النهاية

31 6 10
                                    

مكثت هكذا لأيام ، مختبئة في فراشي وهاربة من ضجيج الحياة ، أحاول الهروب من التفكير في أي شيء وكل شيء حتى نهار إحدى الأيام عندما شب شجار كبير بين والداي ، لم اسمع والداي يوماً يتشاجران بل إنني لم أسمع والدي يصرخ هكذا في حياتي ، كان نقاشاً حاداً جداً عني ، يلوم فيه والدي والدتي على كل شيء وعلى حالة الضعف والوهن التي وصلت لها بسبب هوسها بالعيب والحسد وآراء الناس ، اخبرها أنها دمرتني وأنه شارك في تدميري معها لقبوله دوماً بما كانت تفعله ، حتى بدأت أمي تدخل في نوبة بكاء مريرة ، كان بكائها حاراً موجعاً للقلب كبكاء طفل رضيع ، آلم قلبي كثيراً صوتها المتألم وشهقاتها العالية ، فخرجت من غرفتي ووقفت أمامها محاولةً لفت انتباهها تجاهي وعندما نجحت في ذلك نظرت إلي بنظرة يستحيل علي نسيانها ، كانت وكأنما تأسفت لكل ذكرى من ذكرياتي المؤلمة وكأنما عانقت روحي ، كانت نظرة اسف حقيقية ، نظرة موجعة تؤلم الفؤاد ، وحين انقطع التواصل البصري بيننا والذي دام لثواني معدودات غمرتني في حضنها ومسدت على شعري ببطء شديد غمرني بإحساس لطيف وحلو ثم ربت أبي على كتفي مواسياً ومتأسفاً لها على مابدر منه ، واختتم هذا الحدث بأن روت لي امي قصتها مع الحسد وايمانها الشديد به فقالت انها عُودت ومنذ طفولتها على تعليق كل اخطائها على شمعة الحسد فما ان يتمزق احد فساتينها او تسقط احدى خصلات شعرها حتى تبدأ امها باطلاق الدعوات على من حسدها واصابها بالعين كما تقول ،وكل هذا اختتم برسوبها في الجامعة فلطالما كانت طالبة متفوقة وكان حلمها التخرج والحصول على منحة لدراسة الماجستير في الخارج ولكنها ما ان رسبت حتى اقنعتها امها بانها لن تنجح ابداً لانها حسدت واصيبت بالعين ، وهكذا نهايةً مع تأخرها في الانجاب ومع توالي احداث حياتها وازدياد الفكرة كبراً في عقلها حتى باتت مؤمنة ايماناً راسخاً ان الحسد سبب كل اخفاقاتها متناسية اننا يجب ان نفشل ونحاول لننجح وان كل شيء ماهو الا قضاء وقدر وناتج لجهودنا .

بعد نقاش طويل مع أمي  يومها وشجارات عدة لها مع والدي اقتنعت أخيراً بأن تسمح لي بزيارة طبيب نفسي
لذا وكمحاولة أولى للتقدم قدماً وبدأ حياة جديدة أردت مشاركتكم ما مررت به
ورجاءً توقفوا عن إيذاء غيركم ولو بالكلام الذي تعدونه تافهاّ ، فكلمة تظنها تافهة قد تعلق في عقل أحدهم وتفسد عليه حياته ، اخيراً لازلت أكره اسمي ولكنني سأحب نفسي فشخصياتنا هي ماتمثلنا
أما أسمائنا، أشكالنا ، ألواننا ،أهالينا ومعتقداتهم وأوطاننا كلها أشياء شكلية لم نخترها ولم يكن لنا يد فيها ، لذا لا يحق لها تمثيلنا.
دمتم بود ودمتم بسلام.

شكراً لقرأتكم هذه القصة بعنوان " لظى : من أنا"
كتبت هذه القصة وحاولت التكلم فيها عن عدة مواضيع شائكة في المجتمع بطريقة مختصرة  مثل التنمر والهوس بالخوف من الحسد والهوس بالاهتمام برأيي المجتمع..إلى آخره.
حاولت التطرق إلى هذه المواضيع مع بطلتي لظى وإعذروني إن كان أسلوبي في السرد غير متقن لأنني كنت منقطعة عن الكتابة منذ 2017 تقريباً ، أيضاً هذه مرتي الأولى في كتابة نهاية لقصة ما لأنني وللأسف دوماً ما ابدأ  بالكتابة ولا أنهي ما اكتبه لذا رجاءً أفيدوني برأيكم عن القصة مجملاً وفكرتها والسرد والنهاية وأرجو منكم مساعدتي بأي نقد بناء أو خطأ  إملائي سهوت عنه وشكراً لكم.

انتهت بحمدالله
15/12/2020

🎉 لقد انتهيت من قراءة لظى:من أنا؟ 🎉
لظى:من أنا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن