قلت بحيرة وانا استند على سطح مكتبتي
" لم أكتب قصة رعب من قبل فمن أين أجد فكرة مناسبة "
تحركت شقيقتي نحو خزانتها قائلة
" ما هو أكثر شيء يثير رعبك، فكري في هذا وستجدين فكرتك "
رفعت رأسي انظر اليها بشرود وقلت بهمس
" الظلال ؟؟!"
التفتت نحوي بإستغراب عاقدة حاجبيها
ثم ضحكت قائلة بسخرية
" تخافين الظلال هل أنت جادة ؟؟!"
قلت بابتسامة محرجة
" وماذا في ذلك انت أيضا تخافين من القطط رغم أنها من الطف الحيوانات "
سحبت إحدى مناماتها ثم أغلقت الباب متجهة نحوي قائلة بإمتعاط
" أولا انا لا اخاف القطط.
انا أكرهها.
وثانياً هي ليست لطيفة، بل مقززة "
قلت مبتسمة
" هذا في رأيك فقط "
هزت كتفيها بعدم اكتراث وفتحت باب غرفتنا المشتركة وقبل خروجها مالت بجزعها قليلا وقالت بابتسامة
" أحب ان أسمع قصة خوفك من الظلال في وقت لاحق، أما الآن لم لا تجربين الغوص في مخاوفك أظنها طريقة جيدة لإيجاد فكرة مناسبة"
ابتسمت لها وهززت راسي بنعم ثم نظرت لمنشور المسابقة وشردت بذهني قليلا ،لا خلفية لدي عن قصص الرعب فانا لم اقرأ رواية رعب من قبل ولم افكر يوما بكتابة هذا النوع من القصص ،لو انني كنت أشاهد أفلام الرعب مع شقيقتي كانت لتكون لدي فكرة عامة على الأقل.
تنهدت بعجز وانا أنظر لكمية الاوراق المجعدة والمرمية فوق مكتبي نتيجة محاولاتي الفاشلة في خلق حبكة مرعبة تستحق المشاركة في مسابقة كهذه، فكرت بما قالته اختي قبل قليل، ورددته بصوت هامس مسموع
" الغوص في مخاوفنا الشخصية. قد تكون فكرة جيدة "
قمت بحماس ابحث عن هاتفي المحمول وقد خطرت في ذهني فكرة تستحق المجازفة لأجلها.
كتبت مجموعة من الرسائل الي عدة اشخاص سيجدونها في الصباح عندما يستيقظون، بينما جلست انا باعتدال على مكتبتي والحماس يشتعل في داخلي وبدات بكتابة كل ما سأحتاج اليه لتنفيذ خطتي، ودونت الأفكار المبدئية.
عندما خرجت شقيقتي كنت منغمسة في ما كنت افعل فاستندت بيدها على الطاولة قائلة
" يبدو انك وجدت الفكرة التي تنشدينها"
قلت بدون ان انظر اليها
" شيء من هذا القبيل "
وقفت لفترة ثم قالت متجه نحو سريرها
" اطفيء النور اذا إنتهيت اريد ان انام، على عكسك لدي عمل في الغد ولا اريد ان ابدو كالباندا "
نظرت اليها بضيق وقلت
" ماذا تعنين، أنا أبدو كالباندا؟"
قالت بدون اهتمام مولية ظهرها
"انظري الي المرآة وستعرفين ما اقصد، ان لم تتوقفي عن السهر والكتابة ستخيفين من ينظر اليك قريبا، وتصحيح، أنت كالباندا العجوز "
تجاهلتها وعدت الي اوراقي وانخرطت فيها حتى جاءني صوتها قائلا
"اذا عن ماذا تتمحور فكرتك "
في العادة لا تهتم شقيقتي كثيرا بالقصص التي اكتبها مما جعلني استغرب سؤالها الا انني اجبتها قائلة
"ارسلت رسائل للبنات استفسر عن مخاوفهم والمواقف المرعبة التي تعرضوا لها ومنها سأقوم بتأليف حبكة على اساسها "
تثائبت واضعة كفها امام ثغرها ثم قالت بنينما تسحب الغطاء فوق جسدها
" من تعنين بالبنات "
" بالتأكيد اعني جوري وتسنيم وسنام "
هزت راسها ثم قالت بضجر
" نعم لقد نسيت ان علاقاتك لا تتجاوز حدود هؤلاء الفتيات المملات. اذا هل لديك فكرة ان كانوا سيذهبون لزيارة جدي نهاية الإسبوع"
قلت بينما لا ازال استمر في الكتابة
" تسنيم قالت انها ذاهبة وجوري ولم تذكر شيئا اما سنام تدركين انها لن تفوت الفرصة "
همست قائلة
"جيد "
التفت اليها رافعة حاجبي وكنت انوي سبب سؤالها اذ انني ادرك تماما انها بعيدة كل البعد عن الاهتمام بامر الفتيات، ثم هي قالت سابقا انها لا تود الذهاب فلم قد تسأل عن من يذهب، نظرت إليها بشك واردت سؤالها إلا انها كانت تغط في نوم عميق.
فرفعت كتفي بإستغراب وعدت لما كنت افعل وقد رسمت خطة حبكة رائعة قد تؤتي ثمارها، مع اضافة بعد التعديل. وبعد ساعتين من العمل قررت ان اخلد للنوم. فأمامي عمل كثير يجب أن يكون جاهزاً قبل أن نجتمع في منزل الجدة.
أنت تقرأ
الإختبار
Terrorجميعنا نمتلك نقاط ضعف ندفنها عميقا، كيف سيكون وضعك أن وقفت وجها لوجه أمام مخاوفك، ولكن إعلم هنا لا خيار أمامك إلا لمواجهتك وإلا ستبقى في حلقة مفرغة لا نهاية له.