الجزء 12

1.5K 39 10
                                    

تذكير:
إهدار دموعك كالحجارة تنهال على قلبي. أتحمل كل شيء إلا رؤية عيناك متورمتان. أستحي أن أقول عينيك كالأجرام ، فقرمزيتاك فاقتا جمال الأجرام أضعافا...⁩
__________
نبست ليليان بعدما استجمعت شتات نفسها" أنا أقبل الزواج منك دارك و لتذهب كبريائي للجحيم" ثم ارتمت بأحضانه معانقة إياه تريد إشباع نفسها منه ومن عبيره الذي افتقدته طيلة هذا الأسبوع، فقد بلغ منهما الشوق و الحنين ما بلغ. كم تمنى الآخر لو يتوقف بهما الزمن في هذه اللحظة لينعم بدفء حضنها للأبد. ويا ليت الأحلام تعصي الواقع وتتحقق.
أضافت ليليان:
-"لأول مرة يتفق قلبي وعقلي ويتحدان معًا، اتحدوا على أنك أنت الشخص الذي يستحق أن يكون بداخل قلبي، أنت الوحيد الذي اطمأنت روحي له، أنت الوحيد الذي سكنت الفؤاد دون اعتراض من العقل مثلما كان يفعل مع غيرك" قبلها دارك قبلة مفاجئة وكم كانت معبرة تحمل معها مشاعرا لا توصف.
   -"هيا لندخل للداخل ونتبادل أطراف الحديث قليلا. أنت تعرف عني كل شيء لكن أنا لا أعرف عنك إلا القليل" 
أومأ لها بتفهم ثم دخلا المنزل واتخذا الأريكة موقع جلوسهما.
-أردفت ليليان بلهفة "حدثني قليلا عن طفولتك وعن والداك"
ما إن أنهت كلامها حتى تغيرت ملامحه لمزيج من الحزن و الغضب. ليس منها بل غضب فقط من ذكر الموضوع أمامه. لاحظت ليليا التغيير المفاجئ الذي اجتاحه ثم نبست "هل قلت شيئا خاطئا؟"
- هدأ دارك من روعه وأخذ نفسا ثم أردف "كل ما في الأمر أنني كنت طفلا لكني ولدت من رحم الحياة مجهول الأبوين يترنح بين شوارع مويسكو. داعبت الحياة وجهي في الأيام الأولى ومنحتني نفحة من السعادة، وهي براءة روحي قبل أن يخُط الوجع أولى كلماته على قلبي، وقبل أن تنسكب المياه النارية من أفواهٍ بشرية. ولدت فولد معي وجع وألم شديدين"
- فرت دمعة من عينيه ثم أكمل. " أحق وصف ليصف طفولتي هو أن أقول أنها مأساوية للحد الأقصى. كان يسيطر علي شبح التفكير و دوما ما يجتاحني السؤال عينه "من هما والداي؟ لم تركاني بين الشوارع لا مأوى لي؟ لطالما حاولت إيجاد سبب مقنع لتبرير موقفهما لكني لم أجد. لا سبب موجود ليبرر تخلي أسرة عن رضيع لم يتجاوز الثلاثة أشهر..

Flashback:

- بلغت 6سنوات. كلها قضيتها بين الشوارع. كنت أترنح بين الشوارع بملابسي المهترئة  حافي القدمين.حالي مثير للشفقة أسعى لأشتري خبزا يسعف جوعي. كل شخص يمر يستهزئ بي و من مظهري. أتى إلي رجل في الخمسين من عمره مظهره يوحي إلى ثرائه الفاحش فما الذي جذب انتباهه إلى متشرد مثلي؟ مد لي يد العون فتمسكت بها كأنها اليد التي ستخرجني من سواد حياتي جاهلا أنها من ستوقعني بظلام مستديم لا خروج منه. أخذني إلى قصره. مكثت معه لسنتين.
كبرت سنتان مع إحسانه لي. كانت معاملته لي مثالية. ذات يوم بينما كنت جالس لوحدي أتى ذلك الرجل الذي لا أعرف اسمه حتى الآن. كلما سألته عن اسمه يقول ستعرفه في الوقت المناسب.
لا أدري لم أشعر أن وراء إخفائه الأمور عني سرا كبيرا سيغير مجرى حياتي. أنا فقط أناديه بأبي. هو من طلب مني ذلك ولم أعترض فلا ضير من مناداته بأبي وهو من يتحمل جميع مسؤولياتي كأنه ولي أمري.
-أتى و معه طفل يبدو أنه أصغر مني بسنة. حاله أعاد شريط ذكرياتي للأيام التي كنت أسعى فيها لشراء رغيف خبز يُقَوِّينِي. وفي بعض الأحيان كنت أسرقه فأجلد بوحشية من قبل البائع بينما أسمع إهانته لي أنني متشرد وما إلى ذلك.
-هناك شيء جذبني لهذا الطفل. أحسسته أنا قبل سنتين. ملابسه مهترئة ووجهه مغطى بالفحم. لكن هذا لم يغير شيئا من ملامح وجهه الطفولية. عرفني أبي به و أخبرني أن اسمه أليكس فعلمت أنه طفل شوارع مثلي وجده أبي فرأف بحاله. أليكس أيضا قاسى ظروف عيش بين الشوارع لا تقل عن معاناتي. أصبحنا كالإخوة و لأول مرة أصادق أحدا. لطالما كنت أعشق العزلة و لا أحبذ فكرة تكوين علاقات.
- كبرت أنا وأليكس حيث أصبح عمري 17 و أليكس 16 تغيرت معاملة أبينا للقسوة والبرود. أصبح يغضب من أبسط الأشياء. ذات يوم قرر إخبارنا باسمه وهنا كانت صدمتنا اسمه  ليونارد رالفور. لكن هذا لا يمكن.. سألته طاردا الأفكار التي استحوذت على تفكيري آبى التصديق ليونارد نفسه.
" أبي أخبرني أنه مجرد تشابه بالأسماء و أنك لست هو"
أجاب ليونارد ببرود
"بلى إنه أنا رئيس المافيا العالمي الذي لم تثبت علي ولا جريمة من سلاسل الجرائم التي ارتكبتها"
-خطى دارك و أليكس خطوة للخلف والرعب قد اجتاحهما و سيطرعليهما تماما.
أكمل كلامه..
"إضافة أنني أشهر رجل أعمال صاحب أكبر الشركات و أغلبها بروسيا"
-أصبح ليونارد يقسو عليهما كثيرا ورمى كل أعمال الشركة على عاتق أليكس بينما كلف دارك بأعمال المافيا لحدة ذكائه. كان يدربه على القتل وكل مرة يحضر أحدا ويأمر دارك بقتله وكلما رفض أمرا له يأمره بنزع قميصه وتغطية وجهه ثم الركوع على الأرض لينهال عليه بالضربات مستعملا السوط ليعيده لرسغه. لم يكن بيد جونغكوك حلا آخر إلا الانصياع له ولأوامره فبالأخير يبقى الرجل الذي أخرجه من الحال المزري الذي كان يعيش به.
-لحدة ذكاء دارك اشتهر بعد مدة ليست بطويلة كرئيس مافيا يهابه الكل لذا لُقّب بالداهية مما جعله خليفة لوالده. الظروف جعلته هكذا قاسي القلب لا يرأف لا بضعيف ولا بأنثى. أصبح مهووسا بالقتل حتى أنه انتقم من ليونارد و عذبه إلى أن مات. فكل من يعارضه يثقب جبينه فما قاساه ليس بهين.
ملاحظة: دارك لم يخبر ليليان بالجزء الأخير أي أنه رئيس مافيا و قتل الكثير من الناس. خشي أنه إن أخبرها ربما تتركه. من الأفضل أن تعرفه على أنه رجل أعمال فحسب.

End flash back:

-أنهى كلامه ثم نظر لليليا ليجدها تبكي بأسى وتشهق ارتمت بين أحضانه لتعانقه بقوة ودموعها قد بللت قميصه لتقول وسط شهقاتها "أنا آسفة، آسفة دارك لطالما كنت تعيسة على حالي وعلى طفولتي لكني لم أدرك أنك قاسيت أيضا. لطالما ظننت أنك متكبر لكنك أثبتت لي عكس ذلك. فرغم كل ما عشته لا زلت ثابتا إلى الآن. أنا حقا أحبك دارك" شد الآخر على عناقها ثم قال "وأنا أعشقك"
-هنا فتح نايل والد ليليا باب المنزل ليجد دارك وليليا في أحضان بعضهما. حمحم لتستديرليليا وتقفز من حضن دارك بسرعة بينما الحمرة قد كست وجهها دليلا على خجلها المفرط من والدها.
-أردف نايل: لم تخيب ظني بك دارك. أرى أن ابنتي سعيدة الآن"
-لم تفهم ليليا ما يدور حولها بالبداية من أين تعرف والدها على دارك؟ لكن ما إن استوعبت ما يجري حتى قفزت على والدها معانقة إياه بقوة ثم قبلت جبينه "شكرا لك أبي"
-أردف والدها "لا بأس أميرتي. أفعل المستحيل لرؤية ابتسامتك"

                        .....يتبع.....

                               رأيكم؟

          أتمنى أن تضغطوا على النجمة لتتوهج..

     17 تصويت + 20 تعليق = new part

I married the mafia bossحيث تعيش القصص. اكتشف الآن