قصدت النور فعانقت الظلام

58 4 0
                                    

لما لازالت روحي تقاوم ملائكة السماء، فالمفرق بين قبر التراب و قبر العذاب!! أوا ليس خروج الروح أهون من تحطمها الى أشلاء صغيرة لا يحصى عددها و لايدرك، تعقلي يا نفسي و سلمي أنفاسك لجنود القدر عل قلب الأهل يرضى و يحس بحرقة الرحيل اللامبرر،علهم يدركون أن وجود شبيهة لك لم و لن يتكرر، و لكن احقا سيتوقف دوران الأرض ان رحلت عنهم، هل ستسقط ادعاءات الجنون و تهم العهارة التي لفقت الي، هل سيسمحون لروحي ان ترتاح داخل ملجأها الأبدي؟؟
يبدو أنني أهرب من قساوة الحياة و دهيائها الى مكان اشد عذابا... تمنيت الموت و لكن حصل ما هو اشد هولا و رعبا... فغدوت بين حدود العالمين عالقة فأين السبيل الذي سيكون للخلاص مفرا و مهربا!!

قد كتب مصيري على دفتر الأقدار بحبر الدم الملعون
و كاتبه كان شيطانا حاكما لمملكة فرعون

صعبت هي مسؤولية الأخت الكبرى... مهما كانت في السن صغيرة ستظل في عيون والديها الأكثر رشدا و الأشد وعيا، الأكمل عقلا و الأكثر استيعابا، لم تكن علاقتي بأهلي جيدة فقد كنت بنظرهم دائما الفتاة العاقة المخالفة لأوامرهم و الكاسرة لقوانينهم، اضطررت الى تغيير مسار طلباتهم الى تيار رغبتي و مجرى ارادتي فقد كان حلمي بنظري هو الغاية الاهم و الاشد عظمة
و بتغير المسار سار القدر فكسر الأماني و اخذ معه امين البيت و صائن العمر، خرج الغالي في الصباح سائلا عن ما نريد و نرغب.. فسرقته الحياة منا فأجهشت القلوب بالبكاء و الروح بلحن الوداع تعذب.. حادث سير أحدث في نفوسنا القيامة الصغرى و بعده بلاغ الوفاة فجر الفاجعة الكبرى

رحل والدي رحيلا ليس لنا من بعده لقاء فودعناه بكلمات الأسى
لكن الحياة لم تكتفي بذلك فاختبرتني بما هو أقسى

بعد انتهاء العدة اتخذنا بيت أهل أمي مقصدا امنا.. جسرا نعبره لتحقيق الغايات.. لم نستطع المكوث ببيتنا بعد رحيل حارسه فقد سقط عموده و هدم أساسه بغيابه، أمي و أخواي الصغيران اللذين لم يعيا بعد معنى " الحياة لا ترحم، فان نجحت في اول تجربة فانك في اختبار القبول لن تسلم " رضوا بالبقاء ببيت جدي أما أنا فقد اصريت على الذهاب الى بيت عمتي و اتخذت قرب ثانويتي منه سببا وجيها،، ألا يكفيهم انني ابعدت عن سندي و من ثم مكان مولدي و ريعاني و الان يريدون ابعادي ايضا عن أغلى ونيسة

في البداية تلقيت أجوبة الرفوض التام للفكرة، لكنهم لا يعلمون أن فكرتي ليست بسؤال أو طلب انما قرار اتباعه وجب

و هاقد بدأت الحياة من جديد، صحيح ان لرحيله أثر محفور في الفؤاد يستحيل أن يزول او يختفي،، لكن هذا لا يعني الوقوف عند نقطة لا يمكن تغيير موقعها في كتاب القضاء و القدر،، و تحت هذا الشعار خطت أشعة الأمل و جعلته للاقتداء منبر

الماضي مضى و الحاضر يمضي و المستقبل اتي
لذا لا مكان لليأس أو الاستسلام في حياتي

قيد رحمة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن