الفصل الثاني

659 21 1
                                    



" نصيبك هيصيبك "
_________________________

هبط كريم من منزله سريعاً و هو يرتب ملابسه فهو علي وشك التأخر و هذا ثاني أيامه في العمل يجب أن يثبت إستحقاقه للعمل ، أرتفع رنين هاتفه ، فأخرجه من حقيبته و أجاب و هو يهبط عن الدرج قائلا :
-ألوو يا ماما

نظر الي ساعته في إستعجال ثم ركض علي الدرج و هو يستمع الي داليدا التي تحدثت :
-عملت ايه في الشغل ؟

تحدث بصوت مرتفع نسبياً ناتج عن ركضه :
-لسه فاكرة ، ده أنا مستني المكالمة دي من الصـ

قاطعه أصطدامه بزينة التي كانت تصعد الدرج مسرعة هي الأخري ، فنظرت له بغضب و تحدثت :
-مش تفتح يا جدع أنت ؟

سمع كلاً من زينة و كريم صوت داليدا علي الهاتف التي سألت بقلق :
-في ايه يا كريم ؟

تحدث كريم الي داليدا في هدوء :
-مفيش حاجة يا ماما خبطت في واحدة بس

ثم نظر الي زينة و أعتذر بلباقة مردفاً :
-انا اسف جدا يا أنسه مكنتش شايف قدامي لأني مستعجل

نظرت له بتعجب من رأسه الي قدميه ، فمن الواضح أن حالته المادية جيدة هذا ما أنعكس علي ملابسه ، كم أن طريقته لبقة و جيدة عكس جميع من في هذه المنطقة ، سألته بتعجب :
-أنت مين و بتعمل ايه هنا ؟

أجابها سريعاً و هو يهبط الدرج و ما زالت والدته تستمع عبر الهاتف :
-لو انتي ساكنة هنا يبقي أكيد هنتقابل تاني و وقتها هتعرفي أنا مين بس دلوقتي مستعجل معلش

تركها و هبط مسرعاً و هو يتحدث مع والدته عن عمله ، في حين رفعت هي كتفيها بتعجب ، ثم أكملت صعودها الي منزلها و دقت الباب بعنف ، ففتحت حسناء الباب بخوف و قلق قائله :
-في ايه يا بت ؟ بتهبدي الباب بإيدك كده ليه وقعتي قلبي

تركتها زينة و دلفت الي غرفتها سريعاً و هي تجيبها بصوت مرتفع :
-نسيت الكارنيه و الكاميرا يا ماما

ثواني و خرجت زينة من غرفتها متجهة نحو باب المنزل لتتحدث حسناء بحدة :
-الزفت المفتاح معاكي لو فضلتي تخبطي بعد كده من هنا للصبح و الله ما انا فتحالك

-طب سلام يا ماما و لما أرجع نبقي نرغي

***
في التجمع الخامس تحديداً في منزل خالد الدهشوري

أٌقتربت دليدا من خالد الذي يجلس علي حاسوبه في غرفة المعيشة بعد أن أغلقت المكالمة مع كريم ، و تحدثت بقسوة :
-شغال في مستشفي المقطم التخصصي ، خليهم يطردوه حالاً

نظر لها خالد بدهشة و هو يغلق حاسوبه ويضعه جانبه قائلا :
-انا أفتكرتك رضيتي عنه و هتسيبيه براحته

ثم أكمل بسخرية و أستهزاء :
-أتاريكي بتعرفي أخباره علشان تدمري أحلامه

صرخت به دليدا بقوة و هي ترفع سبابتها في وجهه قائله :
-ده أبني و انا عايزاه جنبي و معتمد عليا انا ، نفذ اللي بقولك عليه يا إما هقول لمعتز أبنك علي كل شغلك القذر اللي زيك ، و انت عارف أبنك اه في ضلك بس لما يلاقيك فاسد هيكون أول واحد يبلغ عنك

عاشقي المخاطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن