كاتب || بصري جدا

23 5 1
                                    


إنني من النوع الذي يغير خلفية هاتفه كثيرا، من جهة أمقت الروتين، ولقد تعمدت استخدام كلمة أمقت بدلا من أكره، وذلك لأن المقت هو أشدّ البغض، وهو بالكاد يعبر عن استيائي من الروتين. المهم من جهة ثانية، جهة أقل أهمية من بغضي للروتين؛ على نوع الصورة أن يوافق حالة معينة في عقلي أو مزاجي، شيء ما ضروري وملح، بإمكانه التحكم في خلق حالة شعورية معينة كلما أمسكت الجهاز.

 بالأمس مثلا ضقت ذرعا بصورة الجبال المرسومة ولونها الأزرق المنسكب بين البرتقالي والأصفر، إنني بحاجة إلى الهدوء وبينما يعزز اللون الأزرق وحده هذا الشعور إلا أنه وعند اقترانه بألوان حارة ونشطة كالبرتقالي والأصفر فمعنى الهدوء فيه يضمحل تماما.

أما خلفية قفل الشاشة المزدحمة بالتفاصيل وعلى الرغم من أن عيني لا تلمحها إلا سريعا إلا أنها تصيب عقلي بنوع من الثقل، فأنا على أعتاب مرحلة من تنظيم بعض شؤون حياتي الفوضوية جدا، وازدحام المكان بالتفاصيل حتى لو كان ذا لون هادئ فإنه يشوشني جدا.

عزمت على تغيير الخلفيتين بعد أن ضقت ذرعا بهما لعدة أيام، وبعد بحث سريع وجدت ضالتي وكأنني كنت أعرف ما ستكون، ورقة شجر صغيرة وسط خلفية كبرى خالية تماما من أي شيء، نعم هذه هي، انتابني شعور راحة الأعصاب الذي يغمرني عندما أشم رائحة القهوة أو الشاي بالأعشاب، تنفست بعمق وأغلقت هاتفي بسعادة.

كاتب مشوشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن