(4)

4 1 0
                                    

جوري...

كنت ارى اليأس والخوف في اعين الجميع، ما الذي اوقعنا انفسنا فيه، انا عادة اميل الي تصديق مثل هذه الامور عندما يحكيها الاخرون، ولكن لم اتخيل يوما ان اعيشها واقعا،

نظرت الي جسد تسنيم من الاعلى وتساءلت في نفسي هل اغمي عليها فقط ام ان وراء هذا السكون امراً اخر، امراً اكثر رعباً، اتذكر فيلما هنديا شاهدناه قبل شهرين عن مجموعة من الشباب دخلوا مشفى قديم ولم يخرج منها سوى فتاة واحدة على قيد الحياة.

نفضت هذه الافكار من ذهني تسنيم ستكون بخير ونحن كذلك، لاحظت ان السماء بدأت تهدأ وكذلك الامطار، الا انني لا اتوقع ظهور الشمس وراء هذه الغيوم الداكنة، لا ادري ولكن اتوقع ان الشمس قد غربت بالفعل.

هل شعر اهلنا باختفاءنا وهل يبحثون عنا في هذه الاجواء ام انهم لم يكتشفوا خروجنا بعد، اتوقع انهم سينتظرون ان تهدأ العاصفة اولا ليخرجوا للبحث عنا ولا اظن ابدا ان يخطر لهم وجودنا في هذا المنزل.

تذكرت امرا فاخرجت هاتفي وبدات انظر فيه واسرعت اضفط على لوحة المفاتيح واتصلت باول شخص خطر في بالي، ربما لانه كان يرافق ذهني لعدة ايام مما تسبب لي بتخيله في ارجاء هذا المنزل المخيف.

على كل حال لم يكن لدي امل بان ينجح الاتصال ففي افلام الرعب عادة تنقطع الشبكة في مثل هذه المواقف، الا انها تظل افلاما من وحي الخيال.

لا احد قد يتصور السرور الذي شعرت به عندما صمعت الصوت الذي يدل على أن الإتصال جاري.

الا ان ذلك السرور لم يدم لوقت طويل قبل ان يتحول الي صدمة مطلقة، كان صدى نغمة رنين الهاتف يتردد في آذننا ولو انني ما رأيت ملامح الاستغراب والفزع على وجوه الجميع لفكرت انني اتخيل اقفلت الخط على عجل فتوقفت النغمة وساد سكون مهيب ترافق مع ارتطام اخر قطرات المطر على الارض.

" ما كان هذا "

سألت ميسا باستغراب فقلت بكلمات متقطعة من التوتر

" كنت اجرب الاتصال لعلنا نوفق في طلب المساعدة ووو "

وكأنني اشرت الي نقطة كانت غائبة عن الجميع فاسرعن باخراج هواتفهن الا اليأس طغي عليهن سريعا وقد قالت ريم بخيبة أمل

" لا تغطية "

ثم قالت سنام

" جربي مجددا "

ايدتها ريم قائلة

" اجل اتصلي مجددا "

هل انا وحدي من لاحظ ان هاتف عصام يرن في هذا المنزل، حسنا أنا واثقة أنني لم أتخيل.

نظرت الي ميسا فكانت شاردة الذهن

نظرت الي هاتفي مجددا لاعاود الاتصال، إن كنت محقة بالفعل فيجب علينا الخروج من هنا بأسرع وقت، لفت انتباهي امرا غريبا في شاشة هاتفي فسالت ريم وانا اشير الي هاتفها برأسي

الإختبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن