الفصل الرابع

651 17 0
                                    

" بدأت العاصفة "
________________________

في المقطم شارع رقم 9

خرج كريم الي شرفة منزله علي صوت صراخ زينة في الهاتف علي معتصم في شرفتها التي تلتصق بخاصته ، خرج و نظر لها و هو يستند الي السور و يكاد يفتح عينيه بصعوبة ، أنتظر حتي أنتهت من مكالمتها ثم وضعت الهاتف بجانبها علي الأرجوحة و زفرت بضيق و هي تنظر الي قدمها المجبرة ، ثم تحدث :
-هو أنتي علشان قاعدة في البيت و مش عارفة تخرجي هتقرفينا ولا ايه ؟! أنا عايز أتخمد عندي شغل كمان ساعتين

أمسكت بالتفاحة بجوارها علي طبق الفواكه و ألقتها عليه ليلتقطها و قضم منها قطعة قائلا :
-عمل ايه تاني علي الصبح كده ؟!

نظرت الي الخاتم في يدها ثم تحدثت :
-من لما طلع الدبل في عيد ميلادي و لبسناهم و هو عاوز نعمل خطوبة

رفع كتفيه بتعجب و أردف :
-ما هو حقه ؟ أمال أنتي عايزة أيه جواز علطول ؟!

صرخت به هو الأخر و تحدثت :
-حقه ايه انت كمان ؟ انت مش شايف منظري ؟! رجلي لسه مكسورة و جسمي كله علي بعضه مكسر و الكدمات في كل حتة ، خطوبة ايه دي اللي عروستها متشلفطة كده
-خلاص يا ستي معاكي حق بس حاولي تفهميه بهدوء مش بالعصبية و الصوت العالي ده راجل و ميقبلش علي نفسه واحدة ست ترفع صوتها عليه

تقوس فمها و هي تنظر الي التفاحة في يده الذي أوشكت علي الأنتهاء قائله :
-أنت خلصت التفاحة بتاعتي

نظر لها بدهشة ثم أتجه نحو الداخل مردفاً :
-أنا داخل اكمل نوم مش عاوز أسمع صوت عندي شغل

زفرت زينة بضيق مرة أخري ، تكره جلوسها هكذا عاجزة لا تستطيع علي الأقل الذهاب الي عملها و أداء ما تحب ، عادت بذاكرتها عندما جاءها الضابط في اليوم التي أفاقت به بعد العملية ، و سألها عن من فعلها فأجابته أنهم قطاع طرق لا غير ورفضت أن تأتي بأسم خالد .

يجب أن تحسب خطواتها القادمة جيداً حتي تتمكن من إلقاء القبض عليه بمساعدة الشرطة ، أمسكت بحاسوبها المتنقل خلفها و بدأت في الكتابة علي صفحتها المزيفة علي فيسبوك

" دروس الحياة مثل الطاقة النظيفة تماماً لا تفني ولا تستحدث من العدم ، دائماً هناك دروس في الحياة ، بعضها دروس قوية للغاية تصبح مثل صاعقة برق تهبط علي عقولنا فتكون بنفس تأثير الصدمة ، و لكن في النهاية إن واجهتنا تلك الصاعقة من جديد نعلم جيداً كيف نتعامل معها ، أين نختبئ ؟! و كيف !!
مع مرور كل درس ، و كل فترة يضاف جزء من النضج علي عقولنا ، و جزء آخر من صدق الاحساس علي قلوبنا ، وقتها نتمكن من جعل الفريسة تظن أنها الصياد ، ثم وقتها نصبح نحن الصيادون و نصطادهم  "

ثم كتبت أسمها المستعار " متمردة " في نهاية المقال ثم ضغطت علي زر النشر لينتهي الأمر فأغلقت حاسوبها و جلست متنهدة و شاردة في مستقبها المهني و الأجتماعي مع معتصم

عاشقي المخاطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن