الفصل الثالث و العشرون

123 15 2
                                    

كلها اشياء ممكن تنحشر في البارت الجاي لأن البارت حرفيا عبارة عن حشو حشو حشو فالرواية بلا هدف ولا لازمة

"انتهي الدرس، لا تنسوا فرض الاحياء"
قال المعلم بينما يعدل نظارته قبل أن يخرج من الصف و يبدأ الطلاب بالصراخ و إصدار الضجيج المعتاد

مر اسبوع كامل علي دخولي المدرسة و قد اعتد جوها. بالطبع لا تشبه مدرستي القديمة مطلقاً ، و لست اليزابث الطفلة ذات الجديلتين أيضاً.

اخرجت كراسة الرسم من حقيبتي و بعض الألوان و بدأت في صنع بعض الأشكال الهندسية :

دائرةكبيرة ، دائرة متوسطة ،مثلث ،دائرة ،مستطي
بشكل معين داخل بعضهم حتي كونت الشكل المبدئي لملامح إنسان من الجانب .

هذا ما تعلمته في صف الرسم المبدئي و في الأيام القادمة اخبرتني المعلمة أننا سنتعلم المزيد.

نظرت خارج الصف عندما شعرت بأعين تحدق بي بطرقة غريبة ، كان كريس بوجهه الملطخ و ثيابه المبهدلَة. هالة الطالب المشاعب تضغو عليه من رأسه حتىٰ أخمص قدميه.

يحدق و كأنه لا يرىٰ غيري بنظرة يملأها الحقد و الغل لسبب مجهول.. يرفع حاجبه عن عينه اليسرىٰ و يقلب علبة العلكة الكرتونية بين أصابعه الطويلة.

قطع تواصلنا البصريّ مرور اثنين من أصدقائه و قد شكلو حاجزاً بين أعيننا فعدت للنظر في ورقتي.

لا أعلم حقاً ما مشكلته معي انا بالذات ؟!

_


" أحقاً قال هذا ؟ "

شهقت ماريا الجالسة بجانب جيف و هي ترمقه بنظرات متفاجئة بعد أن أخبرها عن علاقته الجديدة مع أكثر الفتيات شعبية في المدرسة .

كنت استمع لأحاديثهم على طاولة الغداء في كاڤيتيريا المدرسة ، اطفال الملجئ متراصين في صفين متوازيين و يأكلون سوية كل يوم ، و بالكبع انضممت إليهم بصفتي فرداً جديداً عليهم .

انا دائماً الأقل حديثاً ، الأكثر صمتاً.. لا استطيع الانخراط في جوّهم لكنه يعجبني ، يعجبني أنهم كالأسرة الواحدة دائما مع بعضهم لا شيء يفرّقهم
حتى في تعاملاتهم يشبهون العائلة.

وكزت ميمي ذراعي فنظرت لها لتشير برأسها للفتيٰ الجالس في الطاولة المقابلة لنا و الذي أشاح ببصره بعدياً عندما نظرنا له إذ كان ينظر لنا تجاهي.. إنه كريس مجدداً.

"ما باله ؟ "

تحدثت ميمي بهمس عند أذني مشيرةً برأسها لكريس و أنا رفعت كتفي بعد اهتمام.

 Gardenia || K.TH ||  غَارْدِيـنِيَا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن