سَفَّاحْ القَرْن العِشْرِينْ ~

Ch20(2)

••

••

فَرَاغٌ أَسْوَدْ قَابَلَ عَيْنَيْهَا لِيتَوَارَى لِنَظَرِهَا مَنْزِلْ عَائِلَتِهَا و هُنَاكْ كَانَ يَقِفْ شَخْصٌ مَا يَرْتَدِي السَّوَادْ يَسْكُبْ حَولَ المَنْزِلْ سَائِلًا شَفَّافًا لِيَأْخُذْ مِنْ جَيْبِه عُودَ ثِقَابْ لِيُشْعِلُه مُبْتَسِمًا بِخُبْثْ مُلْقِيًا إِيَّاهُ لِيَذْهَبْ بَعِيدًا و كَأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلٌ شَيْءً لِتَسْتَوقِفَهُ جُولْييت قَائِلًا بِصَدْمَه و خَوفْ مِنْ هَولِ المَنْظَرْ

" لمَ ؟ ! لِمَ فَعَلْتَ هَذَا يَا لَعِينْ ! "

إِلْتَفَتْ لَهَا لِيَبْتَسِمْ بِأَكْثَرْ إِبْتِسَامَه خَبِيثَه رَأَتْهَا عَيْنَيْهَا غَيْرْ مُجِيبْ الا بِكَلِمَه وَاحِدَه

" يَانغ جو "

إِخْتَفَى فَورًا و لَمْ تَسْتَطِعْ رؤيَةْ مَلَامِحِه جَيِّدًا و لَكِنَّهَا تَسْتَطِيعْ وَصْفَه و رُبَّمَا تَمِيزُه إِذَا مَا رَأَتْهْ

رَكَضَتْ لِلْمَنْزِلْ الَّذِي يَحْتَرِقْ بِهَلَعْ و جُنُونْ لَعَلَّ و عَسَى أَنْ تَسْتَطِيعْ إِنْقَاذْ عَائِلَتِهَا و لَكِنَّهَا تَصَنَّمَتْ عِنْدَمَا وَجَدَتْهُمْ يَقِفُون فِي وَسَطْ أَلْسِنَةِ النَارِ الَّتِي تَأْكُل أَجْسَادَهُمْ و كُلُّ مَا يَفْعَلُونَه هُوَ الإِبْتِسَامْ ، رَكَضَتْ إِلَيْهِمْ بِلَهْفَه و خَوفْ و لَكِنْ كُلَّمَا إِقْتَرَبَتْ خُطْوَه هُمْ يَسْتِمِرُّون بِالابْتِعَادْ

حَتَّى عَلِقَتْ قَدَمُهَا بِثَقْبٍ مَا كَانَ فِي أَرْضِيَّةْ المَنْزِل ، حَاوَلَتْ إِخْرَاجَهَا و لَكِنْ لا أَمَلْ إِلَى أَنْ وَقَعَتْ فِي ذَلِكْ الثَّقْبْ بِعُنْفْ و لَمْ تَعُدْ تَرَى سِوَى الضَبَابْ و أَصْوَاتُ أَهْلِهَا تَقْتَحِمْ مُخَيِّلَتِهَا ضَحِكَاتُهمْ ، بُكَاؤهُمْ ، و مَزَحِهِمْ ، صُرّاخُهمْ ، و مُننَادَاتِهِمْ عَلَيْهَز كُلُّ هَذَا كَانَ يَدُورْ بِشَكْلٍ سَرِيعْ فِي عَقْلِهَا

........

إِسْتَقَامَتْ بِجِذْعِهَا مُلْتَقِطَةً أَنْفَاسَهَا الضَّائِعَه تَتَلَفَّتْ فِي المَكَانْ لِلْتَّأَكُدْ مَا إِنْ كَانَ هَذَا حُلْمًا أَمْ حَقِيقَه و هِيَ تَنَهَّدَتْ بِرَاحَه عِندَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّهَا فِي الوَاقِعْ

حَتَّى تَرَدَّدَتْ صُورَةْ الشَّخْصْ الَّذِي أَحْرَقْ مَنْزِلَهُمْ فِي عَقْلِهَا لِتَنْتَابْ مَشَاعِرَ الخَوفِ قَلْبَهَا كَامِشَةً عَيْنَيْهَا مُمْسِكَةً بِرَأْسِهَا بِكِلْتَا يَدَيْهَا صَارِخَةً بِهَلَعْ تَسْتَنْجِدْ بِأَوَّلْ إِسْمٍ تَذَكَّرَهُ عَقْلِهَا مُبَعْثِرْ كَيَانَهَا و سَارِقْ قَلْبَهَا