الجزء 9

2.1K 60 2
                                    

Lilyan Pov
أبيييييي
هذا كل ما نطق به لسانها. نعم، والدها لا يزال على قيد الحياة، لكنه فقد ذاكرته بعد الحادثة ولم يستعدها إلا قريبا، ظن أن ابنته ماتت أيضا في تلك الليلة، لكنه صعق ما إن رآها واقفة أمامه.
-نطق  بصعوبة إثر الصدمة
"ليليان ابنتي"
ثم عانقها بشدة و بادلته الأخرى.
بعدها أبعدته عنها قليلا ثم أردفت بنبرة بكاء معاتبة إياه "أبي أنت حي، لم لم تكن بجانبي؟ أتعلم ما مررت به من دونك؟ لقد جابهت مرارة الحياة وحدي وأنا في سن الزهور. المآسي لم تحترم صغر سني،قد صفعتني الحياة صفعة قوية، أوقعتني أرضًا. جعلتني أنظر للعالم على أنه أسود اللون. بشع لا أرى فيه سوى الحزن. كنت دائما ما أتوجه لخالقي بالدعاء "يا ربي اجعل لي فرحة تكون عوض لي على ماحدث". أنت لا تعرف كم اشتقت إليك . عندما كان الأطفال يقعون كانوا يصرخون بأبي لكن أنا.. أنا عندما كنت أقع كنت أبكي دائما في صمت بالحديقة. لماذا أبي؟ لم كل من أتعلق بهم يتركونني بدون مقدمات؟ ما ذنبي، لم أعاني؟ سمعت أن الفقدان صعب و أننا نجتازه بصعوبة، لكن لم أتخيل يوما أن فقدانك أنت و أمي مكلف هكذا.. ذهبتم فذهبت معكم سعادتي و بقت الندوب و الجراح و الكثير من الآلام. كنت في ربيع الحياة وردة متفتحة، لكن أصبحت في خريفها ورقة ذابلة. أتلقى صفعات الخذلان على التوالي. أولا أبي و أمي ثم عمتي..و دارك كذلك. الاكتئاب كان يأكلني بُبطء، كدت أجزم أنه قد إبتلعني تماما.
-وقعت تلك الكلمات كسكاكين غرزت في صدر والدها. شرعت دموعه بالانهمار ما إن سمع ما أصاب صغيرته بغيابه. أردف وسط بكائه"سامحيني ابنتي. لم أستطع حمايتك، لكن أقسم أنني كنت فاقدا لذاكرتي، ما إن استرجعها دخلت في نوبة هيستسريا جراء اعتقادي أن عائلتي فُقِدَت إثر ذلك الحادث المشؤوم. ليتني مت قبل أن أعلم كل ما حل بك صغيرتي" قاطعته الأخرى ببكاء "لا أبي أرجوك لا تقل هذا، لست مستعدة لفقدانك من جديد" حضنها بقوة كأنه يخبئها عن قسوة العالم. يكفيها ما عانته.
بعد دقائق هدأ الاثنان. قاطع الصمت نايل (والد هانا) إذا هيا ابنتي لنجلس و نتبادل الأحاديث كأب و ابنته، غمز في نهاية كلامه مما جعل الأخرى تقهقه عليه.
-جلس الاثنان على الأريكة، "من يكون دارك؟"  هذا ما نطق به لسانه. صعقت ما إن سمعت اسمه. سكتت قليلا ثم أردفت"من أين تعرفه؟"
_"ذكرت اسمه قبل دقائق"
-آه تذكرت، حسنا أبي سأخبرك لكن هدئ من روعك" أومأ لها بابتسامة.
-"إن دارك.." سردت له كل ما حدث من البداية إلى حين طلب منها المغادرة.
ما إن أنهت كلامها حتى شرعت دموعها بالانهمار.
-تحبينه ألبس كذلك. هذا ما نطق به لسانه
-بعد فقدانه علمت أنني أحبه. أحببت معذبي، يال السخرية. أيعقل أنني طيبة لحد الغباء أم أن هذه حماقة مني، رغم كل ما فعله بي سامحته بمجرد أن أظهر لي لطفه. رغم طعنات الخذلان التي كنت أصاب بها باستمرار وكاد ألمها يوقف فؤادي، فور رؤية ابتسامته نسيت وتغاضيت عن كل شيئ. أهذا ضعف مني؟ أم أنه حب صادق سكن أعماقي؟ يرفرف فؤادي عند رؤيته وكأنه فقد ذاكرته ونسي كل ما جرى فيه من آلام، قلبي ينبض ويضخ الدم لأجله، هو فارقني و تخلى عني .فارقني ولكن أخذ فؤادي وروحي معه وترك لي جسدا بالي، أصبحت متضاربة المشاعر ولكن الذي أعرفه أن فؤادي ينبض له بالحب حتى بعد صفعات الخذلان التي تعرضت لها منه. للأسف أدركت هذا متأخرة.
لماذا يا أبي؟ لم دوما أنا التي تعاني؟ كنتُ أُريد العيش بسعادة وبهجة، أحببت شخصًا ولكنه أذلّني كثيرًا، كنت أُريد أن أكون بطلة روايته، ويُحسن معاملتي، ولكنهُ أهانني كثيرًا، قلّل من قيمتي وأصبحت كرامتي على الأرض مُلقاة، لماذا يفعل هذا بي؟ وماذا فعلت له ليفعل بي هذا ويحطمني؟! لماذا دائمًا ينظرون إلى المرأة على أنها أضعف البشر؟ وإذا كانت كذلك لماذا تقسون عليها؟ أنتم لا تعلمون أن قوة المرأة في ضعفها، هي أقوى بكثير مما تتخيلوا بضعفها الذي ترونه ذُل وكسرة، فَتبًا لهذا العالم الذي ينظر لي نظرةَ شفقة. قاطعها والدها "يكفي ليليا شعورك بالتشَتُّت الآن لا يعني أنك ستبقين هكذا طويلًا، بطريقةٍ ما ستأخذ الأمور مسارها الصحيح، فوضى الأفكار في رأسك ستترتَّب، القلق الذي يسكنك ستحلّ الطمأنينة مكانه، القرارات التي تتخبَّط فيما بينها سيختار الله لك أصلَحها مادُمت قد استخرته و دعوته و صبرت، و الغد الذي كان كابوسًا غير واضح المعالم سيصبح واقعًا جميلًا.. فقط المزيد من الصبر و الدعاء، و الثقة في ربِّ الأرض والسماء. فلا تقلقي ابنتي، كل هذا سيمر.
...يتبع...

رأيكم؟

17 تصويت + 20 تعليق = new part

I married the mafia bossحيث تعيش القصص. اكتشف الآن