حب في الحجر الصحي 12

282 24 5
                                    

الحلقة الثانية عشر
حب في الحجر الصحي
بقلم : إيمان فاروق.          

#كيف بامكاني الرحيل ؟!...وانا المأثورة في عالمك ...أحاول و اجاهد أن أغادرك ..فوجدتني أعود إليك وكأنني في تعطش لرحيقك الفواح.

#تناهيد الغرام بينهم.

#ان لم يكن لي فيك عشقا ...
يكفيني أن لي فيك قدرا ...
وان لم يكن لي في ودك الأن قدرا ...
يكفيني انك كنتِ لي اجمل عمرا ...

أجلس بين يد الله ..أتوجه إليه بالدعاء برفع البلاء ..فالجميع الأن في جميع أرجاء العالم يتقدمون بالدعاء برفع الغمة وها نحن نتقرب إلى الله بالصلاة والدعاء ..تعمدت أن أتركها على راحتها حتى تنعم بتفكير هادئ واقتصرت معها على معاملة عادية حتى لا نكون مصدر لأزعاج أبنائنا .

كم كانت متعاونة معي في هذا الأمر..ظللت على هذا المنوال طيلة الشهر المبارك فلم يكن هناك مفر من الجلوس بالمنزل دون عمل فنحن في حالة حظر ولكن الذي جعلني أتعجب أنني  لم أمل من هذا الوضع ..ظل الجميع يتناوبون ايضاً علينا في محاولة منهم لجمع شملنا من جديد.

-ها يا صاحبي أرى الوضع بينكما هادئ الأن ؟

ابتسمت سخريتاً وتفوهت : لا يا خالد أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.

أجابني وهو يربت على كتفي المقابل له : لا عليك حسين ستحل بامر الله..ولكن عليك الجهاد قليلا حتى تظفر بها من أجل اولادك .

-هي هنا من أجل الأولاد ولكن انا أريد أن اظفر بها من أجلها هى.. اولادنا في مأمن وانا لا أقلق عليهم ..هى التي تشغل بالى الأن ..أريد أن اعوضها اهمالى لها ..ولكن نحن في شهر عبادة الأن أريد استثماره في التقرب الى الله .

تدخل وليد مشاركاً في الحوار بعدما أستمع إلى آخر الكلمات بيننا فتدخل متفوها: يا رجل أغتنم فترة الإفطار واقترب منها فإن لبدنك عليك حق ولا تترك نفسك للزهد هكذا وأكمل مستطردا : التقرب الى الله مطلوب وجميعنا نعمل عليه نصلي ونقرأ القرآن الكريم ونتعبد كثيرا ونقوم الليل ولكن لا نهجر نسائنا ..اعمل على عودتها  إليك من جديد.

لا أنكر مدى تأثير كلماتهم في داخلي  فأنا اتمادى بالفعل ..أغمضت عيني وانا اسحب الهواء وزفرته متنهدا دون أن اجيبهم ،لا أعلم لماذا لم أعد شغوف على هذا الأمر بيننا هل أصبحت باردا ؟!..ام ان رجولتي التي كانت تحركني دوما إليها انهارت هناك في حجري الصحي مع أصابتي بالمرض ..وربما أريدها هي دون تحكم في غزيزتي معها فأنا الأن اتشارك معها الهواء التي تتنفسه و تكفيني رائحتها الطيبة التي تنتشر في أركان المنزل وتصيبني بانتشاء داخلي بعيدا عن التفكير في الغريزة بيننا..فأنا لم أعد بحاجة الأن سوى اكتسابها كأم وأخت وصديقة حتى وان فشلت معها كزوج سأكون على عهدي معها فأنا لست برجل يفرض رجولته على امرأة حتى لو كانت زوجته.. كبريائي يمنعني في التفكير برفضها لي. لملمت تيتي واستجمعت قوتي التي كادت أن تخر أمام اصدقائي فأردفت وانا أتوجه إلى الداخل: هيا بنا لنقوم بأداء صلاة العصر وقراءة القرآن حتى موعد أذان المغرب.

حب في الحجر الصحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن