الفصل الحادي عشر

4.8K 117 12
                                    

صباح يوم جديد مشرق بالأمل كما يجب أن يكون لكنه ليس كذلك لصديقنا المنزعج من ضوء الصباح
وضع نظارته على عيناه وعدل قبعته ثم قام بتحريك سيارته بعد ان اصدر محركها صوت عالي
يجب ان يعود للعمل ولا يتذمر والا يفقد وظيفته
وصل ريان لمبني زجاجي مكون من خمس طوابق
دخل ريان للمبني وصعد للمصعد وضغط على الطابق الخامس
خرج من المكتب متجاوزاً المكاتب الصغيرة للموظفين اللذين ينظرون من خلفه
وصل للغرفة الصغير ذات الباب الأبيض والذى كتب عليها بأحرف ذهبية "المدير التنفيذي"
طرق الباب ودخل بعد سماع صوت يطلب منه الدخول
في الداخل كانت الغرفة الصغيرة بها مكتب جلس عليه رجل اربعيني امامه مقعدين وطاولة صغيرة بينما بجوار المكتب وقفت فتاة طويلة ترتدى ثياب رسمية
تقدم ريان وجلس على الكرسي امام المكتب بينما قالت الفتاة : سأذهب الآن مديري ، هل تريد شيء اخر؟
المدير: احضرى كوبين من القهوة
خرجت الفتاة لتترك ريان والمدير وحدهم
المدير: اذن ، هل استطعت ان تنقذ حياتك؟
صمت ريان قليلاً ثم تذكر ماقاله قبلاً عندما اراد طلب اجازة مفتوحة
"احتاج أن انقذ حياتي"
ريان: اجل الامور بخير
حل الصمت قليلاً ثم قال المدير: اذا؟
ريان: ماذا
المدير: ألن تخبرنى ما الامر؟
ريان ببرود: ليس الان ربما في وقت ما
المدير: حسنا ، هيا للعمل ، نحتاج لتعويض الخسارة التى حدثت بغيابك
شكر ريان المدير ووقف ليذهب لعمله
***
في شقة ليندا
ارتدت ليندا بنطال ابيض وقميص وردي اللون منقط بنقط بيضاء مع حذاء بكعب عالي بلون عاجي
ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان وارتدت مئزر المطبخ
نظرت للطاولة الصغيرة في المطبخ حيث جلس الصغيران على كراسي الاطفال كان جوني يمسك معلقة خشبية يبعثر بها طعام الاطفال امامه وجودي تنظر له بإنبهار وتريد الوصول بيدها للمعلقة التى بيده
ابتسمت وقالت: ماذا نحضر اليوم عزيزاي ، يجب ان نحتفل بعودة ريان للعمل ، هل اصنع طعام ياباني؟ ، لكن قد لايحب الطعام الآسيوي ، اممم ماذا اصنع؟ ، حسنا لنصنع طعام فرنسي ، مارأيكم؟
****
في الشركة
جلس ريان على مكتبه بينما يلقى بالتعليمات بلا هوادة على سكرتيرته
سمع ريان صوت ضحك مكتوم قطع تعليماته
رفع رأسه ليري أركون : اريد ان اكون البطل الذي ينقذ الاميرة من الوحش ، داليا تبديل ، اهربي لقد سقطت انا لاتسقطي أنتِ أيضاً انقذي نفسك
كتمت داليا ابتسامتها وغادرت عندما اشار لها ريان بالمغادرة
ريان : ريان عزيزي غادر ، هل ستسقط الشركة الكبيرة بدونك ، أليس هذا كلامك والان ماهذا "قالها وهو يشير لعدد من الملفات"
أركون: اعتذر عزيزي لسنا جميعا نملك نفس قدرة الاخافة التى لديك
امسك ريان بكرة الضغط ورمى بها على أركون الذى ضحك وهو يركض للخارج
ابتسم ريان على مرح أركون المعتاد الذى لطالما ما احبه
لطالما كان وحده لكن منذ دخل لهذه الشركة وسحبه أركون في اول يوم بحجة الاحتفال وادخله اجبارياً بين اصدقائه
فأصبحوا اصدقائه قبل ان يستوعب ما حدث اصلا
نظر ريان للملفات التى امامه وتنهد بتعب
***
مساءاً في شقة ليندا
نظرت ليندا للطاولة التى عليها اشهى اصناف الطعام
لقد تعبت كثيرا في ترتيب المائدة
وضعت الاطفال في كراسيهم فور استيقاظهم من قيولتهم
ليندا: لقد حل المساء تقريبا أين هو ؟
سمعت ليندا فجاءة ليندا صوت المصعد
فركضت للباب وفتحته لكنها شاهدت ريان يتجه لشقته
ليندا باستغراب: ريان الى اين؟
نظر ريان باستغراب ثم بدا يحل عليه الاستيعاب
ريان: اوه ، ليندا
ليندا : هيا تعال ، الا تريد تناول الطعام
نظر ريان لليندا لوهلة كم تبدو جميلة وبريئة
دخل لشقة ليندا وخلع معطفه واعطاه لها لتقوم بتعليقه في مكانه
ابتسم ريان لهذه التفاصيل الصغيرة التى تسعده يشعر انه في منزله حقا
دخل للمطبخ ليتفاجى ويفتح عينيه على وسعها
ريان بصدمة: ماهذا
ليندا بتفاجؤ: ماذا ، طعام فرنسي ، هل تحبه؟
جلس ريان على الطاولة المليئة باصناف الطعام الفرنسي
ريان: ماهذا "قال وهو يشير ناحية طبق سلطة "
ليندا : سلطة نيسواز مكونة من سمك التونة وقطع البيض والبطاطس المسلوقة والطماطم والبصل وسمك الأنشوفة والزيتون الأسود ، وصلصة الخردل 
وهذا حساء البيسك حساء محضر من القشريات والقشطة الطرية ، وهذا راتاتوي يخنة خضار والحلوى ماكارون
ريان بصدمة: اقسم اني لم اكل اي طعام في حياتي أن كان هذا هو الطعام الحقيقي
ليندا بابتسامة: بفضلك اصبحت الثلاجة ممتلئة دوما لذا استطيع الابداع بما اني اجلس في المنزل بلا عمل طوال الوقت
امسك ريان بالمعلقة الخشبية في صحن جودي وقام باطعامها : هل ترمين الكلام لي؟ أتريدين العمل؟
ليندا: في الواقع افتقد عملي بشكل كبير لكن لن افكر في العودة قبل ان يصلا لعمر الحضانة
قالتها وهي تنظر لجودي وجوني
ريان بابتسامة: يمكنني أن أتصرف بهذا الامر
ليندا: كيف؟
ريان: ان ذهب احدنا للدوام المسائي والاخر للدوام الصباحي فسنستطيع الاعتناء بالاطفال
ليندا: لكن هكذا لن نتقابل ابداً
نظر ريان لليندا فاحمر خديّها وقالت : لا اقصد هذا اعنى لا استطيع المخاطرة ...
ريان بابتسامة: ليندا ، فقط حاولى أن تجربي ، ما المشكلة وأن خاطرتى اذهبي للعمل ان لم تستطيعي الاستمرار قدمي استقالتك وعودي للمنزل ، ان اردتِ ان تجربي شيء مختلف جربي وان لم يعجبك يمكنك الاستمرار بغيره او العودة للمنزل مجدداً ، أنتِ لستِ وحيدة بعد الان ، أنا موجود
ألتمعت اعين ليندا كالزمرد وقالت : هل أجرب
ريان: جربي
قبل ان تتكلم ليندا سمعت طرق الباب
ليندا: من يأتي بهذا الوقت ؟ ، سأذهب لأرى
فتحت ليندا الباب لترى سيدتان او بالاحرى جارتان يقفان امامها
ليندا بابتسامة: مرحبا أيتها الجارات
عبسن الجارتان اللاوتي في منتصف الخمسينات
الجارة: ايتها الجارة ، نريد ان نسألك عن شيء
ليندا باستغراب: تفضلوا
نظرن الجارتان لبعضهما ثم قالت احداهما: ذلك الجار الذي يبقى في الشقة المجاورة ، هل هو في الداخل؟
عبست ليندا لكنها قالت: نعم ، هل يوجد مشكلة؟
الجارة: ارجو المعذرة يا صغيرتى لكنك لاتعرفين محيطنا جيدا نحن لانريد تصرفات كهذه هنا
ليندا: تصرفات كماذا؟
الجارة بنبرة اتهام: تعلمين ، يقال انه يبقى هنا لساعات متأخرة حتي انه يبيت هنا ، من يدري ماذا يفعل
ليندا بغضب: نحن لا نفعل اي شيء خاطيء، لدينا اطفال
الجارة: حقا؟ ....قاطع الجارة انفتاح الباب على اخره وظهور ريان فابتلعن ريقهن بخوف
ريان ببرود: مرحبا ، هل توجد مشكلة؟
الجارة : ماذا تفعلون هنا؟
ريان: ما شأنك هل يجب أن اوضح لكم؟ من أنتم حتي؟

ليندا : عد للداخل ريان ، سأتصرف بهذا الأمر

ريان  : لا ، فلنعد كلانا للداخل

قالها وهو يغلق الباب في وجه الجارتان 

ليندا بغضب :لما فعلت هذا ؟

ريان بتجاهل :أنسي امرهم ليسوا أولياء امورنا ليسألوا عما نفعله

ليندا : ريان هذا هو محيطنا والمحيط الذي سيتربى به أطفالنا بالطبع علاقتنا يجب ان تكون جيدة مع من حولنا

ريان : هل يمكنك فقط تجاهلهم ؟

ليندا : هل سيتجاهل أطفالنا أيضا أطفالهم 

تجاهل ريان ليندا وقال : سأعود لشقتي 

ليندا بغضب : لا يمكنك تجاهل كل شيء هكذا الأمور لا تحل عندما تتجاهلها

خرج ريان دون ان يرد عليها لتقوم بضرب قدمها في الأرض بغضب

###################################

بعد يومين 

كان ريان لا يأتي لزيارة ليندا او حتى أخذ ابنته 

وضعت ليندا جهاز مراقبة الأطفال واتجهت لشقة ريان وفتحتها لتجد انه ترك باب شقته مفتوحاً

تنهدت ودخلت وهي تتفحص المكان بعينها لتراه فارغاً

اتجهت لغرفة النوم لتجدها فوضوية تقريبا حيث يوجد ملابس مرمية على الأرض قامت بجمع الملابس ووضعتهم في سلة الغسيل ثم اخذت أغراض تكفي جودي واتجهت للباب تريد الخروج لكنها توقفت ونظرت لسرير ريان وجلست عليه

امسكت بوسادة ريان وحضنتها وهي تشتم رائحتها : ريان لما تفعل هذا بي ؟

سمعت طرق على الباب بقوة فأصيب بالخوف من هذا الذي يطرق الباب هكذا

حملت الحقيبة وجهاز المراقبة واتجهت للباب وفتحته 

لتجد بعض الجارات والجيران يقفون امام الباب مع صاحب المنزل

-أرأيت ، أنها هنا معه 

صاحب المنزل : أرجو المعذرة سيدة ليندا ، هل لي ان اعرف علاقتك بساكن الشقة ؟

-هل تسألها ، لقد خرجت من شقته ، ماذا تنتظر ؟ انظر معها حقيبة ملابس ايضا

ليندا بتوتر : ارجو المعذرة هل يمكنكم أن تسمعوني قليلاً ؟ انا فقط اعمل كمربية أطفال لطفلة ريان

-هل تتوقعين منا ان نصدقكك  ؟ 

-الحارس شاهدك وانتم تتبادلون القبل ؟ 

ليندا بشحوب : متى تبادلنا القبل ؟ 

-اخرجوا من هنا

امسكت احدى الجارات بشعر ليندا وهي تسحبها وتضربها بينما ساعدتها بقية الجارات

كانت ليندا تحاول ان تحرر نفسها منهم لكنها لم تستطع 


أنا وجارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن