نهض من مكانه ليطفىء جهاز الموسيقى بعصبية ثم يمرر يده على خصلات شعره وقال بضيق
( ان هذه المعزوفة ينقصها شيء ما ولا ادري ماهو …. )
قال حسام بملل وهو يلعب بهاتفه ويضع قدميع فوق الطاولة الزجاجية امامه
( لا خبرة لديّ في هذا المجال …. لكن ماذا لو استبدلت الكمان بالكلارنيت… اظنها ستكون اجمل )
كان تليد يرمقه بنرات حادة تهدد بالإنفجار في اي لحظة
( ماهذا الهراء الذي تقوله يا حسام …. ورجاءا انزل قدميك على الطاولة )
لم يمتثل حسام لطلب اخيه بل اكمل لعبته بإهتمام …. مما جعل هذا الأمر يستفز تليد ليندفع اليه ويبعد قدميه على الطاولة بعنف اذى الى كسر المزهرية التي فوقفا …
تفاجأ حسام من تصرفه الذي لا تبريره له
( اخي مابك ، اهدى قليلا …. كل هذا من اجل قدميّ ؟؟… حذائي غير متسخ لا تقلق )
مرر تليد يده على صفيحة وجهه الذي احمر من شدة التوتر … ثم قال بهدوء لا يملك ذرة منه
( انظر اليّ يا حسام … انا اريد تلك الفتاة ، يجب ان احصل عليها …. افعل اي شيء انت تستطيع ان تتحايل مع جميع البشر … استخدم مهاراتك ، معارفك … المهم ان تحضرها اليّ … انني احتاجها وبشدة )
نظر اليه حسام بصدمة... غير مصدق ان هذا الذي يتحدث هو تليد بلحمه وشحمه …. يطلب مساعدته ويستخدم تحايله مع الفتاة من اجل الحصول عليها. من الواضح انه جاد فيما يفعله وهذا الأمر يقلقه وبشدة …..فغر شفتيه كي يتحدث … الا الخادمة دخلت عليهما وقاطعتهما قائلة
( سيد تليد ، هناك فتاة تنتظرك خارجا … قالت ان اسمها … )
لم ينظر ان تنهي كلامها بل خرج من جناحه في الأعلى الى الغرفة المعيشية التي كانت في الجناح الثاني … وعلى ملامحه ابتسامة صغيرة تزين شفتيه بإنتصار من المؤكد انها هي … غبي هذا من يرفض التعامل منه… دخل الى الغرفة ليراها واقفة توليه ظهره بشعرها البني المموج … لم تلبث مليا وهي تلتفت اليه عندما شعرت بوجوده …. كانت عيناها حمراوتان ورموشها مبللتان بالدموع … عقد تليد حاجبيه وهو يراها بتلك الحالة كانت ضائعة ، مشتتة ملامحها اصبحت باهتة … غير غزل التي قابلها منذ ساعة .. لم يتخيل ان يراها هكذا ابدا ، لقد بدت له اول مرة قوية شامخة كالجبل لا تستسلم ابدا متوحشة كالمها تماما …. اما الان
اقترب اليها تليد وقال بتوجس
( ماذا هناك يا غزل ؟؟!)
قطعت المسافة التي بينهما في ثانية لتصل اليه لتقول بإستجداء ودون مقدمات
( انا موافقة على عرضك …. لكن بشرط ، اريد مالا… )
ظهر طيف ابتسامة بجانب شفتيه وهو يسمع موافقتها التي كانت كمعجزة ، لم يحاول ان يعرف السبب
( كم تريدين ؟!!)
ردت عليه
( الكثير !!)
كانت عيناها في عينيه مباشرة ليعلن قلبه تمرده ويأمر عقله ان يتوقف عن الشيء الذي يقوم به وليعرف لمن ينبض …. بينما سقط قلب غزل في تلك اللحظة وهي تنتظر جوابه وكأنها سجين ينتظر اعدامه الذي طال … اومأ تليد برأسه اخيرا وقال
( كي تحصولي على الكثير من المال ... يجب ان تتدربي كثيرا )
زفرت بإرتياح وقالت دون تفكير
( انا موافقة )
( حسنا هذا جيد …. وانا كذلك موافق )
سارت امامه دون ان تضيف اي شي وقبل ان تنزل على الدرج اوقفها صوته القوي يقول بحماس
( موعدنا غدا على الساعة الثامنة صباحا … لا اريد اي تأخرات )
التفت اليه تؤمي برأسها ثم تكمل طريقها دون تشاجر … بقيَ ينظر الى ظلها حتى اختفت تماما من امامه … وهو يدرك ان نقطة ضعفها مطعمها؟!!!
_____________☆☆☆☆☆_____________
أنت تقرأ
ابتسمي لي
Romanceرواية درامية جميلة تبحر بكم في عالم الحب والإثارة ... لاتنسو التصويت اعطاء ارائكم في التعليقات