"الطُّفُولَةُ" Episode 1

22.8K 144 6
                                    

قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا 👈SaFwAnALB

✪✪✪

كُنتُ طِفْلاً عائِدًاً مِنْ الْمَدرَسَةِ اقفزْ كَأَرنبٍ صغِيرٍ دَاخِل بُستَان ، كَأَني اقفِزْ عَلَى بيَانُو كَبِيرِ الْحَجم مِن نُوتَة إلى نُوتَة ، كُنتُ أَعُود كُلَّ يَومٍ لِأَرى أُنَاسٌ تَحمِل رَجُلاً مُستَلقٍ عَلَى ظَهْرِهِ مُلتَفّاً بِغِطَاء ابْيَض لِتَدخُل هَذِهِ الصَّرَخَات وَ الهُتَافَات الذِي لَمْ افهَم مَعنَاهَا "يَا خَالِدُ ابْنَ الْوَلِيدِ جِئْنَاكَ بِشَهِيدٌ جَدِيدٌ" مَنْ خالد هذا ؟ وَ مَن هوَ شَهِيد ؟!

لِأَعُودَ إِلَى الْمَنْزِلِ لِتَسْتَقْبِلَنِي وَالِدَتِي وَانًا دَاخِلِي سُؤَالًاً وَاحِدًاً لَا غَيْرَ !

لِتَنْظُرَ لِي مُبْتَسِمَةً قَائِلَةً : هَلْ أَنْتَ جَائِعٌ ؟!

لِأَنْظَرَ إِلَيْهَا مُتَنَهِّدًاً مُتَسَائِلًاً : مَنْ هُوَ خَالِدٌ يَا أُمِّي ؟!

اسْتَغْرَبْتُ وَالِدَتِي سُؤَالِي هَذَا مُتَعَجِّبَةٌ : مَنْ خَالِدٍ هَذَا ؟!

أَجَبْتُهَا وَانًا مَلْهُوفًاً لِأَجِدَ الْإِجَابَةَ : خَالِدُ ابْنُ الْوَلِيدِ ! ..

لِتَرْتَسِمَ بَسْمَةٌ عَلَى ثَغْرِ وَالِدَتِي ، لِتَتَقَدَّمَ بِضْعَةُ خُطُوَاتٍ مِنْ ثَمَّ تَنْحَنِي وَ تَجْلِسُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَهِيَ تَضَعُ يَدِهَا عَلَى كَتِفِي وَ تَنْظُرُ لِعَيْنَايَ بِلَمْعَةِ شَوْقٍ وَ طَمَأْنِينَةٍ لِتَرُدَّ : انْظُرْ يَا بُنَيَّ ، غَدًاً عِنْدَمَا تَكَبَّرُ وَ تُصْبِحُ رَجُلٌ شُجَاعٌ قَوِيٌّ سَتَرَى خَالِدٌ وَ سَتَأْخُذُنَا مَعَكَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ  ..

لَأَزَلْتُ لِمَ افْهَمِ ايَّ شَيْءٍ بَعْدُ ؟! ..

نَظَرْتُ إِلَيْهَا سَائِلًاً مُتَعَجِّبًاً تَائِهًاً : كَيْفَ ؟! وَ أَيْنَ هُوَ أَلْأَنْ ؟!

زَادَتْ تَبَسُّمًاً وَ اجَابَتْ : فِي الْأَعْلَى ؛ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ سَتَلْتَقِي بِهِ عِنْدَمَا تُحَارِبُ أُولَئِكَ الْأَوْغَادَ !

ابْتَسَمْتُ بِبُطْءٍ وَ سَأَلْتُهَا سُؤَالِي الْأُخَرَ : وَ مِنْ شَهِيدٍ ؟!

أَجَابَتْ : هُوَ الْفَوْزُ ، عِنْدَمَا تُحَاوِلُ رَفْعَ رَايَتِنَا الْفِلَسْطِينِيَّةِ فَوْقَ أَرَاضِينَا وَ يَقْتُلُكَ أَبْنَاءُ الصِّ*هِيو*نِيَّةً، وَ أَضَعُ يَدِي فَوْقَ شَفَتَايْ وَ أَطْلَقَ الزَّغَارِيدَ مَعَ الدَّمْعِ الَّذِي سَيَمْلَئُ عَيْنَايَ إِلَى أَنْ يَصِلَ صَوْتَي يَافَا ..

لَقَدْ أَدْمَعَتْ عُيُونُ أُمِّي وَهِيَ تُخَاطِبُنِي ؟!

وَ لَكِنَّ كَلَامَهَا شَرْحُ صَدْرِي وَ افْرِزْ شَوْقِي لِخَالِدٍ وَ هَذِهِ الشَّهَادَةُ وَ ارِيدُ الْفَوْزَ بِالتَّأْكِيدِ !

جِنِينْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن