لغة الأزهار ، نبذة

1.3K 101 37
                                    


الأزهار هي شيء مدهش ، فليست الأزهار جميلة و تعد إضافة لا غنى عنها في أي إحتفالٍ و مناسبة فقط ، بل و قد أستخدمت منذ القدم للتعبير عن المشاعر ، الأحاسيس و حتى الأفكار .

قد تبدو لغة الزهور للبعض شيئاً في غاية الجمود و الصعوبة ، لكن و على النقيض فهي على منتهى الرقة و البساطة .

و لغة الأزهار هي الفن الذي يعنى بإستخدام الأزهار في إظهار الأفكار و الصفات و التعبير عنها من خلالها .

..........

على الرغم من نسب العديدين الفضل إلى الأتراك في تطوير معاني الزهور في القرن السابع عشر ، إلا أن الفترة التي كانت فيها لغة الأزهار في ذروتها لم تكن سوى العصر الفيكتوري في أوروبا .

و قد تم إستخدامها آن ذاك للتعبير عن المشاعر التي لم تسمح الآداب الصارمة لذلك العصر بالتعبير عنها علانية .

و الآن قد تتسائل عن الكيفية التي إعتادو فيها على التعبير عن مشاعرهم من خلال مجرد أزهار ؟

و الإجابةَ هي أن الأزهار كانت تهدى على صورة باقاتٍ صغيرة ، تدعى التوسي موسي أو النوزجايز ، و كانت تتكون عادةً من أعشاب عطرية مختلفة و زهرة واحدة ذات معنى ملفوفةً في شرائط من الدانتيل .

..........

لغة الأزهار هي لغة ، و كما هو متعارف تختلف اللغات بإختلاف البلدان ، و قد تمتلك الزهرة عدة لغات تبعاً للحضارة التي تستند عليها في تحديد رمزية الزهرة ، ف على سبيل المثال أزهار الفوانيا أو عود الصليب اللتي تعرف ايضاً بالبيوني :

    لأزهار البيوني لغتين متضادتين تماماً ، و يرجع ذلك لإختلاف الثقافة التي بنيت عليها اللغة ، ففي لغة الأزهار الڤيكتورية تعبر الفوانيا عن الخجل و يقال أن سبب ذلك هو إرتباطها بأسطورةٍ يونانية قديمة ، حيث أستخدمت الحوريات أزهار الفوانيا في إخفاءِ أج...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


لأزهار البيوني لغتين متضادتين تماماً ، و يرجع ذلك لإختلاف الثقافة التي بنيت عليها اللغة ، ففي لغة الأزهار الڤيكتورية تعبر الفوانيا عن الخجل و يقال أن سبب ذلك هو إرتباطها بأسطورةٍ يونانية قديمة ، حيث أستخدمت الحوريات أزهار الفوانيا في إخفاءِ أجسادهن عن أعين المتطفلين ، بينما و في الحضارة الشرقية إمتلكت لغةً متناقضتاً تماماً للخجل ، الشرف و الكرامة ، و تستخدم للتعبير عن العلاقات المزدهرة أيضاً .

و ليست أزهار البيوني وحدها من امتلكت عدة لغات ، بل فمن الشائع للزهور أن تختلف رمزياتها بإختلاف البلدان و الثقافات .

..........

لأكون صريحة فلغة الأزهار لم تكن شائعتاً في مجتمعاتنا قط ، و لكن لا يمكن القول أن السبب هو عدم إمتلاكنا للغة أزهار أساساً ، فمعاجم لغة الأزهار تعج بتاريخ الأزهار في بلاد الرافدين ، الفرس ، و مابين النهرين و مصر القديمة إلخ... .

لكن لا أعتقد أن لغة الأزهار قد حظيت قط بما تستحقه ، فمن تجربتي المتواضعة ( اللتي بذلت فيها مجهوداً كبيراً للبحث طبعاً ) لم أجد معجماً أو كتاب أو حتى مقالاً واحد يُتحدث فيه عن رمزيات الأزهار في حضارتنا بلغتنا العربية ، بل لم أجد أياً من الكتب الغربية و قد تمت ترجمتها ! ، و هذا لا يمكن إلا أن يكون عامل تحبيط لكل من قد يود الإبحار بإسهاب في هذا العلم .

..........

لطالما إعتقدت أن لغة الأزهار شيء في قمة الجمال و الشاعرية ، أن أنتقي أزهاري بعناية ، و ليس طبقاً للشكل و اللون وحدهما ، يبدو لي شيئاً لطيفاً و سأقدره فعلاً في حال أهديت باقةً مع علم مهديها برمزياتها و إظهاره لغةً خفيةً من خلالها .

كما اعتقدت دوماً انه لشيء يفطر القلب كيف أن لا أحد يعير شيء بهذا القدر من الجمال أي قدرٍ من الإهتمام ، و كيف يجيب الغالبية العظمى من الناس حين سؤالهم عن نوع زهرةٍ معينة بقول " وردة " بكل شناعة .

لذا و في سبيل الوعي العام أولاً ، و لأن لغة الأزهار و رمزياتها شيء لطيف لتمتلك بعض المعرفة عنه ثانياً ، أنشر المعرفة التي لطالما تمنيت أن أجدها ، نظراً لإنعدام المصادر العربية بشكل عام و إفتقار الواتباد لهذا النوع من الكتب بشكل خاص .

..........

  مرحباً للقراء اللذين و لحسن الحظ حالفهم الحظ في إيجاد كتابٍ بهذه الجودة ، في الأعلى 👆🏻 ، بعض مما أجهل سبب كتابتي له لكن أعتقد أن المقدمات مهمة ، لأن الأمر يشبه تناول الطعام فلابد أن تبدأ بتناول المقبلات ثم الطبق الرئيسي ثم تتابع تناول الطعام تبعاً لذلك ، من الأكيد تواجد تشابه بينهم ، حتى رغم عجزي عن ايجاد واحد ، لكن كان يتوجب علي قول ذلك .

    تحياتي و قبلاتي ، عرابة الطماطم الطيبة .

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لغة الأزهار و رمزياتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن