الهرب

27 7 3
                                    



يقولون ان هناك دومًا ضوءً في اخر النفق ولكن ماذا وإن كان ذلك الضوء مصدرهُ اشتعال النار وان سِرتُ من خلاله سأختنقُ في دُخانهِا قبل حتى ان ابلغ ملطعِه.

...........

سِرتُ كعادتي نحو جبالِ البلده حيثُ يكون مقرَ عملي او مايُطلق عليه مقر القوات المسلحه وحيث يقبع قائدي هِنري ونظراته تلك التي يحاولُ ان يرى بها اي لواحظُ تُشير الى كُرهي لآبرل لأنهُ كما يقول دائمًا ان العيون تحكي ملا ينطقُ به اللسان انهُ احمقٌ شاعري دخلتُ لغرفة تغيير الملابس واذ بِهمُ يتهامسون فألقيتُ سمعي لهم.
*انه مختل ان كان حقًا ماتقوله .
*احلفُ لك بنها الحقيقه يبدو انه جُنَ جُنونه بعد تلك الاحداث السيئه.
*لا محاله وإلا لما يزوج. ابنته الي عجوزٍ يكبرهُ بالسن .

تدخل هنزي الي الغرفه وزمجر بصوته العالي ليوبخهم على التأخر:
كفاكم ثرثره انتم لم تبدأوا الاحماء بعد من اين لكم كُل هذا الكسل ؟
وبدأ يصفقُ بيديه وهو يقول : هيا هيا الى الساحه.
خرج الجنودَ مسرعين فلتفت هنري الى صديقه المتقاعس واقترب منه على حين غفله وهم صارخًا في اذنه:
وانت ياديريك؟
انتفضَ مفزوعاً من صوته والتفت يقول :
مابالُك اجننت؟
نظر إليه بعبوس وقال:
يبدوا ان هناك من سيعمل حتى المساء اليوم؟
ألقى تهديده وخرج كعادته يُلقي الاوامر ويمضي دون سبيلٍ لنِقاش.
كان تهديد صاحبه في محله هاهو يُنهي جولته الرابعه على مدار المركز  بعد ان انهاها قرر ان يتمشى قليلًا بجانب الغابه قبل ان تغيب الشمس كُلياً وفي كل مره يتقدم نحو الغابه يسمع صوتًا بدا لهُ مُبهمًا في البدايه حتى تقدم اكثر واتضح له :
انجده هل من احدٍ يسمع انجده انا هنا.
بدا صوتا لفتاه ويبدو من ارهاق ةِ صوتها اثر الصراخ انها هناك منذُ فتره فصرخ مجيبًا لها:
نعم انا هنا اين انتي هل اسطتيعين الوصف لي.
فقالت بخيبة امل:
اه تبًا انت رجل .
تجب من ردها وقال:
تعلمين اني اسمعك؟ غير ذلك لن تجدي غيري لأنقاذك قبل مغيب الشمس كفى تذمرًا وارشديني لمكانك.

تأففت بضجر وبدأت تصف له مكانها وهو يفكر ان كيف لأحدٍ في مأزق كهذا ان يتشرط على من ومن لن ينقذه!
ماإن وصل لها وجدها محتجزه بداخل شبكة صيدٍ معلقة في شجرة فارعة الطول لم يكن وجهها واضحًا ابدا ولكن يبدوا عليها انها صعبة المِراس فما فأت تتذمر عن تأخره وكأنه زوجها تسلق الشجره ليهم بقطع الحبل لكن قبلها قال لها :
سأقطع الحبل الان لذا ستهبطين على الارض بطريقةٍ مؤلمه قليلًا.
صرخت عليه وقالت :فقط اسرع قبل ان يجن جنوني
تمتم بصوتٍ منخفض: عجبًا كل هذا ولم تجن بعد.
قالت له بغضب :ماذا قل
قبل ان تنهي جملتها قطع الحبل وسقطت على الارض
لتصرخ وتقول:
اما كان بأمكانك اخباري قبل ان تقطعه؟
نزل من الشجره وقال : انتِ من اخبرني ان اسرع.
نظفت نفسها ورفعت شعرها عن وجهها ونظروا الى بعضهم بتعجب وقالوا معا :
ابرل !
ديريك!
فقال : ماذا تفعلين هنا؟
ردت بانفعال : بل انتَ ماذا تفعل هنا؟؟
فأجابها:
الغابه قريبه من مركز القوات المسلحه وانا ضابطٌ هناك لذا انا هنا والان اجيبيني.
ردت بغضب:
لا شأن لك
اخذ نفسًا عميق وقال:
انا من انقذك لذا استحق اجابه.
شاحت بنظرها عنه وقالت بصوتٍ منخفض:
انا اهرب
توسعة حدقة عيناه وقال بتعجب:
ماذا؟ ماذا؟
تكلمت بعجل:
الذي سمعته انا اهرب
دفع اسئلته مرةً واحده:
ولماذا؟ ومِن مَن؟
اجابته بنفاذ صبر :
لا اعلم لما اخبرك كل هذا وانت عدوي .
غضب وقال:
انتِ من اخترتي ان اكون عدوك
ضحكت بزدراء وتقدمت منه:
حقاً؟ نعم صحيح كان اختياري ان يُقتل اخي على يدك.
صرخ بغضب:
ليس على يدي لقد سلمته للعداله كان بستحق ماحدث له فما فعله شيء لا يغتفر
رفعت يدها بوجهه تسكته:
اسمع ياهذا اولا اخي بريء ثانيًا انا واقعه بامر اهم من النقاش مع واحدًا مثلك ابتعد عني.
مشت واذ بها تسقط على الارض من انفعالها بالنقاش معه لم تشعر بألم ألتواء كاحلها، وسمعت صوته من الخلف يقول :
يبدو ان احدهم لن ينجو وحده.
التفتت عليه وقالت:
نعم صحيح ولان تعال ساعدني
قال لها بمكر :
سأتي ولكن بشرط
قالت بنفاذ صبر:
ماذا ماهو ؟
فقال بجديه:
من ماذا تهربين؟
تنهدت بعمق وقالت:
من والدي ولن اجيب عن سوال اخر
مد يده لها وقال بتذمر:
لماذا
امسكت يده ونهضت لتقول:
اهه كم اتمنى قتلك
نظر في عينيها وقال:
ها نحن ذا كما تمنيتي في السابق داخل الغابه ولا احد حولنا تستطيعين قتلي ان اردتِ فأنا رهن اشارتك وموتي على يدك غايتي .
تعجبت من رده وادارت عينيها :
ليس الان . فالان مهمهتك ان تنقذني من الغابه فالشمس قد غربت بعدها ساقتلك.

أنا العاشِقُ الجبان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن