جلستنا الصباحية في منزل جدتي عادة تكون تحت اشجار المانجو الباسقة في الجزء الخلفي من المنزل، وليس هناك اجمل من رائحة ثمار المانجو في موسم النضوج، ومع القهوة والفطائر التي تعدها والدة جوري تكتمل جلستنا الشبابية المعتادة في الايام التي نقضيها عند جدتي، كان كل واحد منهم يحمل رزمة من الاوراق بينما اترقبهم بتوتر انتظر ابداء أرائهم وكانت او من تحدث سنام التي قالت بتذمر
" هل انت جادة لقد كسرت ذراعي وكدت أنتحر؟ "
كنت ساقول شيئا لولا تدخل منير الذي قال
" ما بك سنام انها مجرد قصة "
قالت سنام بامتعاط
" يعجبك الوضع اليس كذلك سيد منير كيف لا وقد اظهرتك بمنظر البطل المقدام المراعي جدا والشهم جدا"
اضافت تسنيم ضاحكة
" ولا تنسي العاشق ايضا "
قذفتها سنام بوسادة صغيرة كانت تتكأ عليها فقالت تسنيم
" ماذا اليس ذلك حقيقيا "
" يا لك من زوجة وفية، الم تتذكري ان تذكريني ولو بتفصيل صغير في قصتك المشوقة "
التفت للجالس بجانب والذي مال برأسه هامسا لكي لا يسمعه أحد فابتسمت وقلت بذات الهمس
" لست زوجتك بعد وتوقف عن الصبيانية ظننت انني اخبرتك ان القصة من اجل البنات "
قال ممتعطا ولا يبدو عليه الاقتناع
" اجل ولكنك لم تنسي ذكر زوج جوري ومنير وحتى تسنيم من الواضح انك راعيتها ومع ذلك لم تتأتي بذكر اي شيء عنا "
رفعت حاجبي وقلت
" عنا! وكيف ذلك "
رفع كتفيه وقال ببساطة
" اظن انك كنت تخشين ان تفضحي مشاعرك ان كتبت عني"
وجهت اليه لكمة خفيفة في صدره وقلت
"هذا ما ترجوه ولكن لا شيء من هذا القبيل، انا فقط لم اجد دورا يناسبك "
" ولكن من قصي هذا "
التفت لخالي يامن الذي كان يحمل اخر جزء من قصتي ويحركها في الهواء بينما ينظر الي ،هو شقيق تسنيم ويصغرها بعامين ثم تنقلت بنظري لتسنيم كانت تنظر الي بتهديد وفي حركة سريعة لم ينتبه اليها احد من الموجودين أشارت الي رقبتها ممرة يدها عليه فقلت بتعلثم
" كما قلت معيد في الكلية "
اضاف ناظرا الي الصفحة الاخير
" وما حكايته باختي "
ما به يامن حتى منير ومنذر لم يعلقا على تلميحي الصغير بخصوص خالتي واستاذها المعيد قلت رافعة يدي بحركة دافعية وقد توترت من انظار الجميع نحوي وقد بدا ان الجميع لديه نفس الفضول
" لا لا لا حكاية بينهما، بل بالعكس تسنيم لا تطيقه لانه يكثر من طلب الفروض والبحوث واردت ان اثير غيظها لا اكثر "
قالت تسنيم بهدوء مميلة ثغرها
" من الافضل ان لا يقرأ قصتك هذه والا سارسلك انت وهو الي المريخ "
من الواضح ان معظمهم لم يقتنع الا انهم تجاهلوا الامر، وقد نسوا الامر ما ان انطلقت نغمة رنين نعرف صاحبه جيدا وكالرادار التفت الجميع ينظر الي ملامح جوري التي علت الحمر خدها حينها تلعثمت مثلي قبل قليل بل واكثر قائلة
" ماذااا لم تنظرون الي هكذا "
قال حينها منذر متمتا بملل
" لا شيء حبيبتي فقد لو تخفيفين انت وصاحبك هذه الاتصالات بالله عليك الا يمل من صوتك "
شعرت جوري بالاحراج الا انها قالت مدافعة عن نفسها
" ماذا يا اخي هل نسيت نفسك ايام خطبتك كنت تتحدث طوال الليل حتى ان عينيك لا تغادر شاشة الهاتف في انتظار رسالة منها "
حدجها منذر بنظرة حادة جعلها تنهض راكضة ولم تنس ان تأخذ هاتفها بالطبع.
وكادت تصتدم بنغم ابنة ميسا التي كانت في الثالثة من عمرها.
تزوجت اختي بوالد نغم قبل اربع سنوات وكان محاميا زميلا لها الا انه مسافر الآن من أجل العمل.
ميسا تحب ابنتها كثيرا بل هي نقطة ضعفها الوحيدة وكما المتوقع فتحت ذراعيها لابنتها التي قفزت الي حضنها وقالت شيئا في اذنها جعلت ميسا تبتسم لها وهي تمسح على رأسها ثم وقفت وهي تحملها واستأذنت مغادرة الي داخل المنزل، توالت الاحاديث بعدها لم تخلو من مناوشات منير وسنام وتعليقات تسنيم ويامن اما منذر فكان كما قالت جوري قبل قليل يحدق بشاشة هاتفه وكان من الواضح انه مندمج جدا.
تم بحمد الله
أنت تقرأ
الإختبار
Horrorجميعنا نمتلك نقاط ضعف ندفنها عميقا، كيف سيكون وضعك أن وقفت وجها لوجه أمام مخاوفك، ولكن إعلم هنا لا خيار أمامك إلا لمواجهتك وإلا ستبقى في حلقة مفرغة لا نهاية له.