حب في الحجر الصحي 15

273 24 4
                                    

الحلقة الخامسة عشر
حب في الحجر الصحي
بقلم إيمان فاروق.

عندما يأتي الربيع ..تزدهر الأغصان وتنبت ازهارها وتنبض بوميض أملها لتكتب لنا حياة جديدة..تنبعث بعبير أحبارها..  وتنقش بريشة الطبيعة أجمل الصور.

حزن وعودة وقدر.

قد يمنعنا الكبرياء عن البوح بما تكنه القلوب ..ولكن هناك لعبة تسمى القدر علينا تفوق.

رق النسيم ..فرقرقت الأعين بالدموع..بعدما داعبت النسمات محياي الشارد وحرك الهواء خصلات شعري المتمردة في ضجرمن تحت غطائه وانا استند برأسي للخلف على احد الارائك في شرود من خلال شرفة المنزل الريفي الخاص بالعائلة  ، استنشق الهواءالعليل وانا اتذوق طعم اخر للحياة ، برفقة من يتخذ فخذي وسادة له بأريحة، يرقد بسلام  كطفل بجوار أمه، وانا أداعب خصلاته واتخللها بأصابع كفي واليد الأخرى يتملكها هو بقبضته ،يضعها فوق نابضة الذي استشعر صخب ضرباته المتعالية بفضل عناقه لها وامامي شاشة طبيعية تحمل اجمل المناظر.

"ارقد بسلام متمدداً بجوارها اتخذ من جسدها الغض مسندا لراسي حينما اعتدلت في جلستها لتحتوي رأسي وتضعا اعلي قدمها..تركت لها دفة الحركة وهى تداعب شعيراتي بحنان وسحبت يديها الاخرى لاقبل باطنها واسكنتها فوق نابضي الذي يضخ بنفعال ويعلن بصخب مدي استمتاعة بهذا المشهد الخلاب فصدق من قال" الماء والخضرة والوجه الحسن " نعم انا اتمتع بصحبته وجهها الحسن وامامي 🏠لوحة من الطبيعة الخلابة مجري نيلي امام المنزل  وبقعة خضراء تسر من ينظر إليها و هدوءه كحال من تشاركني الحياة .
 

عدت بالذاكرة لعدة أيام مضت عندما عدت بمفردى من جديد لأرضي الأولى، وانا في حالة من التية والألم بقرارة في القصاص لي منه.

''مازالت هاوية بين يدي.. غافت بعد ان استسلمت لدوار رأسهما المنشعل بفعل نيران الألم بها.. اسندتها وانا اجاهد حتى لا اهوى بجانبها.. فأنا لا استشعر الحياة الآن.. لقد زحفت البرودة الى اطرافي كلما زادت هى في غفوتها.

ضجيج وهرج ومرج يتخلله البكاء والنواح من الفتايات وهلع وخوف من الاولاد على امهم الغافية دون حراك.

تقدمت اكرام ومنال اليها تساعدني في اعتدالها وهن يناشداها الرد

تحدثت منال بقلب مفطور :   اختي، مابك حبيبتي؟!..فوقي ارجوكِ.

اقتربت اكرام وهى تدلك يدها بعدما سحبتها من يدي واخذت تفرك بها وهى تردف بقلق:  اخي علينا باستدعاء الطبيب.. فهى مازالت فاقدة للوعي.

تدخل سليم متحدثا: لقد قام عمي خالد بستدعاء الطبيب عبر الهاتف وولج للخارج هو وعمي وليد ليكونا في استقبالة.

احضرت لمياء زجاجة العطر وقمت بنشر رزازها حول انفها وانا ادلكها في رفق حتى لا تؤلمها بعد ذلك ولكنها لم تستجب أيضاً لهذه الرائحة النفاذة واحضرت صفاء كوب من الماء البارد وقمنا نثره ايضا على محياها الشاحب ولم تستجب ايضاً وكأنها  فقدت الرغبة في العودة مجددا للحياة.. مما جعلني استسلم انا الاخر بجانبها دون حراك بعد ان استعدلناها على الاريكة الكبيرة المضوعة في بهو المنزل ومازلت اعانق يدها انا اتمتم  بالحولقة والاستغفار ، حتى اهداء قليلاً.

حب في الحجر الصحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن