الحلقة الثالثة عشر
حب في الحجر الصحي
بقلم : إيمان فاروق.#قد نختلف في اعظم الامور وابسطها ولكن من المؤكد تألف القلوب بيننا ،اينما كنا ووقتما نكون ،دعينا نتعقل الامور حتى لا يتاثر القمر بالخسوف ،نعم ينتابني الحنين ويغمرني الشوق ويفيض بي ..ويزيد انين الغارقين في بحر العاشقين.
# يوم جديد
#انفرجت الجفون وتحررت الاهداب المتلاصقة لتستقبل الخيوط الذهبية المنبعثة خلثة من بين الثقوب التي تتخلل النافذة ،لتضئ بدورها الغرفة التي كنت ا صارع بداخلها الظلام الدامث طيلة اليل، حتى تمكنت من اسدال اهدابي ،وها هى ترتفع معها من جديد ستائر الأمل بيننا.
أتى الصباح محملاً بنسائم السرور لاستقبال ليلة العيد والاستعداد له فهذه الايام المباركة بمثابة مكافئة للجميع بعد شهر ملئ بالعبادات.
مازالت الأموركما هى بيننا فهى اصبحت عنيدة بصورة لم اعتادها وبرغم استشعارى لينها قليلا الا انها مازلت تجاهد في عدم الخضوع امامي..ربما تكون على صواب واكون انا الذي اجبرتها على ما هى فيه.. هكذا استشعرت بعدما تذكرت امسيتي التي كانت عبارة عن صراع بين الماضي والحاضر معها.
ماضي وضعته في صندوق اسود والقيت به في قبو مظلم واوصدته بقفل فولازي والقيت بمفتاحه في غيابه القبو حتى لا اتعثر به من جديد وها أنا الآن اعثر عليه ،لأعود معه لذكرى كبريائي منعني الخوض فيها وقتها وكانت من أحد الأمور التي تسببت في رفضي لارتباطنا في الماضي.
عودة للماضي.
- ها حسين ما ردك النهائي في أمر زواجك من ابنة عمك ؟.
-ابي لقد تكلمت معك قبل سابق انا لم أفكر في هذا الأمر وليس تقليل في ابنة عمي ولكن انا اريد بناء مستقبلي أولا .
-حسين هذه رغبة عمك ،هو لن يطمئن على ابنته سوى معك فهو يفضلك على ابن خالها وعن أي شاب آخر ، فجدك رحمه الله كان يوصي بنفس الأمر ..هل تريد اتخزل أباك حسين ؟
انتابني ضيق من تصميم ابي ،كيف لي الصمود أمام رجاءه لي وجدتني أردف في جمود : حسنا ابي سأفكر في الأمر ..ولكن أعطني مهلة حتى استوعب الفكرة ..جلست أفكر في أمر زواجي منها فالجميع يؤيدون مما جعلني اقتنع قليلا فأنا من الأساس لم أكن مرتبطا فهى كغيرها بالنسبة لي سأحاول الوصول معاها إلى نقطة تلاقي ..عاد ابي مجددا وحالة من الزعر مرسومة على محياه يناشدني : هيا بني بالله عليك نتوجه الي بلدتنا سريعاً.
تحدثت بضيق ظنا مني أن ابي يريد إتمام هذه الخطبة فأجبته بحنق : ابي انا لم أعطي رأي نهائي....قاطعني ابي بحزم وهو يردف : عمك مريض وهو الآن بمشفي البلدة هناك وانا أريد التوجه إليه سريعا .
أردفت بإيماءة الموافقة سريعاً انا اتوجه إلى خزانتى لاستبدال ملابسي بأخرى مناسبه : حسنا ابي سأكون بالأسفل في غضون لحظات ..سحبت سلسال مفاتيحي الخاصة واوراقي الشخصية وذهبت لأبي الذي كان ينتظرني بشغف أمام السيارة التي استلقيناها سويا وتوجهنا بها إلى مشفى البلدة ..ترجل ابي مسرعا وولج حيث عمي الذي كان قد تعرض لازمة قلبية فهو مريض بضيق في أحد الصمامات وأنا أعلم هذا من قبل مما جعلني أحزن من أجله فهو حنون مثل ابي ولم يتعرض لنا في أي أمر قبل سابق بل بالعكس هو نعم الشريك ولكنه الأن يصرح برغبته في ارتباطي بابنته فهو حق مشروع بالنسبة له ومن الواضح أنني ساخر أمامهم فبالفعل هى كغيرها من الفتايات وانا لم اكرهها يوما ما ولكن سأحاول الوصول إليها حتى اجد ما يثلج صدري نحوها ، ها هو ابي يلج من حجرة عمي الذي يريد ان يحدثني قليلا برغم تشديد الأطباء بعدم الإرهاق في الحديث وهو يردف : بني عمك يريدك بالداخل.