Episode 6 "الْقَهْرُ"

5K 62 7
                                    

قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا "تَابعنِي"👈SaFwAnALB

✪✪✪

تَمّرُّ الْأَيَّامُ وَ جِنِينْ لَازَالَتْ تَفْقِدُ الْأَبْنَاءَ ، وَ لَأَزَالَ الْبَحْثُ قَائِمًاً عَنْ بَقِيَّةِ الَّذِينَ فُقِدُوا خِلَالَ هَذِهِ الْأَحْدَاثِ ، وَ لَا حَدِيثَ الْيَوْمَ إِلَّا عَنْ الْإِعْمَارِ وَ لَهْفَةِ الدُّوَلِ لِلْإِصْلَاحِ، هِمْ، يُرِيدُونَ إِصْلَاحَ الْحِجَارَةِ الَّتِي تَبَعْثَرَتْ وَ مَنْ سَيُصْلِحُ الْقُلُوبَ الَّتِي تَكَسَّرَتْ ؟! يَنْتَظِرُونَ "نِهَايَةَ الْحَرْبِ لِإِظْهَارِ الْكَرَمِ وَ فِي اثْنَاءِهَا أُصِيبُوا بِالْعَمَى وَ الشَّلَلِ".

_ مَا فَائِدَةُ الْإِصْلَاحِ الْيَوْمَ إِنْ كَانَتْ سَتَسْقُطُ مَرَّةً أُخْرَى غَدًاً؟ وَ إِنْ عَادَتْ الْبُيُوتُ مَنْ سَيُعِيدُ أَعْمِدَتّهَا "الْآبَاءَ وَ الْأَشِقَّاءَ وَ الْأُمَّهَاتِ!" .

بِعِدَّةٍ عِدَّةَ أَيَّامٍ
٣٠ نِيسَانَ ٢٠٠٢ /30 ابْرِيلَ 2002 صَبَاحًاً ..

اسْتَيْقَظْتُ ذَاكَ الْيَوْمَ عَلَى الضَّجَّةِ الَّتِي فِي الْخَارِجِ ، فَتِحَتُ عَيْنَايَ بِبُطْءٍ مُتَكَاسِلًاً وَ نَهَضْتُ مِنْ عَلَى السَّرِيرِ وَ اتَّجَهْتُ الَى مُنْتَصَفِ الْمَنْزِلِ مُتَمَايِلًاً بِبُطْءٍ لِأَرَى وَالِدَتَي جَالِسَةً فِي وَسَطِ الْمَنْزِلِ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ هِيَ تَرْتَدِي لِبَاسَ الصَّلَاةِ وَ الدَّمْعُ يَنْهَمِرُ مِنْ عَيْنَيْهَا ، عَلَى مَا يَبْدُوا تَذَكَّرْتْ وَالِدِي ! وَ هَلْ وَالِدِي يُنْسَى ؟! ، وَ عِنْدَمَا رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا ؛ رَأَتْنِي ! لِهَذَا بِسُرْعَةٍ مَسَحَتْ خَدَّيْهَا وَ عَيْنَيْهَا وَ كَأَنَّهَا لَمْ تَرِدْ أَنْ أَرَاهَا وَ هِيَ تَبْكِ ! ، لِتَبْتَسِمَ قَائِلَةً : صَبَاحُ الْخَيْرِ يَا بُنَيَّ !

تَقَدَّمْتُ إِلَيْهَا وَ انَا امْسَحْ عُيُونِي بِكِلْتَا يَدَايَ وَ أنَا أَيْضًاً قَائِلًاً : صَبَاحُ الْخَيْرِ ..

عِنْدَهَا وَالِدَتِي اغْلَقَتِ الْمُصْحَفَ وَ قَبَّلْتًهُ وَ وَضَعْتْهُ جَانِبًاً عَلَى الطَّاوِلَةِ الْخَاصَّةِ بِهِ وَنَهَضْتْ وَ هِيَ تَقُول : هَيَا اذْهَبْ لِغَسْلِ وَجْهِكَ وَ انَا سَأُجْهِزُ لَكَ الْفُطُورَ هِيًّا .

ذَهَبَتْ وَالِدَتِي الَى الْمَطْبَخِ وَ انَا خَجَلْتُ حَتَّى أَنِ اسْأَلْهَا إِنْ كَانَتْ تَبَكِ اوْ لَا !؟ ، اتَّجَهْتُ الَى الْحَمَّامِ وَ غَسَلْتُ وَجْهِي وَ عَدْتُ لِأَجْلِسَ فِي وَسَطِ الْمَنْزِلِ وَ انَا انْتَظِرْ وَالِدَتِي ! ..

الَى انْ جَاءَتْ وَالِدَتِي و فِي يَدِهَا سَفْرَةٌ عَلَيْهَا صُحُونْ الزَّيْتُ وَالزَّعْتَرُ وَ الْخُبْزُ الْقَدِيمُ ، وَ هَلْ يُوجَدُ غَيْرُ هَذَا لِنَأْكُلَهُ ! . لَطَالَمَا عَلَّمَنّي وَالِدِي أَنْ أَقُولَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَهْمَا كَانَتْ الْأَطْبَاقُ .

جِنِينْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن