Chapter ::17::

2.2K 187 146
                                    


الألم يثقل لحظة بلحظة ، الأمر لم يعد كالسابق أن تشعر بضيق و تنساب الدموع و تنصت لموسيقى حزينة أو أحد الفنانين الهابطين بكلمات تودي بك لحزن مفتعل ..
لا ...
الألم يشل حركتي، يوخز قلبي بإستمرار .. الألم يشحب وجهي، و يُذيب ابتسامتي..ترتعد يداي ،تلفت أعصابها، الألم يجعلني هش متصنع أبله أضحك بشراهة و كأنني أريد ان أُسُمع نفسي صوتي أن أجعلها تتنبه أنني هنا ..
أضحك وأقول كل شيء جيد وأضحك وأضحك وقلبي يعتصر أبتلع غصتي
أكُابر
إلى متى..؟!
الفقد...
النجاة الوحيد هي الموت
نعم ليست فكرة سوداوية ولست مكتئب طبيبي النفسي أكد صحة ذلك
رغم الكثير من المسكنات و المهدئات أكد أن ليس هناك أمر جديد عالمي منطفئ لا أرى شيء..

****

سيارة مسرعة تشق الطريق نحو القصر .. إبتسامة الصغير و ضحكاته العذبة كانت تعبر عن فرحتهما بينما يحيطان به ..

" سنرى ديفيد صحيح ماما ؟ "

سأل الطفل ذو الثلاث سنوات ببراءة لتجيبه أمه بإيماءة فقد غابوا ثلاثتهم خارج المنزل بسبب العمل ليتركوا ديفيد عند أسرة كريستوفر بعدما رفض الذهاب معهم و بقى مع عمه مايكل ..

" أدفئ نفسك صغيري بالوشاح الخاص بي."

تكلمت جوليا بابتسامة بينما تلف الوشاح حول رقبة صغيرها ..

ظهرت شاحنة خلفهم و بأقل من ثانية ارتجت سيارة كريستوفر بقوة ليصرخ الصغير بفزع :

" ماما ، بابا أنا خائف ."

كانت تلك أخر الكلمات التي قيلت قبل أن يغمض عيناه بحضن والدته التي تمسكت به و السيارة تتشقلب علي الطريق ....

----

شهقة باكية بينما يبعد ذلك الوشاح عنه و يجلس أرضاً .. أخفى وجهه بكفيه حينما تذكر أن والدته أعطته ذلك الوشاح .. لا يعلم كيف تذكر الحادثة لكنه حين رأي الوشاح بحقيبة الملابس جاءت تلك المشاهد مشوشة بعقله لكنه يتذكر جيداً الان أنه كان معهم !

#آلين..!!

هل كنت مع أبي و أمي يوم الحادث ؟ ..أنا لا أذكر شئ أبداً .. لكن لما أشعر أني كنت معهم ؟ .. هل أخي يخفي علي شئً ؟!

نهضت لأبحث عنه .. أمس ظل يعاقبني إلي أن سمح لي بالنزول عن ذلك الحائط بعدما آلمني جسدي .. لكن اليوم إستيقظت و لم أجده فقط رسالة يخبرني فيها أنه قد ذهب للمهمة لذلك من كثرة الملل ذهبت لأعبث بملابسه لكني وجدت وشاح أمي الذي أعطته لي .. أنا لا أذكر الا ذلك لكني لم أكن أتذكر أني كنت معهما بالحادث ! .. لكن أخي أخبرني أني لم أكن معهما فلما أنا متأكد أني كنت معهما ؟! .. لما يكذب عليّ؟!

جلست علي المقاعد بالخارج بإنزعاج .. حلقى يؤلمني منبهاً لي أني أكتم كثيراً داخلي لكني لا أريد البكاء الان .. ليس الان علي الاقل .

سَــنَد "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن