....كانَ يلهثان بتعب …. اغمضت عينيها ورفعت يدها الى صدرها المتعب تحاول التقاط انفاسها بصعوبة الى ان هدئت قليلا …ثم إستدارت الى العجوز الذي كان يلهث هو كذلك وقالت تطمأن عليه
( هل انت بخير يا عم ؟؟ )
قال لاهثا بقليل من السعال
( نعم …انا بخير …شكرا لك ، لولا مساعدتك ما كنت إستطعت الهرب )
امسكت إستبرق بيده بحنان وقالت بحبور
( انا من يجب ان يشكرك ..من اجل وقوفك مع تلك الليلة ونصيحتك لي .. لولاك لكنت الان ضائعة )
سأل العجوز بدهشة
( هل فعلتيها ؟!! .. ظننت انك لم تسمعي ما قلته لك اصلا )
ضحكت إستبرق بخفوت ثم تنهدت تنهيدة طويلة وكأنها ازاحت صخرة كبيرة فوق صدرها وقال بهدوء
( لقد قمت بمساعدتها بإرتداء فستان زفافها …رغم الألم الذي كان يسحقني وقتها ، الا انني فعلتها بنفس راضية ، والان هما متزوجان وانا بأفضل حال من دي قبل .. وكل هذا من فضلك بعد الله سبحانه )
ربت العجوز بده على يدها وقال باسما
( تأكدي ان الله سيوعوضك بما هو افضل وخير لكِ …. انتِ فتاة طيبة وسيعطيك بقدر نيتكِ ، فقط اصبري )
ابتسم إستبرق وقال بإمتنان
( ان شاء الله !! )
اضافت إستبرق بعد لحظات قائلة بإهتمام
( ماذا يريد منك ذلك الرجل؟؟ … لماذا يلحق بك ؟؟! )
ارتبك العجوز بشدة لقاطعهما السائق في تلك اللحظة لحسن حظه قائلا
( هناك سيارة تلحق بنا سيدتي …. هل تعرفانهِ )
التفت إستبرق ورائها لترى سيارة بهاء يلحق بهما .. تستطيع رؤية ملامحه الغاصبة ..همست بخوف
( ياللهي …. يبدو ان اليوم طويل جدا ولن ينتهي بسهولة )
التفتت الى السائق تقول بترجي
( أرجو منك ان تزيد من سرعة السيارة قليلا … انه يقترب منها بسرعة كبيرة )
قال السائق بفتور
( لا أستطيع فعل ذلك … فهذا يعتبر مخالفة للقوانين ، وانا لا استطيع المجازفة )
همست به بغضب دون وعي
( تبا لك ولقوانينك … )
ظنت ان السائق لم يسمعها … الا ان اذناه الشبيهتان بأذن الحمار التقطتا صوتها الهامس ليتوقف عن السير فجأة وقال سائقها ببرود
( هل تكرمتما وخرجتما من سيارتي من فضلكما )
اتسعت عيناها بصدمة… وقالت بترجي أقرب من التوسل
( لا يمكنك ان تتوقف هنا سيقتنا ان وصل الينا …. اعذرني ارجوك انا اسفة .. انا اسفة جدا …. هيا تحرك رجاءا … لا تفعل هذا من اجلى ، افعله من اجل هذا العجوز المسكين …... عااااااااااا )
صرخة هلوعة صدرت منها عندما فُتح الباب بقوة ليظهر بهاء بهيئته الضخمة وتعود هي للخلف ملتسقة بظهرها للعجوز خلفها الذي كان هو ينظر اليه بحدقتيت مهتزتين .. جذبها بهاء من ساعدها وانزلها من السيارة بقوة وعنف وهو يقول بقسوة
( سأقتلك .. ستدفعين الثمن غاليا )
إرتجف إستبرق بخوف وقالت بهلع اكبر
( اتركني ايها الوحش القدر اللعين ..اترك يدي يا متخل .…..)
التفاتته الخطيرة و نظراته الغاضبة القاسية كانت كفيلة ان تجعها تبتلع كلماتها الاخيرة خوفا… من دفنها ..
هدر بصوت منخفض يدب الرعب في النفس
( انصحك الا تختبري صبري كثيرا … والا صدقيني لن تلومي غير نفسك .. ويكفي ما فعلتيه الى هذا الحد !! )
ارتجفت شفتيها بخوف وترقرقت عينيها بالدموع …. هذه المرة الثالثة التي يهددها فيها ، يستطيع ان يسحقها من امامة كحشرة لعينة
سمعت صوت العجور من خلفها مرة اخرى يقول بصوت مهتز
( اتركها يا بني … لم تفعل شيء سوى انها حاولت مساعدتي )
هذة المرة نظر اليه بهاء لتصبح ملامحه لينه قليلا … قليلا فقط ، ليرخي قبضته على ساعدها ثم يتركها تماما متجها اليه …ثم يمسك ذراعيه بيكتا يديه وقال بخفوت .. الا انه وصل الى مسامعها
( لماذا !؟… لماذا تفعلين هذا يا امي ؟… لقد بحث عنكِ كثيرا في كل مكان والان بعدما ان وجدتك لأعيدك لبيتكِ.… تريدين الهرب مجددا …. ما هذا التصرف الطفولي الذي تفعلهِ بالله عليكِ )
أنت تقرأ
ابتسمي لي
Storie d'amoreرواية درامية جميلة تبحر بكم في عالم الحب والإثارة ... لاتنسو التصويت اعطاء ارائكم في التعليقات