سَــنَد "مكتملة"

Chapter ::10::

يؤذينا العجز، عجزنا التام عن النسيان.
نحن الذين بقينا مرهونين بكل الأشياء التي مرّت وغابت، لمَ يبدو النسيان لنا طويلًا وشاهقًا إلى هذا الحد؟🖤

*****

مازال الامر يتعبه و يرهق تفكيره .. تلك الصورة التي بناها بعقله تصدعت و بدأت بالفعل بالانهيار .. لم يعد يعي ما حوله .. كل شئ بالنسبة له أصبح مشوش .. تلك الكلمات .. ذلك الموقف .. تلك الظروف .. كل شئ أصبح ضده فجأة .. الان هو يشعر بأنه واقع بدوامة من الظلام الذي حاوطه من كل الاتجاهات .. الان ماذا يفعل ؟ .. هو مشوش !

راقبه الشاب العشريني باستغراب .. منذ جاء و هو شارد و لا يتكلم ! .. ما به يا تري .؟

مالبث أن خاطبه مستغرباً :
" آلين ما بك ؟ "

و تزامن قوله مع لمس كتف الصبي الذي خرج من شروده ليحدق بعين لويس بهدوء ، فسأله مجدداً بنبرة هادئة :" هل أنت بخير ؟ .. هل حدث شئ ؟ "

أخفض آلين عيناه و همس بهدوء :" لا تقلق لويس أنا بخير ، فقط بعض المشاكل لا تهتم ."

لا يهتم ؟! .. غريب ! .. هو حزين بسبب شئ ما و لكنه لا يريد إخباره !

رن الجرس ليخرج الاثنان من تفكيرهما فينطق لويس بينما يخرج من المخزن :" هناك زبائن بالاعلي .. إغسل وجهك و تعال ورائي يا آل ثم سنتكلم فيما بعد ."

:" حاضر ."

أجابه بخفوت قبل أن يقف و يتجه لدورة المياة ليغسل وجهه قبل أن يخرج .. هو حتى لا يستطيع الابتسام بكذب !

بالاعلي ابتسم لويس باستغراب و الاخر يُملي عليه طلبه الغريب لينطق بسخرية لم تظهر الا قليلاً :" يبدو انك اول مرة تنتقي كتاب لولد صغير و لا تعرف ذوقه ؟ .. تمزح ! "

ابتسم المعني و أجابه :" بالفعل أول مرة ، ألا تستطيع معرفة قصدي بكتاب مغامرات و أكشن للأطفال يحبونه ؟ "

ضم لويس شفتيه و نطق بابتسامة :" لا بأس بعدم معرفتي لمقصدك لكن أظن أن آلين يعرف سأناديه لك .. هو الذي يستطيع معرفة طلبك .؟

و إلتفت لويس ينادي آلين و لم ينتبه علي سُحنة الشاب الذي تغيرت و هو يحاول تكذيب سمعه .. آلين ؟ .. عمل ؟ .. مكتبة و بيع ؟! .. بالتأكيد لقد جن لهذا يفكر بتلك الطريقة الحمقاء ! فشقيقه حتى لا يستطيع قليّ بيضة !

:" ما هو طلبك سيدي ؟ "

سأله حين خرج و لم ترتفع عيناه ليرى المصدوم من تواجده هنا و قد إرتفع منسوب غضبه تدريجياً لكنه بالكاد تمالك نفسه و خاصةً حين أمسكه كلاً من لوكا و ماكس يربتان علي كتفيه لكي يفكر قبل أن يقدم علي فعل أي شئ .