(1)

36 2 0
                                    


سنام...

تجتمع العائلة في كل شهر عند جدتي، حيث تسكن في إحدى الأحياء الطرفية التي تتسم بأجواء الريف الساحرة، الشيء الذي يجعلني أتحمس كثيرا لهذه الزيارة، فليس هناك أجمل من اللحظات التي اقضيها على ظهر الفرس وأشق بها الريح عبر السهول والحقول الخضراء، حينها فقط أنسى نفسي وكل الهموم التي تثقل كاهلي، ولولا دراستي لكنت فكرت جدياً في الانتقال عند جدتي، أعني فقط سأفكر في ذلك ولكن فعلياً لا أظن انني سأفعل، فهناك الكثير من الاشياء التي ستحول دون ذلك، على كل حال لا اظن انه الوقت المناسب للحديث عن هذا، فلو كان الامر بيدي لعشت في كوخ خشبي على سطح القمر. نعم انا من الاشخاص الذين يعشقون الوحدة، واعشقها اكثر من اي شيء آخر. لست إنطوائية في الواقع فأنا أندمج بسرعة مع الآخرين وخصوصا أولئك الذين يروقون لي وهم ليسوا كثر في الواقع.

ومع ذلك أجد نفسي أميل الي الوحدة، هناك فكرة تراودني دائما، لم علينا أن نكون جزءاً من مشاكل غيرناً بينما نحن فعلياً نغوص في مشاكلنا الخاصة. لذا أنا أعشق المعقولة التي تقول طنش تعش، عش تنتعش، لن أسمح لأي شيء أن يفسد مزاجي.

كدت أن اخرج لولا أن الصوت المزمجر باسمي جعلني أتجمد في مكاني

" سناااام "

اغمضت عيني وانا انتظر العاصفة الهوجاء التي اقتحمت غرفتي خلال لحضات وبالتأكيد انها ابنة عمي جوري، وأظن انني اعرف سبب هذه الزيارة العاصفة.

" ساقتلك اليوم يا سنام "

تنهدت بسأم وقلت بضجر

" كنت سأعيدها لك اقسم لك ..."

" تباً هل كان من الصعب ان تستأذني؟ متى ستتعلمين الأصول "

" اف.. لا تضخمي الامر انها مجرد استعارة، وساعيد لك حقيبتك سالمة "

" اللعنة انت لا تفهمين اليس كذلك، لقد عبثت بأشيائي وحولت غرفتي الي فوضى عارمة، وبالكاد اجد موضع قدم فيها، لماذا؟ من أجل حقيبة كنت سأعيرها لك لو سألتني"

حسناً لا اظن انني سافوز بهذه المناظرة فجوري اليوم غاضبة، وأشك انني السبب الوحيد، ولكي لا تحرمني من فرصة استخدام حقيبتها علي ان أرخي الحبل من طرفي هذه المرة، لذا اقتربت منها ووضعت يدي على كتفها وقلت بلين،

" حسنا حبيبتي جوري... "

" توقفي لن تخدعيني هذه المرة، ستعيدين ترتيب غرفتي كما كانت، واعيدي لي حقيبتي الآن، واياك وان تعتب قدمك باب غرفتي"

نظرت الي هيئتها الغاضبة، عينيها تتطاير شرراً، وأعصابها مشدودة، حجابها مرمي حول رقبتها شعرها الكثيف مرفوع للاعلى باهمال بمشبك صغير يكاد يضيع بين خصل شعرها،

كانت ابنة عمي اطول مني بعدة سنتمترات ولكنني الان اشعر بانها تفوقني أمتاراً، ومع ذلك كان من الصعب ان استسلم فانا بحاجة الي حقيبة ظهرها من اجل الرحلة.

الإختبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن