استيقظت صباح اليوم التالي والطمأنينة تغمر قلبي ،
فتحت ستائر غرفتي يومها وسمحت لضوء الشمس الذهبي الدافئ بالدخول ليغمرني بالدفء معه ، رتبت أغراضي وغرفتي وعطرتها ومشطت شعري وزينت نفسي بشكل جميل ، ونظرت للمرأة وشعرت أخيراً وبعد مضي وقت طويل بأنني جميلة.
وبعد كل هذه الاستعدادات خرجت من غرفتي وابتسامة حلوة مرتسمة على ثغري لأرى أمي تعد الفطائر المفضلة لي وأبي يحتسي القهوة على الطاولة ويقرأ جريدته اليومية
وكم أعجبتني تلك الصورة السعيدة وغمرتني بالحب حتى حاولت إدخال نفسي فيها
وحاولت أن أصبح عليهم وأزيد الصباح جمالاً فبعد أسبوع مرير من الصمت ألن يسعد والداي لسماعي أتحدث أخيراً وأخرج من قوقعتي؟
ولكن لا شيء خرج من حلقي ، نطقت الكلام ولكني لم أسمعه ، لم يتردد صوتي في الأرجاء ولم يلتفت لي أحد ،
حاولت مجدداً وبقوة أكبر ولكن ومرة أخرى لا شيئ ، كل ما كان يسمع في الارجاء هو صوت الفطائر على المقلاة وارتشاف القهوة،
أما صوتي فقد كان ضائعاً مثلي في الارجاء ، لا يعلم أي طريق يسلكه ليخرج للنور ويسمع.
شعرت بالهلع حينها وأصبحت أحاول بشكل أقوى وأقوى ولكن الكلمات أبت الخروج
ركضت هلعةً لوالدتي أهز كتفيها ودموعي تكاد تنهمر من عيناي ، لا أعرف وصفاً لشعوري حينها ، ولكنني شعرت بالعجز شعرت بالخوف وشعرت أيضاً بأنني أعاقب ، أعاقب على أسمي القبيح المقترن بجهنم هذا ، ترددت كلمات الفتيات في رأسي من جديد وصراخهن بانني كافرة وأنني سأدخل جهنم وأنني شيطان مشؤوم ، ولأول مرة كنت بدأت أصدق كل كلماتهن وظننت حينها أنني حقاً شيطانة وأنني اعاقب
وبعد دوامة الهلع هذه أغشي علي .وبعد عدة ساعات طوال على أهلي استيقظت أخيراً وأمامي ممرضة جميلة ترتدي الأبيض كالملائكة وتكتب شيئاً في دفتر ملاحظات أخبرتني أنني بخير وأن ضغط دمي فقط قد هبط قليلاً ، ووددت حينها كثيراً أن أخبرها بأنني لست بخير وأني أشعر بشعور مرير يؤلم قلبي ولكنني لم أستطع فالكلمات أبت الخروج وصوتي لم يسمع .
وبعد لحظات عانقتني والدتي ووالدي وجاء الطبيب الذي بدأ يسألني أسئلة عن ما اشعر به الآن وأشياء من هذا القبيل ، ولكنني لم استطع الإجابة عنها ، وحاولت حينها أن اشرح له ما بي ولكنه لم يفهم لذا أشرت للممرضة بأن تقترب وسحبت منها دفترها وكتبت به عبارةً ألمت قلبي كثيراً
" لا أستطيع الكلام"
حينها نظر الطبيب إلي بقلق طفيف ونادى والداي ليتحدث معهما وعند نهاية ذلك الحديث بدأت والدتي في البكاء وظهرت ملامح الهلع على والدي دائم الهدوء .
أنت تقرأ
لظى:من أنا؟
Kurzgeschichtenمابين العالم الملموس والعالم الافتراضي ، مابين لظى وجمان اعيش انا ، فتاة مجهولة الهوية والشخصية. -إحدى القصص الأعلى تقييماً في دورة "سيبزغ فجري".