الفصل الواحد و العشرون

182 18 71
                                    

انا في شقة تايهيونغ!
بالتحديد اجلس فوق أريكته و هو يعد الفطور في المطبخ.. لكن واللعنة انا في شقته!

إنها جميلة بحق و تشبهه كثيراً لها طابعٌ كلاسيكي و روحاً هادئة راقية تشبهه تماماً بألولنها الترابية

جميلة اختياراته، جميلة مثله تماماً

جُلت الشقة كلها و زرت كل ركن بها أشاهده عن قرب و أستكشفه و قد عبثت ببعض الأشياء أيضاً

لكن في النهاية انا احتضن احدىٰ الوسائد و أجلس بهدوء أفكر في ما جد في حياتي

سرحت بعيداً إلىٰ جدران المدرسة، أراني واقفة في أخر الصف و جميع الطلاب متجمهرين حولي يسبونني و أتعرض للتنمر

ثم أسير في الشارع فأتلقىٰ تعليقات سيئة من العامة
و تنمر جماعيّ.. إني خائفة

جفلت حين وضع تايهيونغ صينية بها عدة شطائر و كوب حليب و قهوة ثم جلس قربي

"إذاً ما رأيك في شقتي المتواضعة؟"
سأل ببعضٍ من المرح في نبرته، فابتسمت بحماسٍ منطفئ و أجبت:
"جميلة جداً جداً جداً"


ابتسم بلطف ثم أردف بما جعلتي ابتسم بهدوء و أخذ شطيرة لأبدأ في أكلها دون الرد

"أراكي شاردة"

حركة غير مهذبة لكن لا طاقة لي في خوض حوارٍ عما يجول داخلي، كما أنني شغلته بي كثيراً و حان وقت راحته منيّ

أشعر بيداي ترتعشان و أن اضطرابي بين له فقد رأيته يضع شطيرته جانباً و يتابعني بعينيه

ولا أعلم متىٰ قد تسللت دموعي و تسارعت في الهطول كسربٍ جائع و أنا أبلع اللّقمة بصعوبة بالغة لما في حلقي من مرارة بائسة

شعرت به يأخذ الشطيرة من يدي و يضعها جانباً ثم شعرت به كاملاً يعانقني و قد أغلقت عيناي لما أشعر به من حرج

أنا أبكي أمامه كطفلة صغيرة للمرّة الألف دون سببٍ يذكر و هو يحتضنني للمرة الألف دون كلل

و يبث دفئه و الطمأنينة داخلي، يعانقني دون قول شيء و دون سؤالي عن شيء

يتركني ألوث ثيابه بعبراتي و سمعه بشهقاتي
و أفسد مزاجه ب مزاجي المتقلب

و هو في كل مرة سيحتويني بصدرٍ رحب

ما باله بهذا الجمال ما باله يبعث كل هذا الأمان
و الثقة لقلبي؟

يغرقني به في كل مرة حتىٰ أهدأ و أنسىٰ سبب بكائي و أتذكر نسيمه العالق في ثيابي

 Gardenia || K.TH ||  غَارْدِيـنِيَا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن