سمت بالله ، وفتحت باب مطعمها الصغير البسيط… ثم قامت بوضع الكراسي الخشبية بعد ان كانت فوق الطاولة ….لقد تخلصت من الكراسي والطاولات القديمة المتهالكة ، والتي بات الزبائن يتدمرون منها … وكادت ان تخصرهم بسببهم ، وهي لا تحبذ ذلك …لدى اشترت نوع آخر جيد وسميك اكثر يبقى لفترة لابأس بها …ومعه الستائر وكذلك شراشف الطاولات ، والثلاجة التى انكسرت بسبب شجار عنيف هب من طرف بعض الزبائن الذين لا تعرفهم …. لو كانت تعرف من هم … وللهِ لما كانوا فروا بجلودهم ابدا ولم تكن قد اضطرت لسحب قرضا من البنك …. لشراء جميع هذه المستلزمات …..زفرت بضيق وقالت بعجز ووهن واضح
( كيف سأسدد ذلك الأن ؟ …. ياللهي لم يتبقى لي إلا شهر واحد … وانا لم اجمع نصف المبلغ حتى )( السلام عليكم يا بنيتي )
رفعت حدقت عينيها الواسعة الى السماء وقالت متمتمة "هذا مكان ينقصني … ومع إستهلال الصباح "
إستدارت اليه على مضض ترسم على وجهها ابتسامة مزيفة
( وعليكم السلام ياحاج إسماعيل … كيف حالك ؟؟)
( انا بخير ، شكرا لكِ….. انا هنا ياعزيزتي لأعرض عليك عرض جيد ومميز )
عقدت حاجبيها وردت بهواجس داهمت افكارها .. كما انها تعرف نواياه جيدا
( عرض ؟؟ .. اي عرض هذا ياحاج إسماعيل؟! )
اقترب اليها وبالكاد يصل الى مقدمة صدرها بجسده الممتلء …. وقال بخفوت وعيناه تلامعان وقد بان فيهما الطمع
( هناك رجل يريد أن يشتري منكِ هذا المطعم بملغ مغري جدا ، وصدقيني بهذا المبلغ ستتغير حياتك كليا …..مارأيك ؟! )
بدت غزل وكأنها لم تسمعه حين ارتفع حاجبيها الى الأعلى وقالت بهدوء
( رجل يريد ان يشتري المطعم ؟ ، وبسعر مغري ؟ ….هل انت متأكد من كلامك ؟؟)قال وهو يدور حولها
( استغفر الله يا فتاة … ماهذا الكلام ، وهل يمكن لي ان اخبرك بشيء غير متأكد منه …. الرجل لقد قابلني بنفسه وكان الثراء واضحا عليه … وانتِ يمكنكِ ان تزيدي المبلغ كيما شئتي …. نعم!! )
صمتت للحظة تنظر اليه بتلبد…..قبل ان تهتف به غاضبة فجأة وكأنها صنبور مياه مهتريء
( مستحيييل …لن ازود ولن اخفض اي شيء … لن ابيع هذا المطعم ابدا ؟)
بان العبس في وجهه وخيبة امل كبيرة وقال محاولا اقناعها
( يا غزل يا بنيتي …اسمعيني فقط …انه مبلغ مغ.….)
قاطعته بصلابة ولهجة لا تقبل الجذال
( قلت لا يعني لااا…. انه مصدر رزقي انا وأختي …كيف لك ان تعرض عليّ مثل هذا العرض وأنت الأدرى بحالنا )
شعر بالإحراج الشديد وحاول ان يلطف الجو ليقول بتلعثم
( ااا ..انا اخبرته بهذا ورفضتُ طلبه كذلك …..الا انه كان مصر على قراره )
قالت غزل بصلابة اكبر
( اذا دعه يفهم اننا ليس عندنا شيء للبيع ..سوي الشاي والقهوى والعصائر الطبيعية واخبره ايضا ان يمكنه ان يتذوق الذ كفتة في مطعمنا البسيط هذا…. او الإجار لمدة يوم واحد ولا شيء بعدها…. وان لم يفهم هذا ، فأنا من يقحم هذا الكلام في حلقت اذنه المتسخة )
ارتجف الحاج إسماعيل وقال وهي يعود للخلف
( حسنا لا تغضبي ياصغيرتي ... فقط إستهدي بالله ، أنا ذاهب لأخباره بهذا …الى اللقاء ، اراكِ لاحقا )
خرج إسماعيل من المطعم مهرولا وهو يشتم عنادها … لقد افسدت عليه المكافئة التي كان سيأخدها من الرجل ان اقنعها …الا ان رأسها صلب كحجر البازلت …
أنت تقرأ
ابتسمي لي
Romansرواية درامية جميلة تبحر بكم في عالم الحب والإثارة ... لاتنسو التصويت اعطاء ارائكم في التعليقات