجه لأول شخص ابتسم هو في وجهه ، ظل تشانيول يبكي لساعات و زاد بكائه ليبدأ صوته بالظهور فرفع كفيه ليغطي بها على وجهه بانهيار لما فعل لكن ما من حل الآن فإذ حُرر بيكهيون ستحل اللعنة بمصاصي الدماء فما كان لضمير تشانيول إلا أن يأنبه بشدة و بدأت كلماته المشبعة بالحزن و التي أُطبق عليها الألم بالخروج و هو يصرخ على نفسه بمخاصمة قائلا "يالك من جبان ! ألم تجد سوى فتى بشري ضعيف لتستقوي عليه ؟! لقد كان يصرخ عليك مستنجدا بك و أنت كنت الوحيد الذي يستنجد منه فلمَ لم تجبه ؟! مالذي كنت تفكر به ؟! كيف استطعت فعل ذلك أيها الوغد ؟!" ، صرخ تشانيول بكلماته تلك و التي هدأ بعدها ليهمس لنفسه بتحطم و كأنه هُجر من أحدهم قائلا "انظر الآن… ، إنك تحب يا هذا… و تحب من ؟ فتى بشري نصف شيطان سيُقتل بسببك ، أنا لا أصدق" ، لف تشانيول ساقيه بذراعيه و أنزل رأسه و قد قُطعت أنفاسه من البكاء لتُصبح ذات صوت عالي و أخذت عيناه تغض شيئا فشيء حتى نام و الدموع لاتزال تلمع على وجنتيه ، غط تشانيول في النوم و قد كان الحزن هو من سيطر عليه بدلا من تلك السعادة التي يعود بها كل ليلة بعد رؤيته لبيكهيون الذي غفا سعيدا في زنزانته بعد ما لقي من استطاع الدخول إلى قلبه المتصدع محركا مشاعره بطريقة لا يعلمها لتلجعل من تفكيره شيء يعانق تشانيول وحده
أنت تقرأ
S̷o̷n̷ O̷f̷ L̷U̷C̷I̷F̷E̷R̷ // إكسو
Romance"الرواية مكتملة" +18 . . ظهور النفوس المخفية و تنافس للعيش أصبح يولد جشعا يدمر العلاقات، رواية على ذلك النحو تجمع كل أعضاء إكسو التسعة من بطولة تشانبيك و هي رواية خيالية حول اسطورة لمصاصين الدماء تتضمن التشويق و الإثارة بالإضافة إلى القليل من الغموض