كيف ستفلت من هذان الجدرين بجانبها … ولماذا يختطيفانها…..
ما هي الا لحظات من اليأس والعجز الذي اصابها حتى لمحت أمجد يسند ظهره على سيارته الواقفة على قارعة الطريق ينظر إلى هاتفه بإهتمام ….. اتسعت عيناه بإستنجاد و هتفت بأسمه تحت الشريط الذي يكمم فمها ، الا ان وقبل ان تنادي على اسمه للمرة الثانية كانت السيارة قد توقفت فجأة امام سيارة أمجد...ونزع الخاطف الشريط على فمها برفق…. استغربت طواف تنظر اليهما بإرتعاش …. الا انها لم تنتظر تانية اخرى وهي تنزل من السيارة بسرعة وتتجه الى أمجد الذي ابتسم لها ما ان رأها لا تعلم مامعنى تلك الابتسامة التي ارتسمت على ملامحه … من المفروض ان يكون غاضب او على الاقل مستغرب …
ارتمت على صدره بخوف تبكي بذعر وحاولت الكلام واخراج كلامات الإستجداء التي بقيت عالقا في حلقها ... بينما امجد كان مستمتعا بهذا .. انها بين ذراعيه …قريبة الى صدره الذي اخذ يضرب بعنف مهددا بقتله ، ذراعيها تحتضنان خصره بقوة ….ااااه صغيرته الجميلة تستنجد به هو دون غيره ..
قال أمجد بصوته العاشق
( شششش …..لا تخافي عزيزتي ؛ لا تخافي…. انا معك )
حركت طواف رأسها نافية بشيء وهمي وهي تزيد من دفن رأسها بصدره وصدرها ينتفض بعنف وقالت بأختناق
( انهم … انهم …انهم يريدون خطفي … إفعل شيء …. لن اتحمل هذا مرة اخرى ….. انا خائفة ، افعل شيء اتوسل إليك )
انتابه القلق بشدة وهو يرى صغيرته ترتعش بشدة ، لقد أرسل اصدقائه ليخطفونها اليه ، تعمد تخويفها فهذا يسليه … اراد ان يراها تستنجد به ، ان تشعر بالامان معه…..لكن لم يتخيل ان تكون ردة فعلها هكذا …بدت وكأنها دخلت الى حالة هستيريا عنيفة
مسك وجهها البريء بين يديه الكبيرتين يحاول نزعها من صدره …الا انها تشبتت بخصره بقوة ودغمت رأسها بصدره اكثر …..قال امجد بهدوء يحاول بث الطمأنينة لقلبها
( طواف !!….. حبيبتي لم يحدث شيء …انه أنا …وهم اصدقائي انظري اليهم )
بدت وكأنها لم تسمعه حين قالت بذعر
( لالا …لا اريد النظر … سيأذونني … انهم يلحقون بي)
لو لا ان اصدقائه محل ثقة لشك انهم فعلو بها شيء …. الا انه متأكد من انهم اوفياء له كثيرا ووعدوه انهم لن يأذوها ابدا ….
لم يجد تفسيرا لرعبها وحالتها الهستيريا العنيفة تلك .. انتزعها إنتزاعا من صدره برفق يمسح دموعها وقال بحنان
( طوااف …اسمعيني لن يؤذيك احد وانا بجانبك …انه مجرد مقلب فقط … وهم أصدقائي المقربون ..لن يؤذوكِ )
ارخت قبطتها على سترته الزرقاء وهي تبتعد عنه قليلا وبدأت تهدء ويقل ارتعاشها تدريجا وهي تنظر اليه كبلهاء ..لم تفهم شيء مما قاله ..… ابتسم اليها بحب وقال
( انتظريني هنا قليلا )
ابتعد عنها يتجه الى سيارته ، وما هي الا ثواني معدودة حتى رأته عائدا اليها من جديد …. وفي يده باقة ورود حمراء …وعندما وصل اليها ركعة امامها قبل ان يمد يده إليه وقال بحب صادق
( هل تقبلين بالزواج مني يا حبيبتي ؟!! )
تسمرت مكانها ولا تتحرك ساكنة تنظر اليه يمسك بخاتم ألماس يلمع كلامعان عينيه تماما….
لم تنتبه طواف الى السيارات التي توقفت لتشاهد ذلك المنظر الرومانسي وذلك الشاب الوسيم الراكع امام ملكة الجمال …
انتفضت لتعود من احلامها الى أرض الواقع الوردي عندما هتف أحدهم
(وافقي يا فتاة ارحميه من تلك الركعة المؤلمة في وسط الطريق)
ليهتفوا من بعده جميع من هناك من نساء ورجال يترجونها بأن توافق ولا ترده خائبا
همست طواف بين دموعها بصوت متأوه بتعب
( امجد !!! )
ابتسم إليها بحنان تلك الإبتسامة التي تعشقها … بل ادمنتها …
( هيا ياطواف قلبي ….وافقي.. انا احبكِ جدا ولم اعد اتحمل ان ابتعد عنكِ بعد اليوم )
انهمرت دموعها بشدة وهي تهز رأسها نافية ثم ترك رأسها موفقة …….حينها قال مازحا
( لم افهم شيء ، حددي موقفك يا حبيبتي ….. فأنا لا استطيع البقاء على ركبتي اكثر !!)
كانت طواف في تلك اللحظة كالمجنونة تضحك وتبكي في ان واحد وهي تحرك رأسها بقوة وبسرعة موافقة …وقف امجد ليضع لها الخاتم بإصبعها البنصر ، قبل ان يحملها من خصرها على الأرض ويدور بها ويهتف بسعادة
( واخيرا اصبحتي ملكي ….. واخيرا …… يا طواف قلبي )
كانت ذراعيها حول عنقه تضحك عاليا بين تصفيقات من حولهم … سعادة خاصة داهمت حصونها لتفيض داخلها مغمضة العينين وانفاس تتصاعد بوتيرة متناغمة مع دقات قلبها ..متناسية كل مامرت بها… الليلة ستسمح لنفسها ان تشعر بذلك الشعور الجميل الذي حرمت نفسها منه …فهذا امجد … ملكها وحبيبها هي، فلتستمتع بتلك اللحظات حتى لو كانت ستنتهي بسرعة البرق فيما بعد ….لن تسمح لاحد ان يعكر مزاجها في هذا اللحظة بالتحديد…...
أنت تقرأ
ابتسمي لي
Romanceرواية درامية جميلة تبحر بكم في عالم الحب والإثارة ... لاتنسو التصويت اعطاء ارائكم في التعليقات